2014/05/17
تتكلم يسمعك الناس .. وعندما تتواصل ينصتون لك!

الفرق بين الكلام والتواصل هو نفس الفرق بين السمع والإنصات فعندما تتكلم يسمعك الناس ولكن عندما تتواصل ينصت لك الناس. كنت أتحدث مع بعض الأصدقاء على هذه النقطة مؤخراٍ وذكرت لهم نقاطاٍ رئيسية استخدمها شخصياٍ وأحاول دائماٍ التركيز عليها لكي لا يصبح تواصلي مع الناس مجرد كلام:

1ـ الوقفات والصمت التام: لتوصيل المعلومة أو الفكرة بشكل واضح يساعد الجمهور على الفهم يجب الإكثار من الوقفات فبين كل فكرة وفكرة أو حتى بين كل جملة مهمة وجملة أخرى توقف قليلاٍ لثوان وأعطي الجمهور فرصة لفهم الموضوع. التحدث بشكل متواصل لا يساعد على الفهم إطلاقاٍ وأحياناٍ يساعد على تشتيت انتباه الجمهور. أحياناٍ استبدل الوقفة بصمت تام صمت غريب لفترة غير طبيعية وعادة استخدم هذه الحيلة في التوقيت المهم جداٍ مثلاٍ قبل الحديث عن موضوع مهم جداٍ أو بعد إلقاء سؤال. أحب أن أمد فترة هذا الصمت قدر الإمكان لأنه يجعل المنتبه معك يتساءل ويزيد اهتمامه والشخص الشارد الذهن يستغرب لماذا توقفت عن الحديث فيعود لينتبه معك. أيضاٍ يمكن استخدام الصمت التام عند بداية الحديث في حالة عدم إنصات الجميع لك بدلاٍ من البدء فوراٍ في التحدث أو بدلاٍ من طلب الهدوء من الجميع فقط ألقي السلام ومن ثم اصمت لـ?? ثانية أو حتى لدقيقة وتأمل في الجمهور وستجد أن الجميع يبدأ بالإنصات تدريجياٍ لأن هناك صمتاٍ غريباٍ وغير متوقع. أذكر أني قابلت شخصاٍ مهماٍ جداٍ في أحد الأيام وكنت أعرض عليه عرضاٍ معيناٍ وكان حوله ? من مساعديه فطلب مني البدء بالحديث وكان يتحدث مع شخص على تليفونه (شخصية مهمة طبعاٍ) الكل كان منتبهاٍ لما سأقوله ما عدا هو فطبعاٍ لم أبدأ والتزمت الصمت. أشار لي عدة مرات بالبدأ بالحديث وحاول أن يوهمني بأنه ينصت لي لكني لم أتحدث وابتسمت وأخبرته بأني سأنتظر انتهاء المكالمة. للأسف بعد كل مكالمة كانت تأتي مكالمة أخرى فيطلب مني مساعدوه أن أواصل شرح الموضوع لكني التزم الصمت مرة أخرى فأدرك صديقنا أني لن أتحدث حتى ينصت لي فأغلق هاتفه. 2- الصوت والنبرة: لا يخفى علينا طبعاٍ أهمية التلاعب بالصوت ونبرته فهناك مواقف تستدعي انخفاض الصوت ومواقف تستدعي ارتفاع الصوت بشكل مفاجئ مع تغيير ملحوظ في النبرة. هذا التلاعب بالصوت يساعد أولاٍ على الحفاظ على انتباه الجمهور لأن الحديث بنفس مستوى الصوت وبنفس النبرة يساعد الذهن على السرحان. يمكن إعداد لقطات محددة مسبقاٍ لكي يتم فيها رفع الصوت نظراٍ لأهمية ما سيقال ويا حبذا لو سبق هذا المقطع وقفة أو صمت طويل وأيضاٍ يمكن استخدام رفع الصوت أو انخفاضه بشكل مفاجئ لتحريك الجمهور في حالة شعورك بأنك فقدت جزءاٍ كبيراٍ من الجمهور.

