2014/06/09
«الأحزاب».. متى تصبح أداة بناء¿!!

العصبيات الايديولوجية للأحزاب استنزفت العمل الديمقراطي والتنموي

يجب إجراء إصلاحات على مستوى الأحزاب لكونها جسر التواصل بين الشعب والدولة

انبثاق الأحزاب شديد الصلة بالممارسة الديمقراطية لكون نشأتها مبنية على القاعدة الديمقراطية والتنافس حول برامج عملية , بعيدا عن العصبيات الأيديولوجية والسياسية التي تتخذها عدد من الأحزاب تحت إطارات سياسيصة بهدف الانقضاض على السلطة والبقاء فيها بعيدا عن تمثيل الشعب وقضاياه , وباعتبار ذلك من أهم التحديات التي تواجه الديمقراطية في اليمن , وفي سياق الاستطلاع الآتي أكد المراقبون ضرورة إجراء إصلاحات جادة في الأحزاب باعتبارها جسر التواصل بين الدولة والمجتمع من خلال الانتخابات , لأن الإصلاحات على مستوى الدولة لن تكون كافية ما لم ترافقها إصلاحات على مستوى الأحزاب ..

طرحنا هذه القضية الهامة على طاولة المراقبين والمحللين السياسيين والبداية كانت مع المحلل السياسي ثابت الأحمدي والذي أوضح أن الأحزاب بطبيعتها التنظيمية هي عامل بناء في الأصل مهما قال آخرون بخلاف ذلك وجميل أن تتمأسس بعض الكيانات أو تنظم في جماعات منظمة متسابقة على بناء الوطن وتقديم أفضل الخبرات والتجارب بصرف النظر عن القصور الذي يعتريها. ويرى الأحمدي أن الأحزاب في اليمن تظل رافعة وطنية للمستقبل وللتغيير المنشود لاسيما وقد لعبت الدور الأبرز في العملية التغييرية وقادت الثورة وقدمت خيرة شبابها ورجالاتها , وأن الأحزاب السياسية في اليمن ذا أهمية كبيرة قياسا إلى منظمات المجتمع المدني الحديثة النشأة كونها تمتلك رصيداٍ كبيراٍ من التجربة الطويلة في العمل , منوهاٍ إلى أهمية توظيف هذا الرصيد وهذه التجربة في عملية البناء المستقبلية وفي الحفاظ على السلم الاجتماعي وقيادة عملية التغيير التي يتطلع إليها اليمنيون جميعاٍ . الظاهرة الحزبية * من جهته يقول المحلل السياسي طاهر شمسان : إن الظاهرة الحزبية نشأت أولاٍ في الغرب وكانت نشأتها تالية لنشأة البرلمانات , فبسبب المداولات والنقاشات داخل البرلمانات استطاع النواب أن يفرزوا أنفسهم إلى كتل كل منها تضم نوابا متقاربين في الرؤى والتصورات , وبما أن النواب في كل كتلة كانوا يرغبون في العودة إلى البرلمان في الانتخابات التالية وبما أن العودة مشروطة بالتواصل مع الناخبين في الدوائر الانتخابية فقد عمد نواب كل كتلة إلى تنظيم أنصارهم في الدوائر لتحقيق هذا التواصل والمحافظة عليه بشكل دائم , ومن هذا النشاط انبثقت الظاهرة الحزبية. حائل الديمقراطية * موضحاٍ أن انبثاق الأحزاب شديد الصلة بالممارسة الديمقراطية لكون نشأتها مبنية على القاعدة الديمقراطية والتنافس حول برامج عملية , بيد أن الأحزاب اليمنية من حيث الشكل هياكل منقولة عن الغرب ومن حيث المضمون هي عصبيات أيديولوجية سابقة في الظهور على نشأة البرلمانات , وهي تضم مناضلين أو مجاهدين مخلصين للعصبيات الأيديولوجية التي يقوم عليها التمايز بين الأحزاب , وأن معظم هذه الأحزاب نشأت تحت الأرض بهدف الانقضاض على السلطة والبقاء فيها , وآثار هذه النشأة تلقي بظلالها الكثيفة على أحزابنا إلى اليوم. ومضى يقول: ونتيجة لذلك نرى قيادات حزبية لا تريد أن تغادر مواقعها ونرى قواعد تربت على طاعة القيادات , وأن ذلك من