2014/03/08
وكلاء آدم

تقوم الدنيا ولا تقعد , كلما اعترتها حوادث وظواهر وتغيرات جديدة , فتتشكل حوارات ولقاءات ومناظرات لا حصر لها , جميعها يندرج تحت باب الرأي والرأي الآخر . والأكثر خطورة التأويلات التي تطلقها بعض النفوس المتعبة تجاه أمور لا تعنيها ولكنها تعني أفرادا معينين , فيحولونها من أخبار متقطعة إلى أحداث مركبة ومدبلجة كروايات بعض منها تكفي كعمل سينمائي من نوع قوي يشد المشاهد والمستمع في آن واحد . أتعجب من ذلك الطبع المقذع عند الكثير من الأشخاص , الذين لا شغل لهم سوى نسخ ولصق وطبع ونشر الأقاويل والإشاعات على الصحف والدوريات المجاورة , ومتى سيسأم أولئك الغرباء من تلك الممارسات اللطيفة ..! فلا يخفى عليكم كم هو الضرر الذي تتسببه تلك الأخبار العاجلة بأفراد لم يعتادوا على إشهار أحوالهم , أو إذاعتها بين الناس , ولم يفعلوا هم ذلك الأمر في الآخرين لذا أقل ما يفعلونه تجاه تلك المواقف الصبر والتغاضي , ومن ثم القبوع في صهاريج الألم والانطواء بداخل سجن الإتهام والشبهات المستمرة والتي يجاهدونها بشق الأنفس , لتتكشف أمامهم حقيقة الإنسان , ذلك الكائن العبثي الغارغ في الظلام , الهارب من إخفاقات العمر التي تلاحقه , فلا بديل أمامه سوى الانشغال بأخبار الغير ورعايتها حق الرعاية وحق الإنصاف , عله يريح نفسه الخاملة , وهاهي المشاهد والصور تتكرر يوميا دون رقابة ذاتية رادعة تحول دون تكرار الخطأ أو احتوائه . أملي في الناس خيرا ممن يختصرون وقتهم ويسلطون أنظارهم نحو أنفسهم , مدركين حقيقة ألا جدوى في الانشغال بأخبار الآخرين , وترك الآخر وشأنه فمن راقب الناس مات هما , والأجدر بنا مراقبة أنفسنا وإصلاح ذواتنا ومن ثم النوم مبكرا . ومن كان طبعه مراقبة الآخرين ورصد أسرارهم والخوض فيها , بعد جهد من الاستفسارات والتحليلات والمناقشات والمراقبة المجهرية , فكان الله في عونه لأن المهمة ليست سهله ولا هينة كما نعلم , فلابد أن نتقي الله في أنفسنا وأهلينا وذوينا .

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news74652.html