2014/05/03
أم يمنية وابنتاها زميلات في فصل دراسي واحد بأمانة العاصمة

■ إرادة وعــــزم تعكــس جانبـــاٍ رائعــاٍ مـــن المــــرأة المثابــرة

ليس غريبا ان تجد شقيقتين أو اكثر ينتمون لمدرسة أو فصل دراسي واحد ولكن الغريب والطريف حقا أن تصادف شقيقتين وأمهما في مدرسة واحدة بل وفي صف دراسي واحد لإحدى الشقيقتين هذه الحالة الانسانية النادرة والاستثنائية ماثلة في إحدى مدارس أمانة العاصمة صنعاء . أم مثابرة في العقد الثالث من عمرها تقريبا تدرس في الصف السابع من المرحلة الاساسية بمدرسة سام بن نوح الاساسية للبنات بمديرية آزال برفقة بنتيها اليافعتين ويشكلون معا رفقة دراسية وعائلية من نوع فريد.

انها “عزيزة محمد مصلح الحنومة” التي تلقت تعليماٍ متأخراٍ في مدارس محو الامية وحققت هناك تفوقا ملحوظا حفزها على مواصلة تعليمها الاساسي بإرادة كبيرة وتشجيع من الزوج والكثير من المدرسات الفاضلات. قصة عزيزة الأم والطالبة جديرة بأن تروى عبر وسائل الاعلام نظراٍ لما تحمله تفاصيلها من عبر ودروس رائعة لا شك تعكس نموذجا متميزاٍ للمراة اليمنية المثابرة والطموحة والتي لا يتوقف عزمها عند حدود أو تستسلم لقيود وحواجز .

استعداد مبكر تعيش “عزيزة محمد” هذه الأيام أجواء من الاستنفار والطوارئ فالامتحانات على الأبواب وموعد قطاف ثمرة العام الدراسي قد حان وقته . وتقول عزيزة بأنها عازمة ورغم العديد من المصاعب والتحديات التي تواجهها على استكمال الدراسة الأساسية والثانوية وحتى التعليم الجامعي . وتضيف وهي أم لخمسة من الأولاد بأنها تدين بالكثير لزوجها “أحمد ” الذي يعمل طبيبا في المختبر الطبي بمستشفى الثورة فهو من دفعها وشجعها على مواصلة تعليمها في المدرسة واستكمال مرحلة محو الأمية .. وتروي عزيزة مشاهد من حياتها اليومية في التحصيل العلمي في المدرسة وفي استذكار الدروس بمعية ابنتيها الزميلتين وتقول : كنت أمية لا أقرأ ولا اكتب وكنت دائما اشعر بالحرج أمام أطفالي الذين يطلبون مني أن أساعدهم بالمذاكرة وحل الواجبات وكان يتألم زوجي كلما يسمع أطفاله يطلبون مساعدتي ولا استطيع لأني أمية وعندها قرر مساعدتي وسجلني في محو الأمية والحمد لله تخرجت من محو الأمية والتحقت بمدرسة سام بن نوح لاستكمل فيها دراستي .

دعم وتشجيع وتوضح عزيزة بأنها تجد الكثير من الدعم والتشجيع من قبل مديرة المدرسة فتحية عبدالصمد التي تحرص على إسدائها النصائح بالجد والمثابرة وكذلك من قبل معظم المدرسات اللاتي يجدن فيها نموذجا متميزا لما ينبغي أن تكون عليه المرأة اليمنية .

الجو المدرسي “الأسرة” حرصت على إجراء مقابلات صحفية مع مديرة مدرسة سام بن نوح حيث تدرس عزيزة وكذلك مع عدد من المدرسات واللاتي أشدن في احاديثهن بمستوى تحصيل هذه الطالبة الام والتي ما فتئت تواجه كل الصعوبات بنجاح واقتدار وتقول فتحية عبدالصمد مديرة مدرسة سام بن نوح بان عزيزة نموذج جيد للام الفاضلة والطالبة المجتهدة وتضيف : نحاول جاهدين ان نساعد هذه المرأة الطموحة في تحقيق أحلامها في التعليم الذي حرمت منه منذ الصغر. ونحن التربويون دائما نشجع تعليم الفتاة فكيف بالمرأة الكبيرة التي تحب وتريد التعليم وقد لاحظنا أنها من صميمها تحب الدراسة وهي ملتزمة بها وتريد إن تعوض ما فقدته خلال السنوات الماضية فهي دليل على المرأة المثابرة الصامدة التي كسرت القيود. ونحاول جاهدين توفير أجواء مريحة لها ونسمح لها في ظل ظروفها الخاصة فلا نعاملها كبقية الطالبات من حيث انضباط الدوام ولكن قد نسمح لها في حال تأخرها قليلا فلديها ظروفها الخاصة شريطة إن لا يؤثر ذلك على أدائها واجتهادها . وتضيف الأستاذة فتحية : حقيقة نحن نشهد لهذه الطالبة والأم أنها كيفت نفسها بنفسها وجاءت إلى المدرسة مرتدية للزي المدرسي فهي لم تشعر التلميذات أنها مختلفة عنهن وكذلك نحن لم نضف لها شيئا في الدرجات بل قد أدت الفصل الدراسي الأول بامتياز والطريق أمام الطالبة عزيزة لن يكون محفوفا بالورود بل أنها ستجد الكثير من الصعوبات والعقبات أمامها وعليها إن تكون متسلحة بالشجاعة والقوة لمواجهة كل الظروف لاستكمال تعليمها ونحن جميعا معها ومع استمرارها في التعلم وخاصة إن المرأة اليمنية تواجه كثيراِ من الصعوبات فيما يتعلق بالفجوة الكبيرة بين الجنسين في الالتحاق بمؤسسات التعليم .