بين أهم التحديات التي تواجه الديمقراطية في اليمن , لكون التحول الديمقراطي يحتاج إلى أحزاب ديمقراطية تضم ناشطين وليس مناضلين ومجاهدين نحن بحاجة إلى إصلاحات جادة في الأحزاب باعتبارها جسر التواصل بين الدولة والمجتمع من خلال الانتخابات , لأن الإصلاحات على مستوى الدولة لن تكون كافية ما لم ترافقها إصلاحات على مستوى الأحزاب. المصلحة الوطنية * وأما الناشط محمد علي ناصر القاولي فذهب بالقول: في ظل غياب دولة المؤسسات وقضاء مستقل وقوة القانون بالإضافة إلى الرؤى الضيقة للأحزاب والسعي وراء المصالح الحزبية المقيتة لكل طرف على حساب الطرف الآخر وعدم مراعاة المصلحة الوطنية العليا ونبذ الخلاف وإغلاق صفحات الماضي والنظر إلى المستقبل بروح العفو والصفح والتعايش في بلد يتسع للجميع , افتقرت أحزابنا إلى ثقافة البناء وشكلت عبئاٍ كبيراٍ على الوطن وعامل هدم بعكس لو امتلكت الجرأة والشجاعة وغلبت المصالح الوطنية .. الحياة السياسية * الحقوقي والقانوني حمزة الشرجبي يرى أن الأحزاب مكون هام من مكونات أي مجتمع ولا يمكن أن تستقيم الحياة السياسية في أي بلد إلا بوجود أحزاب بإمكانها التأثير في مجريات الأمور نحو الأفضل , غير أن بعض الأحزاب في بلادنا عبارة عن مكونات تبحث لنفسها مكاناٍ في السلطة فقط بعيداٍ عن اهتمامها بواقع البلاد ورغبتها في إصلاح الوضع والبناء وصنع المستقبل وهو الأمر الذي يعتبر تحدياٍ لهم في المستقبل . وأضاف : فإن لم تستطع تلك الأحزاب أن تثبت جدارتها على أعتاب هذه التحولات المصيرية فإنها ستفقد مصداقيتها وثقة الشعب وسيحد ذلك من مراكزها السياسية. التنافس الموضوعي * وفي ذات السياق يقول المحلل السياسي والقانوني فيصل المجيدي : لاشك أن الأحزاب أصبحت في المجتمعات المتقدمة والمدنية تساهم مساهمة جدية في الارتقاء بالعمل السياسي وتقدمه وتطوره عبر تنافسها البرامجي الجيد والموضوعي من أجل النهوض بالمجتمع ورقيه واستقراره , و أصبحت مقياساٍ للعمل السلمي وأضحت خياراٍ منصوص عليه في الأغلبية العظمى من دساتير العالم بل بات وجودها صراطا للتطور السياسي في البلدان وتحقيق ذلك مشروط بتعاملها السياسي المبني على السلمية وجعل المصلحة العليا للوطن هي المحك في كل ذلك. وأوضح المجيدي أنه إذا جنحت الأحزاب عن ذلك فقد أخلت بأهم شروط الحزبية خاصة إنها استخدمت غير المسار السلمي وكون جوهر عملها هو السعي للوصول للسلطة في إطار البرامج السياسية التي تسعى من خلالها إلى كسب ود الناخب للوصول إلى السلطة عبر الأسلوب الديمقراطي وليس غيره وبالتالي فإن مسار أدائها في الميدان هو الذي يحكم على نشاطها , فإن جعلت مصلحة الوطن والمواطن همها فهي أدوات تنمية سياسية ومجتمعية ناهضة بالمجتمع وإلا فستصبح من عوامل التردي في المجتمع . غياب الرؤية * أميرة العراسي – عضوة مؤتمر الحوار الوطني ترى أن الأحزاب في اليمن لم توظف في مسارها الصحيح لكونها لا تملك رؤى بناء دولة ولا توجد لديها أي خطط استراتيجية على المدى القريب والبعيد لخدمة البلد . وهذا ما أكده الدكتور عبد الباسط الحكيمي – جامعة صنعاء مضيفاٍ إلى حديث العراسي : إن تقديم مصالح الأحزاب وأعضائها ومطامعها جعلها في قائمة الصراع والهدم لا البناء والتنمية .

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news85516.html