
* يواصل عبدالرحمن الغابري الفنان والمثقف المعروف ورائد التصوير الفوتوغرافي في اليمن نشر ارشيفه من الصور القديمة في صفحته على فيس بوك ليعكس لنا بمرآة عدسته جانبا من تاريخ اليمن السياسي والثقافي والفني والاجتماعي.
يركز الغابري في نشر صوره تلك على حزمة من المفارقات الغريبة والمتغيرات الثقافية والاجتماعية بين زمنين متقاربين يبدأ أولهما من السبعينات أو ما قبلها بقليل بينما يقف في الضفة الآخر الوقت الحاضر الذي تعيشه الثقافة والمجتمع اليمني.
عبدالرحمن وهو الفنان الذي يخلص للقطة وينطلق في اختيارها من فنيتها لديه رصيد كبير من الصور الجمالية البحتة بينما في هذه الصور “الأرشيف” ينقل لنا جانبا مهما ينتمي إلى التوثيق والتاريخ بحيث يمكننا الحديث عن مؤرخ أداته الوحيدة الكاميرا.
شخصيات ثقافية وفنانون صار لهم باع كبير في الساحة الثقافية الفنية بعضهم رحل وبعضهم ما زال باقيا بيننا التقطت لهم عدسة الغابري صورا وهم في مراحلهم الأولى ليس ذلك وحسب كاميرا الغابري وثقت للفنون المسرحية والغنائية والاستعراضية في اليمن ومنذ بداياتها. وثقت للفعالية السياسية الثقافية ذات الطابع المختلف عما تعرفه الأنشطة الرسمية وغير الرسمية الآن في أروقة المؤسسات والمراكز الثقافية.
في صفحة “صورة” وبالاتفاق مع الفنان الغابري سنحاول نشر بعض هذه الصور على التوالي من خلال زاوية نخصصها لها هنا مع تعليق خاص من الفنان الغابري عن حيثيات الصورة وظروف التقاطها وزمنها وما يتعلق بها من معلومات ومن البديهي أن نشرها هنا يأتي انطلاقا من الوعي بأهميتها الكبيرة بدءا من كونها كنزا ثمينا من أعمال أهم مصور فوتوغرافي في اليمن ومرورا بدلالتها وأهميتها الثقافية والاجتماعية وليس انتهاء عند عظمتها بكونها موسوعة بصرية لتاريخ اليمن على مختلف الأصعدة.
في هذا العدد نختار للفنان الغابري صورتين مع تعليقه عنهما:
كان الشباب والشابات في العطلة الصيفية ينخرطون في النشاطات الابداعية. رياضة موسيقى تنظيم رحلات سياحية تتخللها المعرفة بتضاريس اليمن الفريدة.. الصورة على اليسار فرقة غنائية تردد الموروث الغنائي في صنعاء مسرح الشرطة .والصورة يمين لمهرجان استعراضي في عدن.
أيامنا هذه صار الشباب أو معظمهم في قبضة وبحوزة سراديب الإرهاب يتمرنون على الذبح ويتدربون على الاسلحة بدلا من الآلات الموسيقية يرددون أناشيد الموت عوضا عن التغني بالوطن وتمجيده أنا حزين على شباب البلاد من طرق الموت التي يسيرون فيها هذه الأيام.. أيام الأحزاب الرديئة.
الصورتان في بداية سبعينيات القرن الفائت.