2014/05/24
تكاسير القمر..

ليس لي درهم للوقايةö حتى يقال:الوقاية خير من الشعر ليس لي بلسم خارق لأداوي به طعنة الهجر ليس لي غير نار من الشوقö تأكلني حطبا وأنا..آكل الصبر..”زياد القحم” ضربات: لا اضطراب في شعره ..لا خذلان رغم الأسى الذي يبدو مسيطرا على نصوصه الشعرية..فقط ثمة مرتكز واحد يتمثل في الإبداع الشعري.. إبداع يستند الى الاشتغال على القصيدة بقصد رفدها بأفكاره حول تطوير النص الشعري ! إنه الشاعر الشاب المجد زياد القحم والذي صدر له عدة دواوين شعرية احداها هذه التي سنستعرضها “تكاسير القمر”.. ديوان شعري احتوى على عدد من القصائد الحداثية التي كلها تشكل فتحا جديدا في مسار الشعر الحديث في اليمن. تكاسير القمر: ونظرا للاعقلانية تناول كل قصائد الديوان في هذه الزاوية التي اعتز بها فسوف أخصصها لتناول قصيدة تكاسير القمر..قصيدة رائعة ومتشككة من اعلى صنف! لغات: لعل من ميزات الشاعر القحم إقحامه الأمل بصوره الايجابية المتحققة وليس الهلامية كما هو متداول لدى الشعراء العرب فلغة الحزن المسيطرة على الشعر العربي بشكل عام تبدو خارج سياق تجربته الشعرية “يسبح في لججö الفوضى البلدöيةö/هذا الحالم/.. يرجع من ميدانö الشمسö المطفأةö الآن / بلا ضوء في لهفتöهö / وبلا حلم أصغر حجما مما راح بöهö/ وبلا إمكانيةö حلم / أو عكاز يسند إن عاد الضوء.” القمر معöي ثمة أفكار جديدة تتحطم منكسرة امام كل ما هو تقليدي ولعل تسمية الديوان بتكاسير القمر يسير على هذا المنوال ..مثلا من التقليدي بان من يريد التغيير عليه ان يفعل كذا وكذا باسم احد من البشر لكن التغيير في عرف الشاعر القحم هو التغيير باسم الله!..”الثائöر يبدأ باسمö اللهö/ ويرجöع من أعماقö الفعلö الثوريö بلا اسم/ يستفتöح مشهده/ بالرغبةö في التصحيحö/ وحين تؤول إلى وطن/ لا يجöد المشهد/ قرص القمرö الآن/ تقاسمه إخواني في الأوجاعöö/وكل يحمöل منه قöطعة ضوء في مذهبöهö/ويقول لنقع يتطاير خلف مطيته :القمر معöي والباقون بلا قمر/والقمر المقسوم على المختلفين/ يخبؤ ضحكته” ولكن هذا اقفل الشاعر الباب نهائيا امام الفشل الدائم لكل تغيير ..لا يبدو الامر كذلك فمن كانت لغته هي لغة الوردة والأمل يضع الوردة ويرويها بدم قصائده ويعبر مثل كل عابر عظيم “السابح في الفوضى والثائر/ والموهومون بوصلö القمرö ..الآن/أمامي في مرآةö اللحظةö/يتبارون مع الأوهامö/ويروي القادم منهم من غفلتöهö/ما لم يره/في الغفلةö” سيف في الغمد: سيف الشاعر مازال في الغمد ..هكذا يقول الشاعر في قصيدته فهولا يستخدمه انطلاقا من اعتبار بان الشاعر ليس مهمته سفك الدماء بل منح الحياة المزيد من المحبة والأمل رغم كل ما يكابده من العناء ..لذلك قال “والشاعöر يحكي غصته للزبدö الحاملö قنوات شمطاء/للقمر الضائع في صنعاء/ للأهل المحتكرين أمانيه إلى أجل عجل/ لكن/ محتجز في غرفة تفتيش الأزمنة الوهمية/والغمة جمعاء/ إن عزمت في الليلö على صبح تتردد” مضامين: تتنوع رسائل القحم ..مئات من الرسائل المتوارية بين نص هنا ومقطع هناك وكلمة في قصيدة هنا وأخرى هناك..ليس الحب وحدة الفكرة المسيطرة على الشاعر بل الرغبة الشديدة في جعل الارض مكانا افضل للعيش ..لكن يبقى السؤال المهم برأيي ..ان كل هذا التفاؤل الذي اغدق به زياد القحم القارئ كمن اخذه في جولة في الجنة المتوقعة – ان فعل كذا وكذا- انهاه بان أوصله الى فخ عظيم تمثل في –تكاسير القمر-!

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news83663.html