2014/06/05
مدينة الضيافة

تركيا المزينة بزهور الربيع في شوارعها وحدائقها وعلى الشرفات وحتى أسطح بعض بنايات اسطنبول تجذب إليها الأعين من كل أنحاء العالم فأصبحت وجهة السياح ومدينة الضيافة الممزوجة بالطبيعة الغربية والشرقية العلمانية بلغت الجذور وغمرت العادات والتقاليد والقيم الإسلامية لكنها عجزت عن تغيير التاريخ وطمس المعالم الإسلامية التي عادت للحياة تسمع منها الأذان في خمسة أوقات كل يوم بدأ التكبير والتحميد والتسبيح عيانا جهارا وكما هو حال العادات المنافية للقيم وللدين الإسلامي والتي أصبحت جزءا من الحرية الشخصية ولا يحق لأي كان الاعتراض عليها لكن جزءا كبيرا من المجتمع التركي والذي يشكل المسلمون منه ما نسبته 99% أكثر محافظة باطنا وظاهرا من المجتمعات الإسلامية العربية هذا المجتمع المتعايش بطوائفه ودياناته السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية استطاع تجاوز مرحلة التراجع والانفصال عن التراث والعودة إلى جذوره التاريخية الحضارية وتمكن من مواكبة الحضارة العصرية وقطع مسافات كبيرة في مجال النهضة الشاملة واللحاق بالدول الكبرى المعاصرة ووصل إلى ذلك باستحقاق نتيجة لإصراره وعزمه وجهده وامتلاكه للإرادة الوطنية والسياسية والإدارة الواعية المخلصة والشعب المتفاني المتقن لعملية الذي لم يعد يعرف الكلل والممل ولا يعرف حكومة متغافلة منكسة رؤسها في التراب بل حكومة تدرك هوية هذا الشعب وما يستحقه من التقدم والرقي والرخاء والرعاية من هنا انبثقت النهضة وكانت السياحة في مقدمتها فوفرت المليارات من الدولارات التي مكنت من استنهاض الهمم وتوفير الإمكانات المالية والبشرية لخدمة التراث والمعالم التاريخية والآثار والمتاحف وحتى اللحظة عشرات المساجد والمعالم تحت الترميم والصيانة. وتعد مدينة اسطنبول مدينة المدن التركية مهبطا لسياح العالم من أقصى الشرق ومن أقصى الغرب خدمات متوفرة نظافة فوق التميز هواء نقي أجواء تحيي النفس العليلة نظام دقيق رقابة ذاتية ورقابة مؤسساتية حدائق غناء متجددة وحديثة أحياء متكاملة الخدمات حديثة وقديمة أسواق تاريخية مشهورة وأسواق حديثة ممتدة في شوارع وأحياء عدة مراكز للتسوق تقتضي أياما من الزيارة ومتاحف عدة وقصور لا تضاهى وكنائس وأبراج وخزانات للمياه تفوق خيال ألف ليلة وليلة إنها اسطنبول الثقافة والفن والمسرح والكتاب والمكتبات والجامعات والمشافي والحمامات يتعثر السائح في زيارته إن لم يضع برنامجا دقيقا للزيارة فهناك المنتزهات والغابات والجزر والمدن البعيدة والقريبة وجبال الثلج كساء الشتاء لهواة التزلج واللعب في الثلج وهواة القفز بالمظلات. يعجز الكاتب عن رصد الأنشطة والمهرجانات والمعارض والمعالم والتطور المعاصر لكنه لا يعجز أن يرصد حركة الشارع وحركة الناس مبكرين في شدة البرد وقساوته نحو أعمالهم وعودتهم مساء نشاط ورجولة حتى المرأة بجديتها ونشاطها كأنها خرجت من مراكز تدريب رياضية أو عسكرية شعب همه وطنه انتماؤه الحزبي لا يؤثر على اختياره لمن يحسن ويقدر مصلحة الجمهورية التركية لذلك كانت السياحة والزراعة من الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية الهامة وكانت اسطنبول محور اهتمام العالم سياحيا وكانت تركيا الصاعدة إلى القمة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news85050.html