2013/12/30
عام ساخن وضع المنطقة على فوهة بركان

نودع عاماٍ مليئاٍ بالأحداث الساخنة التي اجتاحت الدول العربية جلها مليء بالعنف ومشاهد الدمار زاده إيلاما إحباط تحقيق أحلام الشعوب التي ثارت على شعوبها متطلعة لمستقبل أفضل سرعان ماذرته الرياح التي تأتي بما لاتشتهي السفن وعموما نطوي صفحة العام 2013 بلا رجعة آملين أن يكون عام 2014 أفضل من سابقه من ناحية التلاحم العربي – العربي وخروج مصر وسوريا والعراق ومعظم الدول العربية من نفق الحرب و العنف المظلم إلى آفاق السلام والحرية …

شهدت مصر زلزالاٍ سياسيا شديدا ضرب أركان الدولة والمجتمع وجعل بلاد الكنانة تدفع ثمناٍ غاليا تمثل في عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه إثر تظاهرات مليونية هي الأولى في تاريخ مصر جعلت الجيش المصري ينحاز إلى مطالب الشعب بعزل مرسي بدلا من الدخول في حرب أهلية عقب ماسمي بثورة 30 يونيو . إن الحدث الأبرز الذي شهدته مصرفي 2013م تمثل في التظاهرات المليونية المعارضة لمرسي غير المسبوقة التي خرجت وصفها البعض بأنها كانت “إرادة شعبية لم يستجب مرسي لمطالبها بإقامة انتخابات رئاسية مبكرة”. تفاعلت ثورة ما يسمى ال30 من يونيو لثلاثة أيام في الساحات والميادين أبرزها ميدان التحرير بالقاهرة والتي رفعت شعارات إسقاط النظام ” أسفرت عن صدامات على إثرها سارع الجيش بالتدخل إذ أمهل طرفي الأزمة 48 ساعة معلنا عن خارطة طريق لإنقاذ البلاد تتكون من ثلاث نقاط هي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو الاستفتاء على استمرار مرسي في الحكم خارطة الطريق هذه اصطدمت برفض مطلق من مرسي أدت في الثالث من يوليو إلى إزاحته عن السلطة باعتقاله وإيداعه سجن طرة . ليظهر عبدالفتاح السيسي عبر التلفزيون وهو يقف وسط زعماء دينيين وسياسيين وضباط الجيش الكبار ليعلن تعطيل العمل بالدستور موقتا وطرح «خريطة طريق» للعودة إلى الحكم الديمقراطي. وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئاسة البلاد مؤقتاٍ على أن يساعده مجلس انتقالي وحكومة كفاءات إلى حين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. وأبلغ الجيش مرسي أنه لم يعد رئيسا للدولة.

نفق العنف المظلم خلف فض اعتصامي رابعة العدوية في مدينة نصر بالقاهرة وميدان النهضة حيث كان المعتصمون فيهما من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي آثاراٍ كبيرة على صعيد النسيج الاجتماعي في بعد شهدت على إثره عمليات عسكرية وانفجارات ومصادمات عدة تتالت وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى تخلله حملة اعتقالات لكواد الإخوان وإعلان حالة الطوارئ لمدة شهرين .

سوريا شهدت سوريا خلال عام 2013 التي تدور فيها حرب طاحنة منذ ثلاث سنوات تطورات متسارعة ميدانيا وعسكريا وسياسيا أفرزت معطيات جديدة اهمها التغير ا لملحوظ منذ شهر أغسطس الماضي وبالتحديد في أعقاب المبادرة الروسية لتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية. أما على المستوى السياسي فقد خلقت المبادرة الروسية حالة من التفاهم الروسي الأمريكي المشترك بشأن الأزمة نجحت بمقتضاه روسيا في إخراج حليفها السوري بشار الأسد من حالة الإقصاء الكامل من الحل إلى قبول ضمني بمشاركته في مسارات الحل المأمولة إما عبر تسويقه لواشنطن بأنه الرجل القوي الذي لا بديل عنه لقيادة المرحلة الانتقالية أو عبر اعتباره حائط الصد أمام الجماعات التكفيرية المتشددة الذي يقف حائلا بين الفوضى والاستقرار وما يعنيه ذلك بالنسبة لأمن إسرائيل. أيضٍا شهد السياق الإقليمي نفسه اختراقٍا سياسيٍا جديدٍا تمثل في إبرام الاتفاق النووي الإيراني في نوفمبر الماضي بين القوى الست الكبرى وإيران وما يمثله ذلك من انفراجة محتملة ومتوقعة في مسار حل الصراع السوري إقليميٍا ودوليٍا. التطورات السابقة على المستويين العسكري والسياسي هيأت الأجواء الدولية والإقليمية لإعادة طرح عقد مؤتمر “جنيف 2” الذي تحدد موعده في 22 يناير القادم.

