2014/05/24
لا أحد ينجز شيئا قبل الساعة 11

تفاجأ أحد المواطنين عندما توجه صباحا إلى إحدى المصالح الرسمية لاستكمال معاملة إدارية برد سريع ومقتضب من المسؤول الإداري المعني بالأمر والذي وصل بعد الساعة 10 الى عمله بالقول : لا أحد يعامل قبل هذا الوقت” . المشكلة أن مسألة الإنجاز تظل تائة في التوقيت لدى هؤلاء الذين لا تتجاوز مدة عملهم الـ 5 ساعات لأنها كذلك لاتجد طريقها إلى مكاتبهم وايضاٍ بعد الساعة 12 الموعد المحدد المتخذ من قبل أعداد كبيرة من الموظفين والعاملين للخروج من العمل.

أهم مهارة في عالم الأعمال في عصرنا الحالي بحسب خبراء التنمية البشرية هي القدرة على العمل بسرعة. إلا أن الموظفين حين يحاولون العمل بسرعة فإن جودة عملهم تنخفض وهذا من أبرز المشكلات الناتجة عن ذلك مؤكدين أهمية مضاعفة سرعتك في العمل مع الحفاظ على جودة النتائج. ومن أهم المفاهيم في عالم الأعمال قانون ينص على أن : “العمل يمتد ليملأ الوقت الممنوح لأدائه.” فإذا لم تضع وقتا محددا لأداء مهمة ما وتركته مفتوحا فلا بد أنه سيأخذ وقتا أكثر من اللازم. أما إذا حددت فترة معينة لأداء كل مهمة فستعمل بشكل أسرع لإنهائها قبل الموعد المحدد ويمكن القول: إن تحديك لنفسك على هذا النحو سيشعرك بصفاء الذهن والنشاط. وتظل مسألة التوقيت في العمل مثار جدل في بيئة مشحونة وعشوائية مثل بيئة العمل الراهنة في بلد نامي مثل اليمن حيث لا يبالي احد في الوقت والإنتاجية نظرا لرتابة الأداء وعدم انجاز المهام بسرعة ودقة وجودة. معايير في هذا السياق هكذا يشخص الخبير في التنمية البشرية عبدالله الحميري واقع بيئة العمل المحلية : كفاءة الأداء متدنية والإنتاجية منعدمة مع تلاشي معايير الأداء والانضباطية والفوضى والعشوائية السائدة في الجهاز الوظيفي والإداري في اليمن. كما ان الأجهزة الإدارية مصابة بالشلل التام وهناك فجوة في المصالح العامة الاقتصادية والتنموية واهدار المزيد من الوقت والجهد والمال هذا الأمر كما يقول الحميري ” يؤخر تنفيذ الكثير من الخطط والبرامج الاستيعابية والأضرار بالاقتصاد الوطني بالإضافة إلى الاختلالات التي يعاني منها القطاع الخاص الذي يعتبر بنسبة كبيرة قطاع غير منظم وغير قادر على تطوير بيئة أعمال ناجحة وفاعلة . ويؤكد هدر 95 % من ساعات العمل والإنتاجية لا تتعدى الساعتين في اليوم وتتركز فقط في الأعمال الضرورية في المؤسسات الخاصة المرتبطة ببيئة الأعمال الخارجية. ويقول إن الإنتاجية ضعيفة والعمل بطيئ وهناك إهمال لساعات العمل المفترضة لأن كثيراٍ من الموظفون ينظر لأعمالهم الوظيفية اليومية على أنها نشاطات ليس لها أي معنى بينما يعلم الجميع أن احترام الوقت والحرص على المال العام والتبسم وحسن الخلق و إتقان العمل والإخلاص في الأداء ومساعدة الآخرين جزء لا يتجزأ من منظومة القيم الاخلاقية والوظيفية. تعامل للتعامل مع هذه القضية يقول خبراء : تخيل أن يوم عملك ينتهي في الساعةالـ11 وفي هذا الخصوص يخاطبونك كعامل أو موظف : تصرف كما لو كان يوم العمل ينتهي بعد الساعة الـ11 صباحا. وإذا افترضت أن عليك المغادرة في هذه الساعة وأن عليك إنجاز شيء ما قبلها فسيكون ذلك حافزا قويا للعمل كما يمكنك وضع قائمة صغيرة للبدء بتنفيذ أهم المهام فورا وهذه الطريقة ناجحة جدا لأنها ترغمك على العمل بسرعة وتنفيذ أهم الأمور. وتفيد الدراسات أن معظم الناس لا ينجزون شيئا يذكر قبل الساعة الـ11 فهم يثرثرون مع زملائهم ويتفقدون بريدهم الإلكتروني ويتناولون القهوة ثم يخططون ليومهم وبعدها يتذمرون من أنه ليس لديهم الوقت الكافي لأداء مهامهم وواجباتهم. وبحسب مختصين في التنمية البشرية : ابدأ العمل بسرعة وستدهش كم من المهام ستنجز في هذا الوقت القصير. إطار تندرج في هذا الإطار مفارقة أخرى طبقا لرؤية تشخيصية لبيئة العمل ومشكلة الأداء المرتبط بالوقت والإنتاجية فالمكاتب في نظر مختصين” أصبحت مكاناٍ غير ملائم للعمل وهناك نفور كبير منها نتيجة الكثير من المقاطعة والإلهاء كما أن هنالك كما هائلا من الرسائل الإلكترونية بين الموظفين وغالبا ما تسود الضوضاء في مقر العمل مما يعيق تركيز الموظفين ويعرقل عملهم. وفي هذا الجانب يرى المدرب سمير النجار أهمية تخصيص ساعة واحدة كل صباح للعمل بهدوء من المنزل ومحاولة انجاز خلال ذلك قدر ما تستطيع من المهام قبل أن تذهب إلى العمل. ويرى خبراء كذلك أهمية التركيز على المهام التي تتطلب التفكير العميق والضغط على النفس لإنجازها وتجربة مثل هذه الطريقة البسيطة لمدة أسبوعين ستساعد برأي الحميري” في أداء العديد من المهام والواجبات. كما يؤكد خبراء أهمية إنهاء المهام غير المستعجلة أو غير المهمة خلال 10 دقائق حيث لن تتمكن كمسؤول أو موظف إداري من إنجاز شيء يذكر إذا خصصت المقدار نفسه من الوقت للأمور المهمة وغير المهمة على حد سواء. ومن المهم كما يرى خبراء”التوازن بين الأولويات وعدم المبالغة في إنجازها على أتم وجه. ويوضح النجار أن التكاسل والتقاعس عن العمل أصبحا عادة راسخة في أذهان الناس ولا يمكن تغييرهما الا بتغير سياسة مؤسسات المجتمع وخصوصاٍ بيئة الأعمال السائدة والمؤسسات التوعوية التي يجب أن تقوم بدورها في تغيير هذه البيئة والوضعية السائدة التي أدت إلى ضعف إنتاجية الموظف إلى أدنى درجة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news83654.html