2013/12/31
التزام دولي غير مسبوق لإنجاح التسوية السياسية ودعم التنمية وتحقيق تطلعات اليمنيين في العبور إلى المستقبل

الزيارات الخارجية للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كان لها حضور بارز في المشهد السياسي اليمني خلال العام المنصرم 2013م خصوصا وأن هذه الزيارات أتت في وقت مفصلي وحساس في تاريخ اليمن المعاصر حيث شهد الجسد اليمني في هذه الفترة الزمنية تعافيا ملحوظاٍ بعد سنوات من الانتكاسات المتتالية على كافة المستويات بلغت ذروتها خلال العام 2011م الذي شهد نهاية بداية الانفراجة الحقيقية للأزمة في اليمن حينما تم التوقيع على المبادرة الخليجية التي اعتبرت بمثابة خارطة طريق للخروج من النفق المظلم . وكانت الزيارات والمشاركات الخارجية لرئيس الجمهورية في العديد من المحافل العربية والإقليمية والدولية خلال العام 2013م تصب في إطار حشد الدعم الإقليمي والدولي لإنعاش الجسد اليمني الذي أنهكته العلل وأوشك على الدخول في غيبوبة طويلة . وبالفعل فقد أثمرت هذه التحركات وحصدت نتائج إيجابية تمثلت بالتزام دولي غير مسبوق لدعم المرحلة الانتقالية وإنجاح العملية السياسية وتمويل كثير من خطط ومشاريع التنموية في كثير من المجالات ولعل أهم وأبرز مظاهر الدعم الدولي لليمن هو إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أوشك على نهايته . أبعاد سياسية وتنموية وباستعراض سريع لأهم المحطات التي شملتها زيارات الرئيس الخارجية خلال العام المنصرم نجد أنها ركزت بشكل كبير على محورين هامين الأول سياسي والثاني اقتصادي تنموي . وفيما يتعلق بالشق الأول المتمثل بالجانب السياسي هدفت الزيارات الخارجية للأخ رئيس الجمهورية إلى اطلاع الأشقاء والأصدقاء على مستجدات الأوضاع في اليمن على الساحة السياسية والجهود المبذولة لإنجاح عملية الانتقال السياسي في اليمن والخطوات التي تمت في هذا الإطار بدءاٍ بتوقيع كافة الأطراف السياسية على المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق وصولا إلى انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وغيرها من الإجراءات التي تمت خلال الفترة الماضية وساهمت في تهيئة كافة الأطراف السياسية لبدء مرحلة جديدة يشارك فيها الجميع دون إقصاء أو تهميش وإشراك الجميع في بناء مستقبل اليمن الجديد بعيدا عن صراعات الماضي . في حين أسهمت هذه الزيارات الخارجية لرئيس الجمهورية في حشد الدعم الدولي لجهود التنمية في اليمن على اعتبار أن مختلف المشاكل التي يعاني منها اليمن هي في الأصل ناتجة عن تردي الأوضاع الاقتصادية وما أعقبها من جمود في العملية التنموية وبروز العديد من الظواهر السلبية في المجتمع لعل أبرزها ظاهرة التطرف والإرهاب . كما هدفت زيارات رئيس الجمهورية إلى عرض فرص الاستثمار الواعدة والمتنوعة في اليمن ودعوة الشركات العالمية إلى الاستثمار في مختلف المجالات خصوصا وان اليمن يقدم الكثير من التسهيلات للمستثمرين . ( محطات بارزه ) شهد مطلع العام المنصرم عدداٍ من الزيارات الخارجية للأخ رئيس الجمهورية منها ما اكتسب بعداٍ ثنائيا في إطار العلاقات المنبثقة بين بلادنا وعدد من البلدان الشقيقة والصديقة ومنها ما اكتسب بعدا سياسيا وتنموياٍ ويندرج في إطار ذلك المشاركة في المؤتمرات الإقليمية والدولية . وكانت أول زيارة خارجية للأخ الرئيس في شهر يناير من العام المنصرم إلى مملكة البحرين الشقيقة تم خلالها عقد قمة يمنية بحرينية في المنامة بين الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وجلالة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة تناولت أهمية التشاور بين البلدين الشقيقين فيما يتصل بمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة وبصفة خاصة بلدينا الشقيقين وكيفية مواجهتها ( قمة الرياض الاقتصادية ) كما شارك رئيس الجمهورية في أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة قادة ورؤساء وفود مختلف الدول العربية الشقيقة حيث ناقشت القمة جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرامية إلى تحسين الأوضاع العربية و أهمية صياغة الخطوط الاسترشادية وخط السياسات الاقتصادية للوصول إلى أهداف وتطلعات الدول العربية ومضاهاة ما تحقق على المستويات الدولية .

