2014/05/29
ثــلا التـاريخيـة فـي مـرمـى الصــراع المسلــح

■ الثقافة تناشد المتنازعين عدم المساس بتراث ومباني المدينة

السياحة ينبغي التحرك السريع والفاعل لحمايتها

يخشى المسؤلون والمختصون بالتراث وصول الصراعات والنزاعات المسلحة الدائرة في عدد من المناطق بمحافظة عمران إلى مدينة ثلا التاريخية الأمر الذي يمثل خطورة على هذه المدينة التاريخية الفريدة بمعمارها المتميز الذي حظي بإعجاب واهتمام كافة المهتمين والمعنيين بالتراث يمنيين وأجانب وهذه المدينة التي يتم إعداد وتجهيز ملف متكامل من قبل الجهات المعنية لغرض تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي كما أن مدينة ثلا الآن في قائمة الانتظار لدى منظمة التراث الإسلامية للتراث والثقافة والعلوم الآيسسكو لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي في البلدان الإسلامية وأمام ما يحدث في محافظة عمران وقرب هذه الصراعات من المدينة التاريخية ثلا نفرد هذه المساحة لنناقش المخاطر المهددة لمدينة ثلا وكيف يمكن تجنبها في سياق التحقيق التالي:

تحقيق/عبدالباسط النوعة

هذا الخطر حدا بوزارة الثقافة وعلى لسان وزيرها الدكتور عبدالله عوبل أن توجه مناشدة ونداء للأطراف المتصارعة لعدم المساس بالتراث والتاريخ العريق والمعمار الفريد لمدينة ثلا التاريخية التي تعد من أجمل وأعظم المدن التاريخية اليمنية التي تفخر اليمن بحضارتها وعظمة وجمال معمارها وهي بحق تراث إنساني تكتنز بين ثناياها الكثير من القيم الحضارية والتاريخية.

قيمة حضارية إنسانية وقال وزير الثقافة: على الأطراف المتصارعة تجنب هذه المدينة وعدم نقل صراعاتهم إليها لأنها تمثل قيمة حضارية وإنسانية وتمثل تراثاٍ يدل على أصالة شعب وعراقته وهو ما يجدر بنا الحفاظ عليه وإيصاله إلى الأجيال اللاحقة كما أوصلته إلينا الأجيال السابقة. وأضاف: وهي دعوة للدولة والحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمعنيين والمهتمين بالتراث ووسائل الإعلام من أجل العمل سوياٍ للحفاظ على هذه المدينة وحمايتها من هذا الخطر المحدق بها وتمنى عوبل أن تنتهي كافة التوترات والصراعات في كل بقعة من أراضي الجمهورية وأن ينعم كافة اليمنيين بالأمن والاستقرار ويعم الرخاء والامان كافة مناطق ومدن وأرياف اليمن.

