2014/06/30
سواريز .. سبق “الثورة” بات مزارا!!

> عقاب الفيفا .. درس في الإصرار والمهنية

قبل أيام نشر الملحق الرياضي السباق بالثورة ما يمكن تسميته تحقيقا عن عضة النجم الارغواني “الخارق” لويس سواريز .. والتي باتت مادة إعلامية دسمة كثر الحديث عنها هنا وهناك .. وكان للثورة قصب السبق في طرق هذه الواقعة .. وسبر أغوارها .. وتوقع أبعادها. وثمة علاقة مباشرة بين أسنان سواريز الفتاكة .. وخروج منتخب بلاده الحزين من المونديال المثير .. فهو القوة الضاربة في الفريق الأرغواني العريق .. وكان مصدر الهام فبات مصدر إلهاء .. فاستسلم أبطال العالم مرتين في أحضان المنتخب الكولومبي ونجمه رودريجز .. وكان الخروج الحزين من بوابة العضاض الشهير. القصة بدأت من جديد!!

أعود للحديث عن قصة الصورة .. والحقيقة دائما تفوز .. في ليلة إرسالي لذلك التحقيق ذكرت قصة تلك الصورة العجيبة تواصلت مع الشاب النبيل يحيى الحلالي مدير إدارة الشباب والرياضة ومشرف الملحق الرياضي وتناقشت معه حول تلك الصورة التي شاهدتها في أحد شوارع ساو باولو .. ثم في ريو دي جانيرو وكان شغوفا بنشرها.. وللعودة إلى تلك المقالة التي نشرت في عدد سابق … تعرفون التفاصيل. على أي حال .. يوم أرسلت ذلك الموضوع كان بودي أن تنشر تلك الصورة .. ونزلت في شدة الزحام ابحث عن الشارع الذي تنتصب فيه .. لأن المقالة كانت تحمل عنوان يشير إلى تفاصيل الصورة وان هناك سبقا صحفيا هاما. فص ملح وذاب!! يومها كانت مباراة فرنسا والإكوادور ستدور رحاها في الماركانا الرهيب .. وقد حاولت دخول المباراة .. و لم أجد غير تذاكر في المقصورة الرئيسية وسعرها يتجاوز 1400 دولار أميركي .. وفي اللحظة التي كنت ارغب في الانتصار لرغبتي ودخول المباراة والتضحية بالمال .. قلت يومها لابد أن انتصر للروح المهنية “والفلس الأبيض ينفع في اليوم الأسود” .. لا بد أن اترك البحث عن دخول مباراة ديوك فرنسا وحصان البطولة الإكوادور وارصد صورة سواريز .. وحاولت تذكر اسم الشارع الذي لمحتها فيه .. حتى أن الزميل الحلالي قال لي في رسالة فيس بوك: “مثل هذه المباراة لا أنصحك بتضحية بهذا الحجم” طبعا هناك من قد يعتقد أن دخول مباراة في كأس العالم ربما يشبه الدخول في الظرافي أو الحبيشي أو الكبسي أو العلفي أو بارادم .. كلها أسماء لكن الماركانا غير .. و البطولات العالمية تحتاج إلى ترتيبات كبيرة منذ وقت مبكر .. ناس آخر لحظة و شعار “مابدى بدينا عليه” لن يتجاوز أسوار مطار صنعاء. تحت الضغوط المهنية .. قررت التخلي عن مباراة فرنسا والإكوادور .. لان الصحفي يظل صحفي لو تعالى على المهنة أو تكاسل فاكتب عليه السلام .. وأنا ابحث عن تلك الصورة تذكرت المثل القائل: “لو جريت جري الوحوش غير رزقك ماتحوش” فالصورة كأنها فص ملح وذاب فأضطريت التواصل مع الإدارة الرياضية لإلغاء العنوان المشير إلى قصة الصورة واكتفينا بعنوان واحد “الفيفا يبحث عن مصاص الدماء” .. يومها لأطلت بلح التقاط الصورة ولا عنب التمتع بمواجهة فرنسا والإكوادور التي انتهت بلا متعة من الأهداف .. وكما كان الفيفا يبحث عن مصاص الدماء فشلت أنا في إيجاد صورته. درس في الإصرار.. والمهنية ورغم أن الموضوع قد نشر إلا أني ظللت أترقب الشوارع يوما بعد آخر واسأل نفسي أين ذهبت تلك الصورة اللغز .. ومساء أمس الأول كانت السيارة مسرعة في احد الشوطئ لمحت معشوقتي المهنية ومن شدة الرغبة في رصد ما يحدث أربكت السائق وأصابته بالهلع .. جهزت كاميرتي لالتقط صورة الصورة .. إذا بالموضوع بات اكبر مما توقعت. يلتف مئات الناس حول الصورة ويلتقطون الصور بجوارها .. هذا يضع كتفه في الفم وذاك يدخل رأسه وآخر يقدم يده إلى فم سواريز .. وأخذت حوالي 20 دقيقة حتى اقتربت منها وكانت هذه الصور المرافقة لهذا الموضوع .. فعلا ما توقعناه حصل بل انه بات اكبر من ذلك .. أصبحت الصورة مزارا ومتحفا مفتوحا في الشاطىء الساحر. الفيفا وجد مصاص الدماء .. وانزل به اشد العقوبة وحرمه من مواصلة المونديال وعقوبات أخرى .. وأنا تعلمت درسا جديدا في الإصرار والمهنية!!. [email protected]

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news88179.html