2014/06/16
تسييس العملية التعليمية ممنوع

أكد سياسيون وأكاديميون على ضرورة إبعاد السياسة وعدم إقحامها في العملية التعليمية كونها المنبع الرئيسي للأجيال في بناء أسس تعليمية صحيحة خالية من الشوائب السياسية وما نراه من تسييس للعملية التعليمية فقد أضعف الهيكل التعليمي ودخول السياسة في العملية التعليمية خطر يداهم التعليم في حد ذاته ومن هنا سنقرأ تداعيات هذا التسييس وتأثيراته .. نتابع:

خالد القدمي مدير عام المركز التعليمي للقوات المسلحة والأمن يرى أن إقحام السياسة الحزبية في التعليم أدى إلى تدهور بيئة التعليم وهذا سيصيب جيلا كاملا بالخلل التعليمي ما إن استمر الوضع على ما هو عليه. كون البيئة التعليمية لها مداركها الخاصة وأناسها الذين يدركون قيمة العملية التعليمية لكن ما هو حاصل في مجتمعنا اليوم هو تعليم سياسي لا يهدف إلى إخراج جيل ناجح وإنما يهدف إلى أحزاب متفككة في التفكير. انهيار تعليمي يقول الأكاديمي الدكتور غيلان الشرجبي: نحن بحاجة إلى حملة ثقافية لتصويب العلاقة بين العمل المؤسسي التعليمي والعمل السياسي فالعمل المؤسسي حق عام ولا يجوز إقحامه في الولاءات الحزبية الخاصة وأن ينص الدستور على تجريم الخلط بينهما. فكل ما نعيشه اليوم هو حصيلة هذه التراكمات حيث تحولت المؤسسات الأكاديمية إلى مزارع تفقيس حزبي واشتغلها القائمون عليها بالتنسيب للدارسين على حساب العملية التعليمية وغابت الأنشطة التربوية لصالح الأنشطة الحزبية وانهارت العملية التعليمية لأنها لم تعد تحظى بالأولوية المنهجية وضعفت المادة الدراسية لأن التنظير الحزبي والقولبة الفكرية حولت الناس إلى آلات صماء ببغاوية فتجمد التفكير وبدلا من القبول بالآخر وكيف يعاد تشكيل الهوية الوطنية سادت العلاقات الفئوية وباختصار شديد فالمقلد لا يمكن أن يجدد والصراع يلغي الإبداع. جريمة التعليم ومن جانبه أوضح عبد الله القاضي – موجه لغة عربية في مكتب التربية والتعليم بتعز – أن تسييس العمل التربوي التعليمي يعد جريمة في كثير من الدول المتقدمة ºلأن التعليم للجميع يستفيد منه كل شرائحه على مختلف انتماءاتهم وما حشرت السياسة بالتعليم إلا بالمجتمعات المتخلفة التي لا ترى في التعليم إلا وسيلة لتحقيق أهدافها الضيقة وأنا مع إبعاد السياسة عن التعليم إلى أبعد حد. الجهل السياسي وأوضحت الأستاذة والناشطة هدى محمد هبة منصري أن العملية التربوية هي القاعدة لبناء مجتمع ناجح طامح للتطور ولكن حين تفقد هذه العملية أهدافها وتصبح خاضعة للتسييس فإنها ستنهار وانهيارها واضح من خلال مخرجاتها وهذا الأثر نلاحظه من خلال واقعنا اليومي أنا شخصيا لا أرى للتسييس آثاراٍ فقط بل إنه أصبح دماراٍ للعملية التعليمية حيث ومشاكل السياسة في بلادنا غير مستقرة وإذا أردنا الارتقاء بمستوى هذا الشعب فلابد من الحزم وإبعاد التعليم عن السياسة فلدينا كم هائل من الخريجين والمتعلمين لكن ما يظهر على مجتمعنا سوى الجهل والسبب هو فقدنا للعملية التعليمية بهدفها السامي. إن التسييس لها يعتبر أول عائق في سيرها الطبيعي ناهيك عن فهمنا الخاطئ للسياسة التي أدت إلى الخلافات والنزاعات التي تحصد قيم مجتمع يمن الإيمان والحكمة اليمانية أنا لا أتحدث عن الجميع بل عن السائد والوجه الظاهر فواجبنا جمعيا محاربة هذه الظاهرة حيث إننا شاهدنا كيف تعطل التعليم مع الأحداث التي مرت بها السياسة الموضوع الذي لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار لبناء الدولة المنشودة كفى من التسييس للتعليم ما كان وكفى تسيساٍ وخذلانا ونسأل الله أن يحقق آمالنا ويصلح التعليم في بلادنا. منشآت تعليمية حزبية ويشير منير الوجيه – الناشط السياسي وعضو مؤتمر الحوار الوطني – إلى أنه في أي بلد يراد معرفة تقدمها وتطورها ومستقبلها يتم من خلال قياس مستوى التعليم فيها وجودته وهذا سر فشلنا نحن في اليمن أن التعليم فاشل بكل ما تعنيه الكلمة وأحد أسباب هذا الفشل تسييس التعليم فتصوروا أن مديرا لجامعة أو لكلية هو رئيس للحزب الحاكم في هذه المنشأة التعليمية مما جعل الصراع داخل هذه المنشآت صراع هدم للأجيال وليس بناء للأوطان. لابد أن نعمل جميعا على تنمية التعليم في بلادنا فنحن لسنا بحاجة إلى موارد طبيعية بقدر حاجتنا إلى موارد بشرية فهي الطاقة التي ستنهض بنا نحو ما نحا إليه العالم المتقدم وهذا لن يكون إلا من خلال تعليم خال من صراع الساسة وقد تناول الحوار الوطني هذه القضية ووضع الحلول ورسم الخطوط الرئيسية نحو تعليم ينمي ويبني لا يهدم. تسييس للمنهج محمد الصباري – كاتب وناشط سياسي – يرى التسييس بدأ تداعياته بالمعلم حيث تم دخول المعلم إلى أحزاب وتنظيمات سياسية وهذا انعكس على تكوين نقابات خاصة به كل واحدة بمسمى وتعمل ليس لخدمة العملية التعليمية وإنما لخدمة أحزابها حتى أصبح المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية ليس همه المنهج أو الطالب ولكن همه كيف سيعكس برامج حزبه على طلابنا وهذا هو الخطر الأول في تسييس العملية التعليمية من وجهة نظري. إن تحزب المعلم أدى إلى نشوء جيل مشتت عتاده الولاء الوطني يكون شبه معدوم لأنه غرس فيه أن الوطن بعد الحزب وهذا أدى إلى ضعف العملية التعليمية في المدارس كون المعلم شغل بأشياء غير المنهج وهي كيف يستطيع التأثير على أكبر عدد من الطلاب مما غرس روح الكراهية بين الطلاب من خلال تلقيهم بأشياء خارج منهجهم الدراسي ولا تمت للعملية التعليمية بأي صلة وإلى جانب هذا كله هناك تسييس للمنهج نفسه ونشوء مدارس خارج إشراف وزارة التربية.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news86355.html