2014/07/03
أحداث سيئون اثرت على السياحة وثلاث منشآت اغلقت أبوابها جراء الركود

النشاط السياحي ضعيف والاعتماد على سياحة المغتربين في الخليج واندونيسيا

نركز على التوعية السياحية ونسعى إلى إقامة مسابقة لاختيار أفضل ثلاث أسر وعياٍ بالسياحة

لقاء/ عبدالباسط النوعة

● عندما يبدأ الحديث عن المقومات السياحية والتاريخية في حضرموت فإن هذا الحديث ربما لن تكون له نهاية فهو يتناول أكبر وأوسع محافظة يمنية تمتلك من المقومات الكثير على امتداد اراضيها الواسعة والشاسعة تلك الأرض الغنية بالتنوع والثراء الحضاري المنبثق من تاريخ عريق عاشته حضرموت في عصور ودهور سالفة لا زالت مآثرها شاخصة واضحة حتى اليوم .. وقد تحدثنا في عدد سابق عن وضع السياحة ومقوماتها في مديريات ومناطق ساحل حضرموت عبر لقاء مع مدير عام السياحة في الساحل .. وها نحن اليوم نتطرق إلى الشق الآخر من هذا الثراء وهو وضع السياحة ومقوماتها في وادي وصحراء حضرموت وهو الجزء المعروف بحضارته وتاريخه العريق واحتوائه على عبقريات التاريخ وتجلياته وهندسة اليمانيين القدماء في اتقان وتفنن المعمار الطيني الأصيل والبديع فقد مثلت مواقع السياحة والحضارة في وادي وصحراء حضرموت أبرز المزارات السياحية للسياح الوافدين إلى اليمن وتكاد توجد في معظم البرامج السياحية ولكن كيف أصبح وضع السياحة في هذه المنطقة اليمنية الأٍصيلة والعريقة وأهم ما تواجهه من معوقات وتحديات .. هذا ما سيوضحه لنا مدير عام مكتب السياحة بوادي وصحراء حضرموت الاخ علي محمد السقاف في لقاء خاص بـ” سياحة وتراث الثورة”:

