2014/06/02
يقاتلون ببنادق الآخرين

فارس غانم : السياسي يصوب بندقية المسلح لأهدافه الطارئة دماج : يصعب علينا العودة للتعبير عن أنفسنا بالعنف الشويع: من يستخدمون السلاح يتغطون بالخارج وينفذون خططه

ربما تنجح البندقية في الذود عن مال أو منزل أو غيرهما من الأشياء المرئية لكنها تفشل في الذود عن فكره وأن تهيئ لنا أنها تمكنت من حمايتها فسريعا ما ينكشف عجزها ذلك أن البنادق لم تصنع لهذا . ومع ذلك ما زال هناك من يؤمن أن فكرته وحتى آراءه لن تجد غير السلاح حاميا لها وهو أكبر الأدلة على وهن برهانه وغياب حجته بل إن السلاح بكل أشكاله وأصنافه يتحول عائقاٍ أمام تقدم من يمتلكه لغرض الإقناع وتقريبا نشاهد كل يوم دليلا جديداٍ فالجماعات المسلحة في ليبيا والتي حملت راية الثورة ضد نظام القذافي أصبحت الآن كل المشكلة وهو ما حدث في كل منطقة مشتعلة أخرى في الشرق الأوسط حيث مازال السلاح يرافق السياسة في العمل فمن يرى ضعف بنيته ووهم أهدافه لجأ إلى السلاح لنصرته ضد خصومه السياسيين – وحين يصل السياسي إلى مبتغاة ويحقق أهدافه عبر بنادق أنصاره يصعب عليه فكفكت هذه البنادق أو التخلص من حملتها لأنهم صاروا قوة تعمل ضد مبدأ الاستقرار الذي ينشده . ووسط هذا النزوح السياسي نحو السلاح يظل هناك من يتمسك بما يتلاءم مع أهدافه يقول مطيع دماج عن الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه نحن كحزب يصعب علينا العودة إلى البنادق للتعبير عن أنفسنا وممارسة نشاطنا السياسي لم يعد لدينا بنادق أو نوايا لحملها من جديد ولا استعداد للذهاب نحو الخارج لطلب العون والعمالة لصالح أجندة خارجية. تجربة الحزب الاشتراكي والقناعة التي وصل إليها منتسبوه جاءت بعد مراحل مريرة وحصدت معها أرواح وإمكانيات وهاهو الآن ينأى بنفسه عن كل صراع تتخلله البندقية يقول مطيع حتى وإن اشتد صراع الأطراف السياسية وجرفت العملية السياسية نحو العنف فإننا نعمل بوسائلنا السلمية ضد من يخرج السياسة عن مسارها الطبيعي . سياسة وسلاح هناك حيله لجأت إليها الأطراف السياسية في مناطق مختلفة بينها بلادنا وهي إن يتم العمل في شقين أحدهم يقاتل والآخر يحصد الثمار المفيدة للتناول وكما يعرف الكاتب فارس غانم والذي سبق له تأليف كتاب عن جماعة القاعدة فإن العلاقة بين السياسي والمسلح متداخلة في المصالح والاستخدام وعلى الأرجح أن السياسي هو من يصوب بندقية المسلح لأهدافه الطارئة بحكم الزمان والمكان ومحددات الصراع التي يطلق بعدها المسلحين رصاصات الرحمة على الهدف . وعن طبيعة الصراعات التى تشهدها بعض مناطق البلاد يقول غانم إنه ربما يتسق ذلك مع مسار الأحداث في اليمن وتوجيه الصراع السياسي وتحوله الطارئ الى العنف الذي يحتدم اليوم في عمران بين مليشيات مسلحة تتكئ في صراعهاعلى أجندة سياسية ومذهبية وكذلك الحال في الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش مع تنظيم القاعدة في شبوة وأبين تتكشف مع الأيام أنها ليست بين تيار كفر وإيمان ولكنها تندرج بتفاصيلها المعقدة في إطار استخدام سياسي للجماعات الجهادية في ترجيح التوازن السياسي داخل البلد من قبل اطراف مرتبطة بتنظيمات ذات صلة بالقاعدة . ارهاب مقنع هذا الرأي ذهب إليه اأيضاٍ الصحفي صادق الشويع رئيس تحرير مجلة شبابيك واعتبر أن إقحام السلاح في السياسة لتحقيق مآرب سياسية هو نوع من الإرهاب المقنع تحاول من خلاله بعض الجماعات ذلك دون أن تجرؤ على الإفصاح علانية جمعها بين السلاح والسياسة ما جعل الجماعات التي تعلن استخدامها السلاح خارجة عن السياسة ولا يمكنها دخول المعترك السياسي إلا بنزعه كجماعتي القاعدة والحوثيين . وحمل الشويع هذه الأطراف مسؤولية أخرى وهي خضوعها لجهات خارجية وأضاف الأطراف السياسية التي تستخدم السلاح تتغطى بأغطية خارجية وتمارس الأعمال المسلحة من خلالها كما هو حال الدعم الخلفي المقدم لجماعات الإرهاب والذي يأتي أساساٍ من أطراف سياسية وكما هو حال أعمال الاعتداءات على الكهرباء والنفط وغيرها من الأعمال المسلحة التي تغضُ الحكومة الطرف عن فاعليها لاتصالها بأطراف سياسية مشاركة في الحكم . المسلحون هم الأضعف لا يعترف المسلحون أنهم الطرف الأضعف في المعادلة وأنهم مجرد جسر عبور لا غير وأن معاملتهم لا تفرق كثيراٍ بينهم وبين ما يحملون من بنادق فهم بنادق لها القدرة على التحدث وحين يتم الوصول عبرهم إلى المراد يتركون ليطالهم الصدأ الذي يطال بنادقهم يقول أحد الذين قضوا أكثر من عقد في الحرب لصالح أجندة سياسية أنه بعد أن وصل من قاتل لصالحهم إلى مرادهم أغلقوا أبوابهم دونه ولم يعد قادرا حتى على اللقاء بهم رغم أنهم كانوا يطلقون عليه البطل يوم كانوا يحتاجون إلى بطولات وبمجرد أن تغير الوضع تم التعامل معه كما لو أنه قتل في المعركة وهذا الذي يحمل اسمه مجرد مدعُ. حتى أولئك الذين قطعوا آلاف الكيلومترات بحثاٍ عن الشهادة في أفغانستان أو غيرها من الدول تبين لهم أنهم لم يكونوا إلا جنود في جيش أمريكي ضد روسيا بل كانوا الأقل قيمة والأرخص ثمناٍ وكل ذلك تم دون علمهم وما إن انتهت مهمتهم إلا وأصبحوا عائقاٍ أمام الجميع حتى أمام أنفسهم . ومن نجوا من معركة غيرهم رأوا كيف أنهم كانوا يتلقون الأوامر من قادتهم الغامضين بأن يقتلوا زملاءهم الذين يصابون في المواجهات لأنه ليس منهم فائدة بعد أن أصيبوا وموتهم أوفر من بقائهم للعلاج وتكاليف لا احد يريد أن يدفعها . يستخدمك السياسي لأنه يريدك قدماٍ على الأرض تزيد من أطماعه وثورا يحرث به أرض غيره فما إن يضع البذور حتى يدعك بلا علف ولا ماء وكي يأمن شرورك يقوم بالبحث عن حبال يربطك بها إلى أقرب عمود يصعب أن تحركه معك.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news84742.html