2014/05/26
المبادرة الخليجية .. صمام أمان وضمانة أكيدة لوحدة واستقرار اليمن

استطلاع / رضي القعود – جاءت المبادرة الخليجية لتوحيد الصف اليمني والخروج بحلول ترضي الأطراف وتمنع البلاد من الولوج في أتون حرب شاملة تحصد الأخضر واليابس . كما استطاعت المبادرة جمع الفرقاء وتوحيد آرائهم بما يخدم مصلحة الوطن ويمنع المساس بالنسيج الاجتماعي اليمني الواحد . حول هذه المبادرة تحدث العديد من الكتاب والسياسيين معبرين عن وجهات نظرهم, إلى التفاصيل :

عامل مساعد في البداية يقول الأديب والسياسي الغربي عمران : إن المبادرة الخليجية حملت في ظاهرها الخير.. لكنها في الوقت نفسه ساعدت على عدم الانجرار نحو تشطير البلاد وأخذت بحلول الفدرالية واعتماد نظام الأقاليم وبموافقة جميع الأطراف. ونوه بأن اليمن ليست بحاجة إلى تقسيم .. بل سلطة قوية تنفذ العدالة والمساواة بين الشعب .. دولة نظام وقانون .. وهذا ما يريده الشعب ويأمل تحقيقه. دور فاعل بدوره تحدث الناشط الاعلامي يحيى قاسم سرور قائلا : بالنسبة للمبادرة الخليجية كانت هي الاسلم والأفضل والمخرج الوحيد للفرقاء السياسيين .. والتي لولاها وبصدق لكانت الاحداث والدماء والاقتتال مستمرة في العاصمة صنعاء وغيرها من محافظات الوطن الحبيب .. فالكل ارتضى بالمبادرة وكانت المخرج الآمن . ولم يبق أمام هؤلاء الفرقاء إلا المصافاة ورد الجميل للشعب الصابر عليهم . وقال: إن المبادرة لعبت ولازالت تلعب دورا طيبا رغم وجود عراقيل ومحاولات لإفشالها من قبل بعض الذين لم يلتزموا بها وبتطبيق آلياتها .. فالشعب يريد أن يجني ثمار صبره وتضحياته فهل يكشفون بصدق من المعرقلين ومن الذين لم يلتزموا بالمبادرة التي ارتضوا بها أمام الجميع . وأشار إلى أن تطبيقها وتنفيذ آلياتها بحاجة إلى دعم ووقوف بشكل مستمر من قبل الاشقاء .. وكذلك المساهمة في تحسين الاقتصاد اليمني ودعم القطاعات الهامة مثل الصحة والتعليم والعمل على تشجيع الاستثمار وإقامة المشاريع الاقتصادية القادرة على رفع وتطوير عجلة التنمية في البلاد إلى جانب تطوير التعاون الامني المشترك بهدف القضاء على جرثومة الارهاب . مسؤولية الجميع من جانبه يرى الصحفي والكاتب / عادل الاحمدي أن الدور الإيجابي الذي لعبته المبادرة الخليجية في اليمن لم يعد محل خلاف ولا محل جحود .. ولعل المسؤولية كما يقول في أية مصاعب أو متاعب أو مهددات أعقبت المبادرة تقع على اليمنيين انفسهم وليس على أشقائنا أصحاب المبادرة .. والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق الموقعين عليها حال انحرافهم عن أيُ من مقاصدها الرئيسية : كنقل السلطة إزالة شبح الاحتراب الحفاظ على وحدة البلد. وقال الاحمدي إن المبادرة شددت في متنها الرئيسي على ضرورة أن يؤدي أي حل يختاره اليمنيون إلى الحفاظ على وحدة اليمن .. هذا التشديد ينم عن استشعار عميق بأن ثمة أطرافا (في الداخل والخارج) تريد تقديم حلول تمزيقية وإن غلفتها بثوب وحدوي لذا فإن المبادرة تظل المرجع الذي نحتكم إليه حال اختلافنا في أية أمور في الفترة الانتقالية الحالية .. وهنا ألفت عناية لجنة صياغة الدستور إلى ضرورة العودة لنص المبادرة الأم واستلهام روحها التي ترجمت أحلام الشعب اليمني بكل فئاته. حرص دولي وأوضح إن موقع