
فؤاد البرطي –
■ انطلقت الخميس الماضي أولى مباريات مونديال كأس العالم 2014م في البرازيل هذه البطولة التي تقام كل أربع سنوات .. وينتظرها ملايين البشر في أرجاء المعمورة .. ويتابعها الصغار والكبار من الجنسين .. وما يميز هذه البطولة عمن سواها .. هو شغف الناس بمتابعتها حتى من غير الرياضيين .. لذا تحرص كثير من الدول ومنها بلادنا على حل مشاكل التشفير المتبعة من الشركات الناقلة للحدث .. من خلال توفير شاشات عملاقة في الميادين والصالات والأماكن العامة .. وهي الفرصة التي لاقت رواجا كبيرا وخلقت فرصا اكبر للمتابعة .. لتشتد معها رقعة المتعة والإثارة .. ■■ وبعد مرور أربعة أيام على انطلاق ودوران عجلة المونديال .. وتتابع مباريات الدور الاول دور المجموعات .. لم تحظ أي مباراة بالنقد والتحليل كما حظيت به خسارة حامل اللقب الماتدور الإسباني من الطواحين الهولندية .. والتي استطاع فيها لاعبو المنتخب الهولندي من ترويض الإسبان بخماسية .. وتضاربت التحليلات عن أسباب الخسارة التي مني بها الإسبان .. حتى الجماهير المحبة المشجعة للأسبان .. لم تقف متفرجة فقد أشبعت المباراة نقدا وتحليلا .. وأجمل ما في تحليلاتهم بالأخص مشجعي البرشا والريال ان كلا منهم يحمل لاعبي الطرف الآخر الخسارة !!.. ■■ ومن وجهة نظر شخصية متواضعة .. أجد أن هناك عوامل عدة أدت الى تلكم النتيجة الكارثية .. لعل أهمها : – الهالة الإعلامية التي رافقت المنتخب الإسباني قبل انطلاق المونديال .. وجعلت منه المرشح الأبرز لنيل اللقب . – قوة الإسبان تكمن في الوسط .. ولاعبو الوسط الذين تم الاعتماد عليهم لم يعودوا بنفس الكفاءة والقدرة على الحركة .. فمعدل أعمارهم مرتفعة .. وكان وسط الملعب يفتقد للاعبي خفيفي الحركة .. – الاعتماد على كوستا في المقدمة لم يكن موفقا .. كون اللاعب يعاني من إصابة منعته من مشاركة فريقه الاتلتك في نهائي ابطال اوربا .. ولكون اللاعب يتعرض لهجوم قاس من الجماهير البرازيلية التي تصفه بالخائن لأنه فضل منتخب اسبانيا على منتخب بلاده البرازيل .. – الأخطاء التي ارتكبها لاعبو الدفاع .. وهي التي كشفت عورة الإسبان .. فقد اعتمد المدرب على بيكيه الذي كان متوقفا لأكثر من شهرين عن اللعب مع فريقه البرشا .. وكذا تخبط راموس الذي ظهر بغير عادته لعدم وجود انسجام مع لاعبي الدفاع. – خروج كاسياس عن الجاهزية خاصة بعد الهدف الثالث المشكوك فيه .. والذي كان يطالب الحكم باحتساب فأول صحيح بعد إعاقته من المهاجم الهولندي فان بيرسي .. ليتحصل على كرت اصفر .. أخرجته عن الجاهزية .. – لم تكن التغيرات التي أجراها المدرب دل بوسكي موفقة .. – ضياع الفرص في الشوط الأول من المهاجمين وبالأخص انفراد سيلفا لو سجل لتغيرت مجريات المباراة .. – الكل اخطأ و الكل يلام .. ولكن بنسب متفاوتة.. – الإجهاد الكبير للاعبين الإسبان .. بعد خوضهم لموسم شاق ومرهق.. ابتدأ من الدوري المحلي الذي ظل مشتعلا الى نهايته .. ولم يحسم اللقب إلا في الجولة الأخيرة .. للاتلتك على حساب البرشا .. ونهائي كأس مثير كان طرفاه الريال والبرشا .. ونهائي دوري ابطال اوربا والذي كان اسبانيا خالصا .. إضافة الى الدوري الأوربي والذي وصلا فيه فريقان الى نصف النهائي هما فالنسيا وإشبيلية قبل ان يظفر الأخير باللقب .. – بالأخير وهو الأهم فلقد أغفلنا ان الخسارة تكمن في تألق لاعبي المنتخب الهولندي .. الذين كانوا نجوما فوق العادة .. وبالأخص فان بيرسي وروبن والذين ارجعوا الفرع الى الأصل .. ليثبتوا ان الكرة الشاملة والتيك تاكا صناعة هولندية بامتياز .. ■■ اليوم مساء الجميع يتلهف لمتابعة مباراة في غاية الأهمية والتي تجمع الماكنات الألمانية .. ببرازيل اوربا المنتخب البرتغالي .. وغدا سيلعب ممثل العرب الوحيد المنتخب الجزائري مع بلجيكا .. نتمنى له التوفيق والفوز .. مع تمنياتنا للجميع مشاهدة ممتعة ..