نار الحرب السورية تنتقل إلى لبنان بقوة التفجيرات وننتقل إلى لبنان البلد المجاور لسوريا والذي أضحى امتدادا للأزمة السورية الطاحنة وأتونها تنتقل بسرعة الهواء إلى أراضيه في ظل وضع أمني واقتصادي هش يزيد أصلاٍ من التحديات التي تواجهها حكومة تصريف أعمال نجيب ميقاتي .. ويضحى الوضع اللبناني أكثر خطورة مع الزج به في أتون التفجيرات وهو ما يجعل إسرائيل المتفردة والمستفيدة من هكذا وضع تثيره من حين إلى آخر بالتوتر على الحدود عبر انتهاكاتها لسيادة بلاد الأرز براٍ وجواٍ وآخرها التزام تل أبيب ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بصورة آحادية .. وقد تم اكتشاف عملية تجسس كبيرة تنفذها الاستخبارات الإسرائيلية” الموساد ” ضد قيادات وعناصر حزب الله .. من بينهم أمين عام الحزب حسن نصر الله .. وهو ما يقد يفسر عملية اغتيال الحاج هولو حسن اللقيس في بيروت بشهر نوفمبر وقد أشار نصر الله صراحة بذلك إلى إسرائيل متوعدا بالرد والانتقام .

2013م العام الأكثر دموية في العراق منذ مطلع عام 2013م والخط البياني لأعمال العنف في العراق يرتفع شهرا بعد آخر وسط أزمة سياسية خانقة تعصف بالبلد تهدده بالتقسيم من دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل لإيقاف طاحونة القتل اليومي التي تحصد أرواح العراقيين . ونتيجة التأثيرات السلبية للأزمة السياسية بين الكتل المتصارعة والتظاهرات والاعتصامات المناوئة للحكومة أخذت وتيرة أعمال العنف الإرهابية ترتفع تدريجيا منذ شهر يناير2013م التي انطلقت في محافظات ذات أغلبية سنية استغلت الجماعات المسلحة التي تتبع تنظيم القاعدة وبعض الجهات الأخرى هذا الوضع السياسي والأمني المهترئ لتعمق من الشرخ الموجود بين الأطراف العراقية لإثارة الطائفية وتوسيع الهوة بين الخصوم السياسيين ولإعادة العنف الطائفي الذي دفع العراق ثمنه غاليا من أرواح أبنائه”. بلغ حتى نهاية عام 2013م سبعة آلاف قتيل حسب إحصائية أممية ذكرت فيها معدل الخسائر البشرية بمقتل شخصين كل يوم في حين كان شهري يوليو وأكتوبر الأكثر كلفة في هذه الناحية وذلك بارتفاع حصيلة القتلى إلى نحو 1500 شهيد معظمهم من المدنيين .