مسؤولية الحماية وزارة السياحية والتي تنظر إلى مدينة ثلا كواحدة من أهم المزارات والمقاصد لتطورات الأحداث في محافظة عمران وهنا يقول الأخ عبدالوهاب شمهان مستشار وزارة السياحية أن مدينة ثلا تعد من المدن التاريخية العريقة التي تمتاز بصيت تاريخي وسياحي بالغ الأهمية مواجهة وتمتلك عنصراٍ معمارياٍ فريداٍ واليوم توشك هذه المدينة العريقة على مواجهة خطر كبير وهي المدينة التي تمثل ثاني مزار للسياح الذين يصلون صنعاء طبعاٍ بعد صنعاء القديمة في معظم البرامج السياحية وبالتالي هذه المدينة اليوم تتعرض لكارثة تدميرية ولخطر يحيطها قد يؤدي بتراثها وحضارتها ومنازلها التاريخية وسكانها المعروفين بآصالتهم وحبهم لهذه المدينة التاريخية الحية بسكانها ولهذا ينبغي الآن على الدولة والمنظمات المعنية بالتراث والسياحة والموطنين حماية هذه المدينة وهي دعوة للجهات المتصارعة بتجنيب المدن المأهولة بالسكان ويلات صراعاتهم وخاصة مدينة ثلا تلك القيمة التاريخية والسياحية التي إذا ما دمرت أو خربت معالمها فمن المستحيل أن يتم تعويضها وهي دعوة أيضا للجيش لحماية هذه المدينة ومنع وصول المناوشات إليها. وأشار إلى أن حماية مدينة ثلا واجب وطني ومسؤلية جماعية تقع في المقام الأول على الدولة وينبغي على وزارة الثقافة باعتبارها الجهة المسؤلة عن التراث عدم الاكتفاء بالنداء والمناشدة لمرة واحدة بل الاستمرار وتكثيف النداءات والتحرك الفعلي في الميدان والمتابعة المستمرة وتشكيل غرفة عمليات والسعي لإرسال الرسائل والوسطاء لجميع أطراف الصراع للحيلولة دون المساس بهذه المدينة وميانيها وأسوارها فهذه المدينة مدينتهم ومن يسكنها أهلهم وذووهم ولهذا قد يستجيبون لهذا النداء وتلك الوساطة ولا بد أيضا من المشاركة المجتمعية المشايخ والعقال والوجهاء يجب إشراكهم في هذه العملية التي تهدف إلى حماية تراث وسكان ثلا.

ثلا في خطر ويرى الدكتور غيلان حمود غيلان أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة صنعاء أن مدينة ثلا تعد من المدن التاريخية النموذجية التي تمتلك من الخصائص التاريخية والحضارية والمعمارية الكثير والكثير وبالتالي تعد من أهم المواقع والمدن التاريخية في اليمن ولهذا فهي تمثل أهمية حضارية كبيرة يجدر الحفاظ عليها.. وهي قيمة إنسانية لا بد أن تظل شامخة تدل على عراقة وإصالة الشعب اليمني. وناشد د/غيلان كل الأطراف تجنيب هذه المدينة ويلات تلك القذائف والأسلحة التي تؤدي إلى تدمير تلك الرؤى والجمال الموجودة في المدينة وهو نداء يشمل أيضا كافة الجهات المسؤولة والمهنة وكذا المعنيين بمختلف مستوياتهم الوقوف بحزم أمام هذه الهجمة الشرسة على المواقع التاريخية في اليمن بشكل عام وثلا على وجه الخصوص والتي باتت على مقربة من مرمى النيران والأسلحة إن لم تكن قد وصلتها فعلاٍ. وقال: مدينة بعظمة وثراء ثلا ذات نمط معماري متميز وفريد لا يوجد إلا فيها سواء من حيث المباني الحجرية أو التخطيط المعماري جديرة حقاٍ بأن تهب الجهات المعنية في الدولة والمنظمات والشخصيات المحبة لتراث هذا البلد لحماية هذه المدينة وعدم تعرضها لما يحدث لها الآن حسبما تورده وسائل الإعلام بل لا بد أن تكون بعيدة عن مجريات الصراع الذي يحدث الآن حولها أو بالقرب منها. ودعا إلى سرعة التحرك قبل فوات الأوان فإذا دخلت المواجهات هذه المدينة فلن تخرج منها قبل أن تأتي على مقوماتها التاريخية والحضارية وهنا نبكي على الاطلال وننعي واحدة من أقدم وأجمل المدن التاريخية اليمنية وهي خسارة لا يمكن تعويضها فكل جهة أو شخص مهتم ومعني بالتراث ووسائل الإعلام أيضا جميع أولئك باتوا مسؤولين عن هذه المدينة وإذا ما حدث لها مكروه لا قدر الله فسكوتهم وعدم تحركهم جرم لا يقل بشاعة عن جرم المتصارعين ويتحملون المسؤولية أمام الأجيال القادمة مثلهم مثل المتصارعين فالسلاح لا يفرق بين صغير وكبير وتاريخ قديم أو حديث.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news84268.html