اليمن الحيوي استدعى حرض المجتمع الدولي على ضرورة خروجه سريعا من أي منزلق خطر قد ينزلق إليه . مشيرا إلى ان بعض أطراف المجتمع الدولي أخذت بعد اطمئنانها على ذهاب شبح الاحتراب من اليمن أخذت تحقن الآلية الملحقة بالمبادرة الخليجية ببنود تتوخى من خلالها تحقيق أجندة هيمنة ناعمة . خندق مسدود وفي السياق ذاته يقول الكاتب عبدالخالق النقيب: إن حالنا قبل المبادرة الخليجية قد وصل إلى خندق مسدود ومعبر ضيق كان الكل في سباق محموم كل يسعى لينجح في تمرير ما يريد حتى وإن كان فيه من التجاوز والتجاهل والجحود ما قد يلحق الضرر والأذى الفادح بالوطن ونسيجه الاجتماعي .. إلى أن جاءت المبادرة الخليجية فكانت المنقذ الذي جنب اليمنيين منزلقات وشيكة ماذا لو كانت حصلت ودرأت كل احتمالات التشرذم والاقتتال وكانت بمثابة صمام أمان وطوق نجاة حافظ على الوطن وأخمدت شرارة التجاذبات القاتلة والنزوع نحو التمرد والتمترس خلف الأيدلوجيات والأجندات التي تحكمها مصالح وأغراض لا تسمو ولا ترتقي إلى مستوى أخلاقيات الوطن . وأكد النقيب أن آمال الناس وقلوبهم ستظل معقودة ومتشبثة بما جاء في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني فحاجتنا لذلك كحاجتنا للقطيعة مع الماضي وكل ترسباته وبقدر حاجتنا أيضاٍ لعيش حاضر جديد في وطن يحتضن الجميع . قضية انسانية إلى ذلك طرح الكاتب والصحفي منير أحمد قائد وجهة نظره بالقول : إن المبادرة الخليجية كانت الممكن والمتاح في وقتها رغم كل سلبياتها لأنها حملت وظيفة آنية ارتبطت بطبيعة المعطيات الاقليمية والدولية والصراع الدولي والإقليمي على اليمن .. وتأكد لغالبية أبناء اليمن أن قضية وطنهم هي قضية الانسان والمجتمع الانساني, وبالتالي يمر اليمن بلحظة مفصلية يثق كل الخيرين فيه انهم سينتصرون لليمن الواحد الكبير بمشروع انساني جديد ينطلق من اليمن رغم ما يمر به من تحديات ومشكلات مفتعلة . وقال : إن إرادة اليمن ستنتصر لهذا المشروع والهوية الانسانية لليمن الكبير لأن المعطيات الاقليمية والدولية راهنا تدلل على تشكل خارطة واقع جديد في المنطقة تخدم إرادة الامة اليمنية في الانتصار لهويتها الانسانية وقضيتها الانسانية الكبرى في الوحدة . مرحلة مهمة الكاتب والناشط السياسي / همدان العليي قال : إن دول مجلس التعاون الخليجي اعلنت في ابريل 2011م مبادرة لنقل السلطة في اليمن بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس السابق وبهذا قدمت المبادرة رؤية تحقق انتقالا آمنا للسلطة ومشاركة في الحكومة بين المتنازعين . إذ ضمن هذا الاتفاق المبني على المبادرة الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره ويلبي طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح عن طريق انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني, الأمر الذي يضمن التزام كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا. ولفت العليي إلى ضرورة استمرار دعم اليمن من الأشقاء في دول الخليج العربي .. فاليمن تمر بمرحلة تاريخية صعبة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وترك اليمن في هذه المرحلة يعني التخلي عنها في منتصف الطريق.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news83907.html