( ترحيب بالاستثمارات الروسية ) في ابريل من العام المنصرم قام رئيس الجمهورية بزيارة إلى روسيا الاتحادية التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال الروس حيث تناولت مباحثاته مستجدات الأوضاع في اليمن على كافة المستويات وخلال الزيارة أشار الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية إلى أن اليمن يمتلك محفزات اقتصادية واستثمارية واعدة في المعادن والاسمنت والأسماك والزراعة وغير ذلك من المجالات. وأكد الأخ الرئيس أن التحديات الأمنية سيتم التغلب عليها مع دوران عجلة التنمية والاستثمار كما استعرض الفرص الاستثمارية والمناخات المتاحة للاستثمار في اليمن وكذا التطورات المتصلة بتنفيذ بنود التسوية السياسية التاريخية موضحاٍ أن اليمن اختار نهج الوفاق مؤكداٍ في هذا الصدد أن اليمن طوى صفحة الماضي ويتطلع اليوم إلى الأمام لمواجهة متطلبات التنمية التي هي بحاجة إلى العمل الجاد والمخلص لبناء الإنسان ومقدرات الدولة بمفهومها ومعناها الحقيقي والشامل. وأكد أن الاستثمارات الروسية ستحظى بكل التسهيلات في اليمن وقال لدينا خمسة احتياجات رئيسية نعمل عليها في قطاعات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرقات.ودعا الرئيس هادي شركة جازبروم للعودة للتنقيب عن النفط والغاز في القطاعات التي كانت تعمل بها . ( إشادة بالمواقف القطرية ) وفي يوليو من نفس العام قام رئيس الجمهورية بزيارة قصيرة إلى دولة قطر جدد خلالها تهانيه الحارة وتبريكاته لسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بمناسبة توليه مقاليد السلطة الأميرية مشيرا إلى أن مواقف قطر تجاه اليمن كانت دوما ثابتة ومبدئية تجاه أمنه واستقراره ووحدته ومواقف قطر في ظل قيادة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي كانت جلية وواضحة لا تشوبها شائبة. من جانبه أكد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر استمرار الدعم الكامل لليمن على مختلف المستويات .. مشيدا بما يحققه على مختلف الصعد لحلحلة الأزمة وكذا النجاحات الرائعة التي يخطوها ويحققها مؤتمر الحوار الوطني الشامل معتبر أن نجاحات الحوار الوطني الشامل تمثل المخرج المثالي والمنطقي لليمن والخروج به إلى آفاق السلام والوئام ورسم معالم المستقبل الجديد بإسهام ومشاركة كل القوى السياسية الخيرة التي تتوق إلى صنع مستقبل اليمن الأفضل وتحقيق تطلعات وآمال جماهير الشعب وشبابه وجيله الصاعد.. ( شراكة يمنية أميركية ) وفي نهاية يوليو 2013م زار الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الولايات المتحدة الأميركية التقى خلالها الرئيس باراك اوباما وعدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية . وقد اكتسبت هذه الزيارة أهمية خاصة وقد تمخض عن القمة التاريخية بين الرئيسين هادي واوباما نتائج هامة حيث أنها كانت انعكاسا للرغبة اليمنية الكبيرة في الدفع قدما بعلاقات الشراكة الكاملة بين البلدين وعلى مختلف المستويات بما يحقق تطلعات الشعب اليمني في الخروج الآمن من الأزمات والتأسيس الدقيق للدولة المدنية الحديثة. وجدد الرئيس الأميركي خلال القمة التزام بلاده بمواصلة دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وتعزيز التنسيق مع القيادة اليمنية من أجل إنجاح التسوية السياسية التاريخية وتحقيق طموحات الشعب اليمني في التحول الحضاري.. كما لم يفت الرئيس أوباما الإشادة والثناء على أداء الرئيس هادي وحنكته في التعاطي مع تطورات الأحداث في اليمن بما يلبي أهداف التسوية وينتقل بالبلاد إلى آفاق السلام والتطور على الرغم من الصعوبات والتحديات الجمة التي يواجهها على كافة المسارات. وأشاد الرئيس الأميركي بمستوى المشاركة الشاملة في مؤتمر الحوار الوطني وجدد الرئيس هادي خلال مباحثات القمة ولقاءاته مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية في واشنطن تأكيد حرص اليمن على الانتقال بعلاقات البلدين إلى الشراكة الكاملة وعلى مختلف المستويات وخاصة في مجالات التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب