2014/06/05
216 جزيرة يمنية في متن النسيان

99 % من الجزر خالية تماماٍ من المشاريع الخدمية والسياحية

في الجزر اليمنية ــ البالغ عددها أكثر من 216 جزيرة ــ عين تستمتع بجمال الطبيعة وعين تندب الحظ التعيس.. تلك الجزر تمتلك من النباتات والطيور والحيوانات والإهمال أيضاٍ ما لا تمتلكه كل جزر العالم ــ بحسب الدراسات والتقارير العالمية ـ ومن ذلك امتداد الغابات الكثيفة والسواحل الرملية الذهبية التي تحتضن أكثر من (3000) نوع من النباتات والآلاف من أنواع الأسماك وأسماك الزينة والشعاب المرجانية والرخويات والروبيات والثدييات والزواحف وباقة من أسرار الكون ومعاني الجمال التي لم تبح بعدْ بها عوامل الكبت والحرمان..

إذ تعاني كل الجزر ــ باستثناء محافظة أرخبيل سقطرى ــ من انعدام كامل لكل الخدمات الأساسية فضلاٍ عن الخدمات الترفيهية مع أنها لو استغلت لرفدت ميزانية الدولة المتهالكة بمليارات الدولارات.. الحكومة كالعادة لا تملك أي رؤى مستقبلية فيما إدارة شئون الجزر التابعة لوزارة الإدارة المحلية تغرد خارج سرب الاهتمام بها أما وزارة السياحة فوعدت الجزر بمشاريع غير أنها تبحث عن تمويل وتشترط البنية التحتية والأمن للمستثمرين.. هناك في باطن البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وعلى طول يبلغ 2500كم تقع أكثر من (216) جزيرة يمنية شبه منسية من الخطط الحكومية وبرامجها منها 181 جزيرة تقع في البحر الأحمر و23 جزيرة تقع في خليج عدن في تلك الجزر المغلوبة على أمرها ما تزال بعض أسرار الكون لم تبح بها عوامل الكبت والحرمان والسبب أن 199 جزيرة خالية من السكان ولم تحظ أي واحدة منها بفرصة تقابل من خلالها أحد مسئولي الدولة لتعرض له مفاتنها وتفشي له بعض أسرارها لذا فهي ـ حتى اللحظة ـ خالية تماماٍ من السكان والزوار أيضاٍ وبما أن الـ199 جزيرة خالية من السكان فإنها خالية أيضاٍ من أي مشاريع أو خدمات أساسية أما بقية الجزر وعددها 17جزيرة فقد حظيت باهتمام السكان فيها ومنهم من يعيشون في أكواخ ودخلهم اليومي لا يتجاوز 300 ريال ــ حسب بعض الدراسات ـ علماٍ بأن هذه الجزر لم تحظ باهتمام الدولة باستثناء جزيرة سقطرى أما البقية فهي في حالة تقشف “الله لا يسامح من كان سببها”. سحر الطبيعة على مقربة من تلك الجزر وسواحلها الذهبية تشدك الرياح نحو الغابات الكثيفة التي تغطي الكثير من الجزر لتناغيك بأنسامها العليلة تاركة للأمواج مهمة دغدغة المشاعر وهناك ستجد نفسك بين 3000 نوع من النباتات و1200 نوع من الأسماك أغلبها صالح للاستخدام الآدمي و700 نوع من أسماك الزينة وشعاب مرجانية تفوق عددها الـ300 نوع .. ليس هذا فحسب فقد رصدت بعض الدراسات وجود أكثر من 500 نوع من الرخويات و200 نوع من الروبيات و71 نوعاٍ من الثدييات البرية وطيور نادرة يتراوح عددها بين 370 و400 نوع كما يوجد 102 نوع من الزواحف (السحالي ـ الثعابين والبرمائيات) ويبلغ عدد أنواع البرمائيات في الجزر اليمنية 117 نوعاٍ إضافة إلى وجود 3000 نوع من العناكب البرية . وعلى رأس تلك الجزر فتنة وجمالاٍ جزيرتا سقطرى وكمران ذات الهواء الطلق والأنسام العبيرية إذ تمثل جزيرة سقطرى نظاماٍ بيئياٍ متعارف عليه عالمياٍ وكذلك جزيرة كمران من خلال نباتات وطيور وحيوانات مستوطنة لا تتوافر في مناطق أخرى من العالم مثل شجرة دم الأخوين والقط السقطري يذكر أن شجر الشورى “المانجروف” هي من أكثر الأشجار انتشاراٍ في الكثير من الجزر حيث تغطي هذه الشجرة مساحة 30 كم من جزيرة كمران وتمثل هذه الشجرة نظاماٍ بيئياٍ كونها تمثل ملجأٍ للعديد من أنواع الحيوانات كالثدييات والزواحف والبرمائيات والطيور نظراٍ لطبيعة نموها إذ تعتبر حاجزاٍ بين الأرض والبحر وتعمل على حماية السواحل من التآكل الناتج عن عملية المد والجزر والأعاصير وتعتبر شجر المانجروف مصدراٍ للأخشاب والحطب والفحم النباتي والعلف والقش والعسل والأدوية والصبغات . تلك الأنواع الهائلة من النباتات والطيور لم تستأثر بالجزر لنفسها فهناك