تكريس مآسي الشعب الفلسطيني الأوضاع في أراضي الفلسطينية المحتلة لم يطرأ عليها أي تغيير باستثناء القضية المركزية التي شهدت تراجعات على مستويات عدة إقليمياٍ ودوليا وبفعل تركيز العالم على الصراع الدائر في سوريا وتناسي العرب عن قصد أو بدون قصد لهذه القضية الرئيسة التي تشكل محور الصراع إذ انطوت الدول الرئيسية الفاعلة الانكفاء القطري وبعضها شغلته الأحداث الداخلية والتغييرات التي حدثت مثل مصر ليظل الحال على ما هو عليه وليستمرئ الاحتلال الإسرائيلي في تسمين المستوطنات مع اغتياله المسبق والترصد للتسويات والمفاوضات الطويلة النفق مع الفلسطينيين مستفيدا من عامل ضياع الوقت وتوظيفه لصالح المشروع الاستيطاني الذي يستلب الإنسان قبل الأرض ومواصلا نفس النهج المرسوم من سياسية العقاب الجماعي وثلاثيته القاتلة المعروفة ب{ الترانسفير – القتل – ….} واستلاب الأرض وإفراغها من شعبها الأصلي عبر الاستيطان والتهويد الذي يعد قنبلة ديمغرافية إسرائيلية الصنع منبعها المشروع الاستعماري الصهيوني المعروف أولاٍ وليفخخ ثانيا ما يسمى عملية السلام وسعيا منه لإفشال الجهود المبذولة الأمريكية من الوساطة التي يقودها وزير الخارجية جون كيري والذي بدوره لم يستطع إحداث اختراق مملوس بين الطرفين المتفاوضين رغم جولات المفاوضات الأربعة عشرة التي طْرحت خلالها أفكار تستهدف الحصول على المزيد من التنازلات الفلسطينية لصالح إسرائيل بعيد حتى عن ممارسة أي دور أميركيي يلجم كباح الاستيطان المحرم دوليا وهكذا فإن الوضع على هذا المسار يرواح مكانه إن لم يحصد سوى مواعيد عرقوب الكاذبة مما جعل القيادة الفلسطينية مؤخراٍ تلوح بالإعلان عن فشل المفاوضات وعزمها التوجه إلى الأمم المتحدة كي تضع القضية الفلسطينية على الجمعية العامة وتنال عبر التصويت {دولتها المستقلة} وعاصمتها القدس الشريف وهو ما تخاف منه إسرائيل وتعارضه الولايات المتحدة …. ففي شهر مايو ندد الفلسطينيون بقرار بناء 1200 وحدة استيطانية في القدس المحتلة واعتبروا ذلك خطة إسرائيلية ممنهجة لتدمير جهود كيري لمعاودة المفاوضات. وفي إطار تهويد زهرة المدائن التي تشكوا أحزانها قام جنود الاحتلال يرافقهم قطعان من المستوطنين.اليهود باقتحام المسجد الأقصى بهدف تدنيسه وبتواطؤ من جيش الاحتلال ودخلوا حائط المبكى وفي كل جمعة تفرض سلطات الاحتلال حصاراٍ محكماٍ حول المسجد الأقصى لمتنع المصلين من دخوله إلا من تجاوز سنه الأربعين عاما . كما قام لاحتلال في ما يوم بهدم قرية «باب الكرامة» في القدس.كي يتوسع في بناء المستوطنات هناك .

مشروع برافر الصهيوني انتهجت حكومة بنيامين نتياهو المتطرفة خططا لتهجير عشرات الآلاف من سكان النقب من العرب يحمل اسم برافر بهدف ابتلاعهم أثارت احتجاجات واسعة قام بها آلاف الفلسطينيين ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية ” ويعيش بدو النقب منذ قبل تأسيس دولة إسرائيل ويقول سكان بدو النقب إن الهدف هو اقتلاعهم من أرض أجدادهم والاستيلاء عليها وحصرهم في بقعة ضيقة. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت في يناير مشروع القانون الذي يدعو لإعادة توطين 30-40 ألفاٍ من سكان صحراء النقب وهدم 40 قرية ومصادرة 700 ألف دونم من الأراضي.

العنف يهدد استقرار الدولة الليبية مثل 2013م بالنسبة لليبيين عاماٍ سيئاٍ بكل أبعادة وتشابكاته وتداخلاته فقد تحول هذا البلد الواقع في إفريقيا إلى ساحة مفتوحة للعنف المستفحل الذي تزداد وتيرته بفعل هجمات المجموعات المسلحة أكدت في مجمل أحداثه فشل الدولة الليبية في مواجهة الجماعات المسلحة التي تستغلْ الأوضاع الأمنية الهشة أصلا لتضع بذلك الزيت على النار .. وهو ما يثير مخاوف وقلق الشعب الليبي والمجتمع الدولي بشكل عام من تنامي ظاهرة العنف التي قد تدخل ليبيا بعد طوي صفحة القذافي إلى المجهول بآفاقه السلبية المختلفة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news67141.html