أثارت الدهشة وأكدت الاستاذة سلاله وهي مدرسة في مدرسة سام بن نوح حيث تدرس عزيزة ان هذه المرأة إنما هي مثال رائع في الصبر والتحمل والمثابرة والجد ونحن بحاجة إلى مثابرة عزيزة وإلى كثير من أمثال عزيزة فالحياة بحاجة إلى أن نصمد أمامها ونتغلب على كل الصعوبات التي تعيق المرأة وتقدمها وعزيزة طالبة أثارت الدهشة في المدرسة عند قدوما ولا شك أنها لاقت استحسان الجميع ومعاملة رائعة من الطالبات والمدرسات وهذا ربما يكون حافزا لاستكمال هذه الأم دراستها وخاصة أنها في بداية مشوارها التعليمي . وأضافت الأستاذة سلالة التي قضت 23 سنة في التدريس بأنها لم تواجه مثل هذه الحالة الغريبة بأن تدرس الأم مع ابنتيها في نفس المدرسة وترافق ابنتها أيضاٍ في نفس الصف مما استدعي في بداية السنة الكثير من الطالبات اللاتي أتين إلى الصف ليشاهدن أم ملاك ومرام ويسلمن عليها ويشجعنها باستمرار كما أن بعض صديقات مرام جئن إليها وتعرفن على تلك الأم المثالية كما تلجا إليها بعض التلميذات في الصف لصحبتها فهي بمثابة الأم لجميع من في الصف . وقالت بشرى سلمان صديقة وجارة السيدة عزيزة : أنا جدا متأثرة بجد واجتهاد عزيزة فهي مثال للأم المثابرة والطالبة المجتهدة حيث تقضي وقتها صباحا في المدرسة وفي المساء تؤدي واجباتها المنزلية على أكمل وجه وهي أيضا مثال للام الصالحة فإلى جانب أنها تدرس وتثابر نجد أن أبناءها أيضا جميعهم مجتهدون ويشهد لهم الجميع بأخلاقهم الرائعة فهي أم مثالية وربة بيت ناجحة وطالبة متفوقة .

خير زميلة ملاك احمد الجعفري زميلة والدتها في الصف والمدرسة أكدت أن والدتها خير أم وخير زميلة فهي ترافقها في أثناء ذهابهما إلى المدرسة وكذلك في الصف وأكدت ملاك: تعامل والدتي معنا تعامل راق فهي أم حنونة جداٍ ومنها نتعلم وهي ترافقنا إلى المدرسة وتشعرنا بالأمان وأيضا تشعرنا بأنها صديقتنا وزميلتنا فنظل نتحدث معاٍ أثناء ذهابنا إلى المدرسة وكذلك نراجع بعض ما حفظنا ونترافق أيضا وقت الراحة والأكل حيث أصبحت المدرسة لي ولاختي ممتعة جدا برفقة والدتنا التي تحتوينا وتشعرنا بالحب والأمان. مرام الأخت الكبرى لملاك وابنة الطالبة عزيزة قالت ودموعها تتلألأ من الفرحة : اشعر ا ن أمي مثال للمثابرة والجد ومنها أتعلم أن أحقق كل ما أريد فلا مستحيل أمام إرادة الإنسان وأنا اقدر جهد والدتي وما تبذله من اجلنا فهي تريد ان تعلمنا وتغرس فينا حب العلم والمثابرة والعمل . ويوافقها في الرأي أيضا ياسر الجعفري ابن الطالبة الأم عزيزة وهو في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة عبدالإله غبش قائلا: لم اشعر يوما أن والدتي قد قصرت معي إطلاقا في الاهتمام بي بل أضاف تعليمها لنا جميعا فهي تذاكر لي الدروس وتساعدني في حل الواجبات وتعلمني احترام المعلم والتزام الأدب في الصف واشعر بالسعادة الغامرة وأنا أراها تذاكر وتجتهد فتتولد عندي عزيمة كبيرة على الاجتهاد أكثر .

وأخيرا وفي الأخير فإن تلك الطالبة الأم ليست إلا نموذجا رائعا من نماذج المرأة اليمنية الصبورة التي تكيف الظروف وتهيئ المصاعب في سبيل ما تريد إنها حقا امرأة تستحق كل الثناء وتحتاج إلى الدعم من قبل وزارة التربية والتعليم ومن قبل إدارة المدرسة لتواصل تعليمها فهي بحاجة إلى حافز وتشجيع من قبل الجميع وقالت عزيزة في ختام حديثها مع ملحق الأسرة : أشكر زوجي وأبنائي الذين دعموني وشجعوني لاستكمال دراستي كما أوجه شكري للأستاذة فتحية عبدالصمد الصباحي مديرة المدرسة و اشكر الأستاذة ياسمين الدباء ومنى الخولاني والأستاذة اشتياق وصفاء سيف وصباح القبلي وأمةالإله وكل الأساتذة في المدرسة وجميع من شجعني.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news81228.html