2014/06/30
الشباب العربي … الربيع لن يتكرر قريبا

بحسرة لا تنقصها الدهشة مما يجري من أحداث في بلدان الربيع يقول الشباب العربي (ذهب, ولن يعود) تحاول أن تقنعه أننا نعيش إرهاصات ما بعد الربيع. وهذا يتطلب وقتا ربما يأتي الرد سريعا: لا أثق بالسياسيين الذين يقودون المرحلة في دول الربيع الأمر محبط بالنسبة لهم ومحبط لنا أيضا. الصورة النمطية والتي تتقافز إلى الأذهان اليوم ترسم لوحة واضحة المعالم كخط سير مثلا إلى الغد … هنا تبدو الصورة تلك كئيبة, وغير قادرة على إقناع هذا الجيل – وهو الجيل الذي حمل الربيع على عاتقه – بعد أن فقد فيه جزءا من تحقيق الحلم يقول مروان: فرحاني صحفي في نهاية العشرينات من عمره (الربيع لن يعد له مكان في خارطة اليوم). ويضيف الصحفي التونسي:(لا في تونس,ولا في مصر ولا في ليبيا رأينا ربيعا بتشكيلته المعطرة بورود متعددة الألوان, انظر في ليبيا مثلا…. السياسيون الذين قفزوا إلى واجهة الربيع أنهوا كل شيء … السياسات الخاطئة تنتج الكثير من البؤس على عامة الشعب, وهذا ما يحدث في اليمن ومصر على كل حال). مروان يشعر بالفخر لتجاوز بلده لمحنة الخلاف الذي كاد يعصف بالبلد منتصف 2013م, لكنه غير متفائل بما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام ولغة الاستحواذ على الصورة في مشهد متعدد الألوان ليست مجدية, واختيار اللون ليس اعتباطيا … اللون الذي يحبه الناس سيطغى على المشهد بالطبع, لأنه لون نابع عن الاختيار حسب الذوق …. في السياسة لا يختلف الأمر كثيرا … المختلف هنا هو تقهقر الأحلام, وعودتها للماضي بفعل السياسات الخاطئة … أنا خرجت من أجل التغيير, عندما أراها متوقفة عند عقلية السياسي الذي كان جزء من الماضي لن أحلم إلى أبعد من أصابع قدمي يقول محمد الخولى صحفي من مصر: محمد الذي عاش لحظات ثورة 25 المصرية يشعر بالخيبة, ولا يرى من شقوق النافذة ورود نيسان التي تأخرت بالتفتح حتى هذه اللحظة. الخولي يقول: “السياسيون الذين قفزوا إلى الواجهة لوثوا الثورة وأحبطوا الشباب الذي خرج ثائرا. ويضيف: “ولا بلد عربي من دول الربيع أعطتنا مثالا واحدا أن تغييرا ما يسير بالاتجاه الصحيح ما نراه هو تكرار لسياسات الماضي في تسيير شئون الأمة”. نعم نعم لاشيء تغير لا أمل يلوح في البعيد لا إمكانية للحلم في هذا الواقع المضطرب منذالـ2011م. هناك فقط مناكفات سياسية وحروب مشتعلة في أكثر من مكان ورياح تنبئ بأيام أكثر جفافا وهناك أيضا جوع يتمدد على الأرصفة وبطالة تتسع في مدن وأرياف كل بلد حلم بتغييره إلى الأفضل. الأمور تسير بشكل سيء يقول حمده خشتالي صحفي تونسي يرى في بلده واقعا جديدا ربما استطاع النظر بعيدا خارج دائرة الربيع المسمى تغييرا. بالفعل الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تخرج من دائرة الرحى في تونس السياسيون يحاولون تحقيق جزء يسير من تطلعات الشارع في التغيير .. الأمر ليس على مايرام لكنه أفضل ما في الربيع يضيف حمده. لبنان الأردن ودول عربية أخرى تتحمل أعباء ما يحدث في سوريا والآن في العراق ملايين اللاجئين السوريين في لبنان جعلوا من اقتصاد البلد واقعا سيئا بحسب علاء شهيب صحفي لبناني. يقول علاء: “الشقة التي كانت تؤجر قبل الحرب الأهلية في سوريا بـ”400″ دولار تؤجلا اليوم بضعف هذا الرقم”. ليست وحدها دول الربيع العربي من تدفع الثمن.. هناك الكثير من الدول أيضا تعاني تبعات التغييرات التي عصفت بالمنطقة منذ الـ2011م هذه المشاكل الاقتصادية بالدرجة الأولى إذ تتمدد ظاهرة الفقر يوميا وتزيد حاجات الناس للعيش بأدنى مستوى لدخل الفرد. تعقيدات ما بعد الربيع تزايدت كثيرا .. يجب علينا أن نعترف أن الثورات لم تكن ناجحة بما فيه الكفاية ولم تكن بمقياس اليوم قادرة على التغيير لم تكن قادرة على إخراج المواطن العربي من الإحباط .. كل مافعلته هذه الثورات هو التراجع إلى الخلف وإدخال الناس من جديد في زجاجة الإحباط التي يصعب كسرها في المستقبل القريب.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news88137.html