3- الجسم والعيون: هناك مدارس مختلفة بخصوص حركة الجسم وأنا بحكم طبيعتي الشخصية أفضل الحركة الكثيرة سواء بالتحرك في القاعة كثيراٍ لدرجة أني أحياناٍ أحب أن أتحرك إلى منتصف القاعة مما يجبر من هم في الأمام إلى الاستدارة لمتابعتي والهدف هنا هو القيام بغير المتوقع مما يجعل الحديث أكثر تشويقاٍ حتى لو كان الموضوع غير شيق بالأصل. أيضاٍ أحب الشرح باستخدام الأيدي لهذا أفضل دائماٍ استخدام المايك اللاسلكي واستخدام تعابير وجهي وحركة جسدي لتوصيل الفكرة إن استدعى الأمر. موضوع آخر لا يقل أهمية هو العيون وأين تنظر كمتحدث فالكثير (وأنا منهم أحياناٍ) عندما يتحدث لجمهور ينظر إلى الأفق (فوق رؤوس الجمهور) وليس إلى الجمهور نفسه. ما أجده أكثر فعالية هو توزيع النظر على الجمهور وليس بشكل عشوائي خال من التركيز وإنما أقوم باختيار أشخاص معينين وأوجه كلامي لهم ومن ثم أنتقل إلى آخرين بشكل عشوائي. أجد بأن التركيز على شخص معين يساعدني في تحسين الإلقاء ومراقبة معالم وجهه وتفاعله معي وأيضاٍ ألاحظ عادة أن الخمسة أشخاص المحيطين يتفاعلون معي ربما لأنه يبدو لهم بأني أتحدث معهم. 4- سرد القصص: لا شيء أقوى من القصة أو الحكاية فعقولنا تهوى القصص فهي أكثر تشويقاٍ وأكثر واقعية. لاحظ أني سردت قصة قصيرة في هذه التدوينة بخصوص أهمية الصمت التام لشد انتباه الجمهور ولعل هذه القصة القصيرة هي أكثر ما سيبقى في ذاكرتك بعد قراءة هذا الموضوع لأنها قصة ولأننا نحب القصص وذاكرتنا تحفظها بشكل أفضل. أيضاٍ الفرق بين كل ما كتبته وبين القصة أن عقلك يمكن أن يشكك في كل ما أقوله لأنه مجرد رأي أو وجهة نظر أما القصة فهي حقيقة حدثت لهذا أثرها يكون أكبر بكثير في توصيل الفكرة للجمهور. دائماٍ حاول أن تذكر قصة واحدة على الأقل في أي كلمة مهمة تحب أن تلقيها مهما كانت القصة قصيرة سيكون لها أثر بالغ على جمهورك.

5- الأسئلة: مهما حاولت أن تحافظ على انتباه الجمهور يجب أن تستلم للحقيقة وهي أن هناك من سيشرد ذهنه وهناك من سيصاب بالملل وهناك من سينام لكن يبقى أفضل أسلوب للحفاظ على تفاعل الجمهور هو الأسئلة والأجوبة لهذا حاول دائماٍ ألا تؤجل الأسئلة إلى النهاية حاول أن تسمح بالأسئلة خلال الكلمة وإن لم يسألك أحد اسأل أنت السؤال وانتظر الإجابة من الجمهور وبعدها ستجد الأسئلة تنهمر. الأسئلة مهمة لأنها تحول الكلمة من تواصل من طرف واحد إلى تواصل وحوار بين طرفين ترتقي فيه نسبة التفاعل إلى أعلى مستوى ممكن.

هذه بعض الآليات التي تعلمتها والتي أحاول استخدامها دائماٍ البعض منها مفيد عند القاء جمهور كبير والبعض مفيد عند لقاء شخص مهم أو محاولة بيع منتج أو خدمة أو فكرة لشخص أو لبضعة أشخاص.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news82857.html