2014/06/14
15 ألف فتاة ألمانية ينتظرن ما ستصنعه هذه المرأة

كل ما يفعله صاحب إحدى المحلات التجارية في الحديدة هو ان يحاول الوقوف على أصابع قدميه ليتمكن من مسح الغبار المتراكم فوق السلة التي صنعتها سعاد درويش بيديها واخذت منها وقتا وجهدا وحلما بسيطا ان يأتي احد ما ويطلب من البائع إنزال السلة من رف المحل لشرائها وليس لنفض الغبار عنها وهو ما سيشجع سعاد على صنع غيرها من المشغولات اليدوية التي تقوم بحياكتها من وقت لآخر . كانت تمر ايام واسابيع ولا يأتي من يريد الشراء ويتجه اليمنيون الى الاكياس القادمة من الضواحي البائسة لبكين واهمال ما تصنعه اليد التي يعرفونها كل هذا دفع بسعاد وغيرها ممن يستخدمن سعف النخيل لصناعة السلل يتركنه حتى تأكله النار المشتعلة بغلطة طفل او بتعمد بالغ ويتركن موهبتهن تموت تدريجيا . منتصف العام الماضي وتقريبا مثل هذه الايام كانت الفتاة التهامية تتغير الى جانب ثلاثين امرأة اخرى من ذات المناطق وخلال تلقي التدريب على يد خبيرة بريطانية واخرى من جنوب افريقيا كانت نوعية الكلمات التي تستخدمها سعاد في حديثها لصفحة التنمية البشرية مختلفة عن ما سبق لقد بدأت تعرف ان العمل لا يعتمد فقط على الموهبة او على ما يتوارثه سكان منطقة واحدة بل هناك التنمية لمهارة ودراسة رغبة ونهج وذوق المتسوقين . جهود مجموع هذه الجهود تحتسب لوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والاصغر التابعة لصندوق التنمية الاجتماعي وهي تقوم بتغيير تطلعات الحرفيين والحرفيات الموزعين في مناطق مختلفة وتصل بينهم وبين السوق الخارجية وتجعل ما تصنعه فتاة في زبيد مصدر فخر لفتاه اخرى تحمله وتتباهى به في برلين ولا تنتظر الى ان يتم عرضه في احدى المحلات بل تشتريه قبل ان يصنع . حاليا يضاف عدد اخر من الحرفيات الى الاعداد السابقة وعليهن ان يقمن بتلبيه طلبيات جديدة جاءت عقب المشاركة اليمنية في معرض امبينتا الدولي المانيا فبراير الماضي وتتجاوز الطلبيات 15 ألف سلة تذهب إلى السوق الأوروبية ويتولى تجار جملة بيعها بعد ان يتم تجهيزها من خلال مائه حرفيه وحرفي يجري استكمال تدريبهم حاليا في زبيد والزيدية والتحيتا وباجل للقيام بالمهمة . اختيار وفقا للمدير التنفيذي لوكالة المنشآت وسام قائد فأن الاختيار يتم بناء على المناطق التي تتوفر فيها المواد الخام المستخدمة في صناعة السلل المطابقة لمواصفات السوق الاوروبية وبحكم وجود المواد الخام فإن الحرفيين يكونون متواجدين وينقصهم معرفة الجديد في عالم التصنيع . ويضيف قائد: درونا هو التنسيق بين المنتج المحلي والمستهلك الاجنبي وفي كل معرض يتم فيه عرض منتجات يمنية يتقدم الزوار الاجانب من التجار بالطلبيات التي يرغبون بالحصول عليه شرط ان لا تخرج عن المواصفات العالمية وهو ما ندرب المنتجين على إجادته وتقديم إبداعاتهم فالصناعة الحرفية هي ابداعية اولا وقد توصلنا بناء على دراسة سلسلة القيم التي نتبعها الى احتياجات اصحاب الحرف وكيف يمكن نقلهم الى مصنعين ينتجون للأسواق الخارجية . تحرص أمة الباري العاضي التي تدرب عددا من الحرفيات على عدم حدوث أي أخطاء من قبل المتدربات لان وجود خطأ كما تقول يسيء للصناعة التي بدأت تزدهر وأي خروج عن المواصفات المطلوبة يعني خروج من السوق ومن الاهتمام . ولا يحتاج عمل كهذا يمكنه ان ينتشل ليس عدد قليل من الناس من وضعهم الاقتصادي بل يتعدى الى تحسين قطاعات واسعة الا الى قليل من المحسنات التي تواكب السوق وهو ما تتفاجأ به الحرفية فمثلا تتم الصناعة ولا يهتم باستخدام الألوان التي تجعل شكل المنتج غاية في الجمال وتجعله محل إقبال أي متسوق فالمواد الطبيعية من سعف النخيل تم طلاؤها باللون تصبح شيئا آخر تماما تخلط أزمنه الماضي بالحاضر الطبيعة بالتصنيع وتبقى تحفه انيقة . القياسات لقد ولى زمن القياسات التقديرية لابد من استخدام الحسابات الدقيقة في الصناعة فقد يخل سم متر واحد في شكل المنتج ويتحول الى سلعة غير مرغوبة ومتروكه على الرف تحمل الغبار وتنظف منه – حتى الحرفيات التي لم يحصلن على تعليم كافي يتمكن من خلال التدريب على استخدام القياسات فبدونها لا ينظر الى ما تنتج . أفكار كهذه تغير سيرة الاقتصاد وتنشر التنمية من يدا الى يد وتجعل الانتاج مصحوبا بالبساطة وليس محصورا بالمصانع الضخمة المكلفة في تشغيلها وادارتها باختصار انه النهج الذي يقود الدول الصاعدة عالميا و التي تشجع الإنتاج في المعامل الصغيرة الى المنافسة والتقدم – نتابع في تنمية بشرية حركة هذه المنتجات لنرى طريقها ونريه للآخرين ونخفف من حالة اليائس الذي يحاصر احلام كثيرة وينتصر في ظل وجود جمهور يصفق له بحماس .

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news86082.html