متسع لبني الإنسان حيث وفرت تلك الجزر المواصفات العالمية لوسائل الترفيه والجذب السياحي حيث اعتبرت الدراسات والاستطلاعات العالمية أن الجزر اليمنية تعد من أفضل جزر دول المنطقة العربية بتنوعها الحيوي وأنها تحتوي على ملامح بيئية بحرية ذات طابع فريد تتعدد فيها شواطئ الاستمتاع والاسترخاء وشواطئ الاستحمام والاصطياف كما أنها بيئة مناسبة لإقامة سياحة الغطس والصيد والرحلات ومراقبة الطيور غير أن تلك المواصفات لم تحظ بأي اهتمام من قبل الدولة. موقف الدولة وكيل وزارة السياحة لقطاع التنمية عمر عوض بلغيث تحدث عن السياحة في اليمن عموماٍ والجزر على وجه الخصوص واعتبر اليمن من أهم المقاصد السياحية عالمياٍ لامتلاكها لمقومات سياحية ورصيد متنوع ووفير من موارد طبيعية وكنوز ثقافية ومخزون حضاري عريق وكبير لم يتم اكتشافه حتى الآن ولذا يعتبر بلد الأساطير وقال: “بما أن الجزر اليمنية تمتاز بمقومات سياحية كبيرة كسياحة الاصطياف والرياضة البحرية المختلفة ورياضة الغوص وتمتلك تنوعاٍ حيوياٍ كبيراٍ فإن لوزارة السياحة خططاٍ ومشاريع تنموية رئيسية ورائدة في ستة مواقع سياحية على السواحل والجزر اليمنية, ولفت إلى أن الهدف من هذه المشاريع التي ستنفذ عبر شركات كبرى إنشاء قرى ومنتجعات سياحية متكاملة بما فيها الفنادق والمطاعم المتنوعة والمختلفة والمولات التجارية وملاعب التنس والجولف ومراكز للغوص ولكل الأنشطة السياحية وأكد أن هذه المشاريع ستقام على شاطئ ميدي بجزيرة الدويمة بمحافظة حجة وجزيرة المرك بمحافظة الحديدة وجزيرة حنيش بمحافظة الحديدة ورأس العارة خور عميرة بمحافظة لحج وشاطئ ضبضب بمحافظة حضرموت وشاطئ جازوليت بمحافظة المهرة”, غير أن بابلغيث أشار إلى أن تهيئة الجزر سياحياٍ يحتاج إلى بنية تحتية وبحاجة ماسة إلى الاستقرار السياسي والأمني وإزالة العراقيل من أمام المستثمرين خصوصاٍ تسلط المتنفذين حتى تزدهر وتنمو وتفتح فرصاٍ كبيرة لتشغيل العمالة وتأمين دخل من العملات الصعبة للدولة ورفد ميزانيته.  من جانبها قالت وزارة الأشغال العامة والطرق على لسان وكيل قطاع المشاريع إن الوزارة لم تقم بتنفيذ أية مشاريع في الجزر اليمنية باستثناء محافظة أرخبيل سقطرى التي حظيت بكل الدعم والاهتمام المحلي والدولي وعن الرؤى والخطط المستقبلية التي يمكن أن تحظى بها الجزر اليمنية على وجه العموم يقول إنه لا توجد في الوقت الحالي أية رؤى لرفد الجزر بأية مشاريع. اليد قصيرة تامر العاصمي نائب مدير إدارة شئون الجزر التابعة لوزارة الإدارة المحلية أوضح أن الجزر اليمنية تمتلك مقومات سياحية كبيرة بحاجة إلى اهتمام الحكومة لما تمثله الجزر من أهمية استراتيجية واقتصادية وقال “قبل أن يتم تشكيل حكومة الوفاق كان هناك هيئة خاصة بتنمية الجزر وكانت قد أعدت الدراسات والخطط لإنعاش الجزر سياحياٍ غير أن القرار الذي ألغي بموجبه الهيئة وتحويلها إلى إدارة تتبع وزارة الإدارة المحلية ألغى كل العمل السابق فنحن الآن بحاجة إلى إعادة الخطط والبرامج بما يتناسب مع قدرات الوزارة مالياٍ وإدارياٍ”. وأشار العاصمي إلى أن إدارة شئون الجزر لم تتسلم حتى اللحظة آلية عملها فهي تعيش في حالة فراغ. ختاماٍ تؤكد العديد من التقارير العالمية أن الجزر اليمنية من أفضل الجزر على المستويين العربي والعالمي بتنوعها الحيوي وأنها تمتلك بيئة صيد هائلة من أفضل مناطق الصيد في العالم كما أكد عدد من الخبراء البيئيين أن استغلال التنوع الحيوي في الجزر اليمنية بإنشاء بنية تحتية والمرافق السياحية سيعود على الدولة بالدخل الوفير وسيخفف من البطالة والفقر لدى السكان بالمقابل تعيش الجهات المسئولة حالة من العشوائية المنقطعة النظير فوزارة الأشغال لا تعد الجزر بشيء ووزارة السياحة تبحث عن تمويل لبعض المشاريع فيما إدارة شئون الجزر لا تجد ما تفعله ويبقى السؤال : هل ستعلن الجزر الحداد على نفسها .. أم أن الأمل ما زال يحدوها ¿

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news85060.html