• بداية حدثنا عن وضع السياحة في مديريات ومناطق الوادي والصحراء¿ • بداية نشكر صحيفة الثورة على اتاحة الفرصة لنا للحديث عن هموم ومعاناة السياحة في وادي وصحراء حضرموت وليس بخافُ على أحد الوضع السيئ الذي آلت إليه السياحة في حضرموت بشكل عام ووادي وصحراء حضرموت على وجه الخصوص فلم يعد هناك سياحة بالمعنى المتعارف والسائد خاصة السياحة الوافدة من غير اليمنيين فبعد أن كانت مديريات ومناطق الوادي والصحراء تمثل أهم وأبرز المزارات السياحية التي يؤمها السياح الأجانب باتت الآن خالية من السياح الأجانب ومن النادر جداٍ أن تشاهد سائحاٍ او سياحاٍ من خارج اليمن يتجولون في مناطق الوادي كما كان في السابق وأصبحت تعتمد في سياحتها على السياحة الداخلية وسياحةالمغتربين اليمنيين من أبناء الوادي والصحراء في دول الخليج واندونيسيا لا سيما زيارة المعالم الدينية والأضرحة مثل زيارة قبر النبي هود وزيارة الحبيب علي حبشي وعلي العطاس وغيرها من المزارات الدينية وهي كثيرة جداٍ في مديريات الوادي والصحراء. 41 منشأة سياحية ما مدى تأثر المنشآت السياحية في مديريات الوادي والصحراء جراء الركود السياحي الذي تعاني منه حضرموت¿ الركود السياحي أثر وبشكل سلبي كبير على العديد من المنشآت السياحية حيث يوجد في مختلف مديريات الوادي والصحراء (41) منشأة سياحية معظمها موجود في مديريات سيئون حيث تحوي قرابة (25) منشأة وللأسف الشديد العديد من تلك المنشآت أغلقت بسبب هذا الركود الذي سببها لوضع الأمني المتدهور والإرهاب ولعل أبرز المنشآت التي اغلقت ثلاثة فنادق هامة جداٍ كانت تعتمد عليها السياحة في الوادي والصحراء وبصورة كبيرة جداٍ ومنها فندق قصر الحوطة السياحي التابع لمجموعة شركات العالمية ومنتجع وفندق حيد الجزيل السياحي. الإرهاب يتنافى مع الدين والأعراف • لم تكن مناطق وادي وصحراء حضرموت بمنأى عن الإرهاب ولعل ما حدث في سيئون مؤخراٍ من أحداث إرهاب وإقلاق للسكينة العامة والسطو على المنشآت العامة والخاصة قد أرخت بظلالها القاتمة على مختلف المجالات كيف تقيمون تأثير الأحداث الإرهابية على النشاط السياحي في مناطق الوادي والصحراء¿ • يعلم الجميع أن المواطن في الوادي والصحراء مسالم ولا يميل إلى العنف حتى أن الكثير قد يستغربون ويستنكرون صوت الألعاب النارية ما بالنا بالأعيرة النارية والمدافع ولهذا كان تأثير الإرهاب على النشاط السياحي في هذه المنطقة جداٍ كبيراٍ وما حدث في سيئون من أعمال إرهابية أرعبت سكان سيئون ومختلف مناطق الوادي والصحراء وهذا الحادث الذي دبر في ليل تشجبه ونستنكره بشدة وهو غريب على المجتمع في هذه المنطقة اليمنية الأصيلة بل وغريب على المجتمع اليمني الأصيل ولا ينتمي إلى وطن أو دين ولا ملة وكما هو معروف أن النشاط السياحي يتأثر وبشكل كبير بمختلف العوامل المحيطة ولعل الأمن وعدم الاستقرار الذي سببه الإرهاب كان له الأثر الكبير جداٍ على النشاط السياحي ولعل ما حدث في سيئون قد أثر كثيراٍ على السياحة مع أنها كانت متأثرة بفعل الإرهاب مع سائر محافظات ومناطق اليمن ولكن جاء هذا الحادث الإرهابي في سيئون ليضيف لها تأثيراٍ استثنائياٍ أدى بدوره إلى إغلاق العديد من المنشآت السياحية ونسأل من الله عز وجل أن يجنب اليمن كل مكروه ويعين قيادته وجيشه على القضاء على هذه الآفة المتجسدة بالإرهاب وحتى يستطيع اليمن أن يحتل مكانته في أوساط البلدان لا سيما في المجال السياحي. ثراء حضاري كبير • تحوي مناطق ومديريات الوادي والصحراء الكثير من المواقع والمزارات السياحية كما أنها تعد الموطن الأول للعمارة الطينية الفريدة هل تم استغلال تلك المقومات سياحياٍ ولو في فترات سابقة وهل لديكم تصور لاستغلالها مستقبلاٍ¿ • بالفعل نمتلك الكثير من المواقع والمزارات تمثل العمارة الطينية أبرز عناصر ذلك الثراء فعندنا أول ناطحات سحاب في التاريخ وهي في مدينة شبام حضرموت المدينة الفاتنة التي سحرت الكثير من المهتمين بالتراث وهي على رأس قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو وعندنا تريم الغناء ذات القصور الضخمة والفارهة وواحاتها الخضراء من النخيل والأشجار الجميلة والتي توجت في العام 2009م عاصمة للثقافة الإسلامية ولدينا وادي دوعن وقصوره الشهيرة والهجرين وقصر سيئون وغيرها الكثير والكثير ومع هذا التراث إلا أن هذه المناطق لم تحظ ما تستحقه سياحياٍ حتى قبل الركود السياحي الذي يعاني من النشاط السياحي في اليمن منذ سنوات وفي الحقيقة لدينا تصور وضعناه ورفعناه إلى وزارة السياحة بعد موافقة السلطة المحلية بحضرموت ويرتكز على أساس توفير البنى التحتية للمواقع السياحية من خلال مشاريع تتبناها الوزارة بمعاونة السلطة المحلية وبعدها تبدأ عملية الترويج لتلك المواقع سياحياٍ ولكن قبل هذا وذاك ينبغي توفير الأمن ويجب أن نعمل على استغلال فترة الركود السياحي في عمل برامج توعوية بأهمية السياحة لدى المواطن نفسه الذي لا يدرك بعد أهمية السياحة ودورها. التأهيل ضرورة • وماذا عن وضع مكتب السياحة في الوادي والصحراء خاصة من حيث الكادر ومستوى تأهيله وأبرز الأنشطة والبرامج التي نفذها المكتب¿ • المكتب يعاني شحة في الإمكانات ويحوي المكتب (35) موظفاٍ معظمهم بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل أو تطوير قدراتهم السياحية عبر دورات تخصصية يتم تنفيذها وقد سبق وأن طالبنا الوزارة بضرورة تأهيل الكادر سياحياٍ وبرغم النواقص التي يحتاج إليها المكتب إلا أننا نعمل على قدر طاقتنا ولا نألو جهداٍ في سبيل الإرتقاء بالعمل السياحي ونحن نركز في أنشطتنا على التوعية وقد عملنا قبل أسابيع على إشهار جمعية أنصار السياحة وأيضاٍ قمنا مع مجلس الترويج السياحي بتبني برنامج إذاعي أسبوعي في سيئون تحت عنوان (السياحة في بلادي) وهذا من أجل تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السياحة التي تواجه قصوراٍ كبيراٍ كون الكثير من الموظفين ينظرون إلى السياحة بنظرة دونية وبأنها سلوك غير ملائم. ● هل من أنشطة تودون أو ستعملون على إقامتها مستقبلاٍ¿ لدينا الكثير من البرامج والأنشطة التي نريد إقامتها ولكن دوماٍ تواجهنا عقبة كبيرة لا نستطيع التغلب عليها وهي عدم توفر الإمكانات المادية ولأننا مركزون على التوعية السياحية نسعى في القريب العاجل إلى تدشين مسابقة بالتنسيق مع وزارة السياحة والقطاع الخاص للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى في الوعي السياحي ونستهدف الأسر وكل أسرة تنافس الأخرى في مختلف مديريات الوادي والصحراء ليتم اختيار ثلاث أسر تقدم لهم الجوائز القيمة ونسعى إلى إقامة هذه المسابقة سنوياٍ.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news88503.html