

* بين عامي 1961-1963م كانت عدسة القنصل الألماني المجهول الاسم في اليمن تسكب ضوءها على الوجوه والأمكنة في اتجاهات مختلفة لمدينة تعز.. ومثل ذلك كانت عدسة كاميرا مصور آخر يتبع وكالة التنمية الأمريكية اعتقد أنه سبق القنصل الألماني كما ليس مؤكدا أنه لم يلتقط صورة لوجوه وأمكنة تعز بعده وذلك بالنظر إلى نشاط الوكالة في تعز منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي وحتى 1967م. * ما يزيد عن خمسة عقود من الزمن نامت إدهاشات القنصل الألماني وحصيلة ضوء كاميراته التي تجولت بشغف وحب في قلب مدينة تعز لتنجح مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في إضاءة استهلال مهرجانها السادس عشر الأسبوع الماضي بمعرض فوتغرافي ضم أكثر من 100 صورة منها ما التقطته عدسة كاميرا القنصل الألماني ومنها ما التقطته عدسة كاميرا مصور الوكالة الأمريكية للتنمية. * بالتأكيد ما كان للسعيد أن تحظى بهذه الإضاءة المدهشة فعلا لولا أنها حظيت باستعداد الموثق الضوئي والفوتغرافي فهد الظرافي على تنفيذ هذا العرض. ويحكي الظرافي لـ”الثورة” قصة بداياته مع التوثيق الفوتغرافي ورغبته في جمع الصور النادرة والقديمة لمعظم المناطق اليمنية (منذ سبع سنوات بدأت أعمل على تجميع الصور القديمة والنادرة لليمن بشكل عام وأما ما يخص تعز فهي عشقي حيث بدأ انضمامي لصفحة صور اليمن القديمة في (الانترنت) وبدأت أشارك بنشر صور قديمة من النت والمواقع القديمة حتى تمت ترقيتي لأصبح أحد مدراء الصفحة (أدمنز) وبدأت أنشر البومات عدة في الصفحة منها لتعز بالأبيض والأسود وأيضا الملون). وفي سياق معرض تعز عبر حقب مختلفة الذي ضم التقاطات القنصل الألماني والوكالة الأمريكية يشرح الظرافي (قبل عامين زارني صديق للوالد برفقة العزي مصلح مدير عام مكتب الآثار بتعز وعندما رأني مهتما بجمع الصور وعدني بإعطائي مجموعة القنصل الألماني لكنه بعد عام أنجز ما وعدني به). ويتابع: (كان ابن القنصل زار اليمن قبل عشر سنوات تقريبا وزار مكان إقامة والده في تعز وحمل معه ظرفا خاصا وأهداه إلى مكتب الآثار كانت بداخله هذه المجموعة من الصور المدهشة لمدينة تعز بين عامي 1961-1963م من القرن الماضي). وأما ما يتصل بالوكالة الأمريكية للتنمية يقول الظرافي (مجموعة الصور التي حصلت عليها كانت من مكتب مشروع مياه تعز وكان يسمى (مشروع كندى التذكاري لمياه تعز) وهي مجموعة كبيرة من الصور الأولى (250) صورة فيما مجموعة ثانية يصل عدد صورها (2500 ) صورة. وتفتح الصور المعروضة الخاصة بتعز عبر حقب مختلفة وعيا بمدى الفارق الذي كانت عليه مدينة تعز وواقعها الحاضر. ودفعت مشاهدة المعرض بمحافظة تعز شوقي هائل إلى التأكيد على أن تعز كانت تحفة في السابق ولكن ما طرأ عليها من تشوهات وبيع للأراضي خلال السبعينيات والثمانينيات أضاع جمال ورونق المدينة حسب قوله.