2014/07/01
السينما العربية ومدار الحرية

العرب يعيشون في الجحيم ولهذا كانت السينما العربية في عمرها الطويل تبحث عن اليوم التي ستثور لأجل الحرية وتعزيز قيم الحياة لدى الفقراء والتأكيد على أهمية التعبير المباشر عن الرغبات والميول بالنسبة للمجتمع وبالنسبة للفرد وبينما وجدت السينما المصرية نفسها اقل جدية في التعامل مع هذه المواضيع وانجرارها باتجاه الدراما الهابطة أو المسيسة على مدار خمسة عقود من الزمان في ما بعد ثورة 52 إلا من بعض الأفلام التي خرجت عن دائرة توجيه النظم السياسية للمحتوى السينمائي بطريقة أو بأخرى كان أبرز هذه الأفلام فيلم ” الكرنك ” عام 1975المقتبس من رواية لـ ” نجيب محفوظ ” ومن إخراج علي بدر خان الفيلم الذي ناقش حالة الاستبداد السياسي والفكري حين تعرض لاعتقال بعض المفكرين الذين كانوا يجتمعون في مقهى “الكرنك” بسبب آرائهم السياسية ومع العقد الأخير تحولت السينما المصرية إلى الخوض في تجارب مثيرة للجدل تعرضت لقضايا مثل الجنس والمثلية والاغتصاب و المدفونون تحت رماد العشوائيات المشكلة الرئيسية في هذه الأفلام كانت تمثل في استخدام المادة الفنية الخام للترويج عن العمل السينمائي بحيث يصبح الفيلم هو الهدف الفكرة تسقط من شباك التذاكر لتجد فيلما بدون هوية ولا سيناريو مبتكر ولا أي شيء على الإطلاق سيء أن تخرج من الخطأ الفني إلى الفن الخطأ أن تتحول فوضى الإبداع إلى إبداع فوضوي بحد ذاته تجد هذه السمة مشتركة بين أفلام أغلب المخرجين الذين تطرقوا لهذه المواضيع مثل خالد يوسف وإيناس الدغيدي وفي أفلام كثيرة مثل ” الباحثات عن الحرية ” من إنتاج 2005 م لإيناس الدغيدي و ” هي فوضى ” من انتاج 2007م من اخرج خالد يوسف بمعية الراحل يوسف شاهين. مع أحداث 2011 م كان هناك تحول كبير في ما يمكن للسينما المصرية فعله في زمن البحث عن الكرامة الممزقة والحريات التي تشنق طالبيها الكثير من الأفلام تحدثت عن هذه الموجة المتمردة والداعمة لها لكن فيلما واحدا ذهب خطوة إلى الأمام في زمن المعركة بين التيار الأصولي والتيار الليبرالي ظهر ” نادر سيف الدين ” بفيلمه الجديد تحت عنوان ” الملحد ” من انتاج 2014 م إنها أرض محرمة حتى لمؤسسة تدعي الوسطية مثل الأزهر كان هناك أفلام أخرى لمخرجين غير مصريين مثل الفيلم الوثائقي الطويل “أتوبيس الحرية” للمخرجة الإيرانية – الألمانية ” فاطمة عبد اللهيان ” . بالنسبة للسينما العربية سأحجز هنا قليلا من الكلمات – لضيق المساحة – للحديث فقط عن معطفها الجديد بعد ما تم تسميته بـ ” ثورات الربيع العربي ” الكثير من الأفلام التي سعت جاهدة لتوثيق الحدث أبرز تلك الأفلام هو المرشح للأوسكار في فئة الأفلام الوثائقية القصيرة الفيلم اليمني “ليس للكرامة جدران” للمخرجة ساره إسحاق في مكان آخر قد يكون الفيلم التونسي “حياة اديل ” الحاصل على جائزة السعفة الذهبية للمخرج عبد اللطيف كشيش هو الأكثر جرأة في تاريخ أفلام ما بعد الربيع حين نادى محتواه بحرية زواج المثليين. يوما ما سوف تنتصر الحرية يوما ما سوف يحتفل الشرفاء في الفيلم الأكبر على الإطلاق فيلم الحياة .

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news88243.html