الذي بات القضاء عليه واستئصال شأفته بصورة نهائية ضرورة ملحة لأمن واستقرار البلدين والعالم بأسره.. لذلك فقد شدد الزعيمان هادي وأوباما في مباحثاتهما الحرص المشترك على بناء القدرات الفعالة لمواجهة التحديات الأمنية بما يرسخ السلام والاستقرار في اليمن التي تحتل موقعاٍ استراتيجياٍ مؤثراٍ على سلامة الملاحة الدولية والسلم العالمي ولذلك فقد جدد الزعيمان في قمة البيت الأبيض التزامهما بمواصلة الشراكة في مكافحة الإرهاب كما ناقشا مجموعة من الجهود الرامية إلى مواجهة المخاطر المشتركة لتنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة الجزيرة العربية وبما يدرأ خطره على السلم الدولي باعتباره خطراٍ بات يهدد العالم بأسره. ( قمة يمنية سعودية ) عقب اختتام زيارته إلى واشنطن توجه الرئيس هادي مباشرة إلى السعودية حيث عقد بقصر الصفاء في مكة المكرمة جلسة مباحثات يمنية سعودية برئاسة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جرى خلال الجلسة بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. كما جرى بحث مجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وخلال اللقاء اطلع الأخ رئيس الجمهورية خادم الحرمين الشريفين على آخر التطورات والمستجدات في ما يخص العملية الجارية في اليمن وفقا لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتم التطرق خلال المباحثات إلى سبل الدفع بعملية التسوية إلى الأمام .. ( زيارة تاريخية ) في منتصف نوفمبر2013م قام الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بزيارة تاريخية ناجحة لجمهورية الصين الشعبية الصديقة استغرقت عدة أيام. أجرى الأخ الرئيس خلال هذه الزيارة لقاءات ومشاورات مع القادة الصينيين وفي مقدمتهم الرئيس الصيني تشي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة ورئيس اللجنة الوطنية كما التقى برجال الأعمال الصينيين من مختلف المؤسسات الصناعية والإنتاجية والاستثمارية ولدى عودته الى صنعاء أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن زيارته إلى الصين كانت تاريخية وناجحة بكل المقاييس. وقال:” نقلت شكر الشعب اليمني إلى القيادة والحكومة الصينية أولا على موقف الصين البناء والإيجابي تجاه اليمن ومعالجة الأزمة التي نشبت مطلع العام 2011م وما ترجمه الموقف الصيني في مجلس الأمن الدولي والمحافل الدولية ذات الصلة لتجنيب اليمن الحرب الأهلية وويلات التشظي والاقتتال “. وأشار الأخ الرئيس إلى أن لقاءه بالرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية كان إيجابيا وسيكون له نتائج ملموسة على الواقع العملي في القريب العاجل وتم الاتفاق على العمل وبصورة سريعة على إنشاء محطات كهربائية بمواصفات عالية الجودة في جميع الجوانب الفنية وبالغاز صديق البيئة وكذلك بالفحم الحجري بمعدل قوة تشغيلية ستصل إلى خمسة آلاف ميجاوات تتوزع على عدد من عواصم المحافظات. مؤكدا أن موضوع الطاقة الكهربائية قد احتل الأولوية في برنامج زيارته ومباحثاته مع القادة الصينيين بالإضافة إلى موضوع تعميق ميناء عدن من 16 مترا إلى 18 مترا وتوسيعه إلى أكثر من ألف متر وبتكلفه 508 ملايين دولار إلى جانب ميناء المخا تعميقا وتوسيعا وتطويرا وكذا تطوير وتحديث مطاري عدن وتعز ومشاريع أخرى تتصل بالتطوير والتحسين في مختلف الجوانب وهناك تفاهمات حول عدد آخر من المشاريع في مجالات البنية التحتية . وخلال الزيارة دعا الأخ الرئيس الشركات الصينية إلى الاستثمار في اليمن في مختلف المجالات النفطية والغازية والحديد والزنك والذهب والأسماك والسياحة وغيرها من المجالات . ( قمة الكويت ) القمة العربية – الأفريقية الثالثة التي انعقدت في 19 نوفمبر المنصرم في الكويت كانت آخر محطات زيارات الرئيس الخارجية خلال العام 2013م حيث أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن القمة العربية الإفريقية مثلت حدثاٍ مهماٍ في طريق تعزيز العلاقات الأخوية بين الدول العربية والإفريقية في مختلف الجوانب.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news67214.html