2014/05/29
هل السياحة استراتيجية ¿

هل السياحة اقوال واستراتيجيات أم هي سياسة وإرادة هذا السؤال بدر إلى ذهني في اكثر من حالة في وزارة السياحة اليمنية التي تغوص في انهيارها الإداري والمالي وفي ضعف قدراتها البشرية التي لا تحسب بأفراد وإنما بمجموعة الأفراد الفاقدين وجودهم الوظيفي أما حالة المشاريع فحدث في زمن ما كانت تعرف بالهيئة العامة للسياحة وبدراسات قامت بها شركة مصرية حيث عملت على إعداد تصاميم لمواقع سياحية خسرت فيها اليمن فيها ما يمكن ان يحقق في الحد الأدنى مشروعا واحدا على ارض الواقع ثم جاء عهد الوزارة التي قامت بعرض تلك المشاريع للاستثمار فلم يكن أمامها سوى تلك المشاريع وبنفس خطوات الهيئة وبتكلفة اقل في الماكيتات والكتيبات والاستراتيجية , لكن ماذا تم على ارض الواقع من المشاريع الرائدة ومشاريع الخدمات ليس لضعف الإدارة ولكن لتراجع الارادة امام عدم القدرة في التواجد على الواقع بأي صورة من صور الاستثمار لا لشيء اللهم أحلام نتمنى أن تحقق . وتكرر السؤال عند زيارتي لسلطنة عمان لثلاث مرات وفي كل مرة أجد خطوات فعلية على الواقع ومساحات الربيع تزداد فيها تألقا وتنظيما برغم كارثة العواصف والأمطار والأضرار التي لحقت بالسلطنة , كذا زيارتي لقطر وجدت فيها أيضا إصرارا لا يقل عن سلطنة عمان في عملية البناء والتواجد على الساحة العربية الشاسعة والتفوق عليها ربما خدمتها المساحة المحدودة والمال الوفير وإدارة إثبات الوجود في عالمها ,كذا زيارتي للأردن في العام 2002م وفي العام 2014م عالم يفتح ابوابه تزداد استثماراته وتعلو بنيانه وفي العقبة يشق الأردن طريقه في مشاريع استراتيجية على الواقع “سياحية اقتصادية اجتماعية صناعية ” وللأسف الشديد اننا بأيدينا اليمنية دمرنا بنيان متكامل بكل تجهيزاته ومعداته ملايين من الريالات بل عشرات الملايين من اموال الشعب دمرت وفقدت ولو ظلت لاستفادت الحكومة الحالية منها وخففت عنها أعباء إعادة الأعمال والتأثيث والتجهيز الذي لم يتم حتى الآن ولم ترصد اعتماداته ولم توفر المبنى الملاءم والمؤقت للوزارة , فهل هذا من الاستراتيجيات والسياسات الحكومية لإعادة تهيئة السياحة بطبيعة الحال فإن الرد لا يقبل مثل هذا القول ويرمى على كاهل الوضع المالي والاقتصادي والأمني , ولكن السياسة المالية المتبعة والوضع الأمني قهرا النوايا الصادقة وافشل كل راغب في الاستثمار . وفي زيارتي لتركيا أنا الإنسان البسيط الذي لاحول لي ولا قوة أذهلني ما وصلت إليه تركيا من تقدم فاق ماكان ينقله الزميل والأخ عبدالباسط النوعة في سنوات ماضية في كتاباته عن تركيا وهو ما أوضحه في آخر كتاباته عن آخر زياره له هذا العام ونشرت الاسبوع الماضي في الثورة وأوضح فيها أنه في كل زيارة يقف عند كل جديد ,ولهذا أجزم أن الفارق بين العرب وتركيا مابين خمسين إلى مائة سنة نهضة وإن غضب العرب . فالقضية النهضوية لا تكمن في الإعمار فقط ولكن في الإنسان ورعايته طفلا وشابا وبعد التخرج , تكمن ايضا في الوعي والرقي في التعامل , تكمن في رؤية المسؤول ونظرته للمستقبل والتي لا تخرج عن حب تركيا وتطويرها وتنميتها ومن هذا المنبع الواعي كانت الخطط والبرامج في الارتقاء بالسياحة والاستفادة منها وكان استمرار التهيئة حتى اليوم لعشرات المساجد والمباني التاريخية والأثرية وعشرات المتاحف والمكتبات والقصور والقلاع وغيرها فضلا عن الأسواق ومراكزالتسوق , بيئة نظيفة وحياة معاصرة , فالعلمانية لازلت جوهر الدولة التركية وإن تعدلت بعض الإجراءات والقوانين لحماية المراة والشباب وأبراز التساوي في الحقوق وخدمات عامة متواصلة صناعة مستمرة وزراعة ومنتجات عالية الجودة , لأن السياسة تسعى للنهضة وتسعى للاستفادة من كل عناصر التنمية لتكون تركيا في مصاف الأمم المتقدمة طموح يقترب من التحقق فالاستراتيجيات تحولت إلى سياسات ثم إلى تطبيق وعمل في ظل إدارة واعية فهل نستفيد من هذا العالم .¿¿!!

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news84265.html