
قدمت لنا الجزائر الشقيقة ملحمة كروية بديعة في مونديال البرازيل ومحت به تماما ما علق بها في مونديال جنوب افريقيا العام 2010م وكأنها تريد ان تقول لنا ان محاربي الصحراء الذين قهروا رومنيغيه وشوماخر العام 1982م هم أنفسهم من سوف يقهرون كلوزه واوزيل ..وكان لهم ما ارادوا لولا الحظ وفارق الخبرات واللياقة البدنية التي تخلت عن الفريق الافضل والاجمل طوال شوطي المباراة ووقتيها الاضافيين ..ولكن رب ضارة نافعة فلو لم تخرج الجزائر بهذه العظمة والسمعة العالية والغالية لما كنا الآن نتحدث عن فريق ومنتخب لانبالغ ان اعتبرناه افضل المنتخبات العربية التي شرفت العرب في المونديالات الكروية العالمية الكبرى .وحتى لانظلم هذا الجيل الجزائري فإنه كان الافضل حتى ان قارناه بعبقرية بللومي وعصاد ورابح ماجر ..منتخب لم يحمل معه من البداية اية آمال أو طموحات أو تكهنات بعمل شيء ..وهنا حلاوته انه دخل سكة المونديال بما يحمله افراده من تصميم وعزيمة واصرار على وضع بصمتهم في البرازيل ..وكان لهم ما ارادوا لعبوا امام بلجيكا وكانوا الاقرب الى النصر لكن الخبرة وضعتهم في خانة الخسارة .. وعندما تعلموا الدرس الأوروبي امتعونا وابهرونا امام الكوريين وفازوا فوزا لايشق له غبار ..لكن الاهم والاجمل كان امام الفريق الروسي والهدف المنشود للمباراة والغاية التي رسمت لبلوغها ..فتعادلت الجزائر بلون وطعم الفوز والتأهل وتحقيق الحلم العربي بأقدام جزائرية ..وبتأهلهم اطربونا وامتعونا وافرحونا واناروا طريقنا المظلم طوال السنوات العجاف الماضيات .. وكانت الاقدار ترسم للجزائر ملحمة كروية تاريخية يصنعها محاربو الصحراء وكنا جميعا دون استثناء نستكثر على المحاربين ان يواجهوا الالمان بتاريخهم وبطولاتهم وخياناتهم ..واحتسبنا أن التأهل يكفي لأبناء بلد المليون شهيد ..ولكن ..لكن لم ار في حياتي مباراة لفريق عربي ومسلم كما شاهدنا المحاربين امام الالمان ولم اكره الحظ وفوارق الخبرات والتدني البدني واحتقرها كما تابعت ما عملته بالجزائريين .. ولم ار عظمة الالمان في حالة من التوهان والضغط النفسي والخروج عن المألوف كما رأيناهم في لقاء الجزائر كانوا يعتبرون الفريق العربي والشقيق /الجزائر / لقمة سائغة فصارت لقمة (الخانوق ) عليهم وحجر في الزور لم يتخلصوا منها إلا بشق الانفس .
الجزائر قدمت مباراة ومونديال عمرها والصحيح مونديال شعب بأكمله وثقافة كروية مترسخة في الوجدان .. ومشاركة كان الاهم فيها على الاطلاق هو التخلي عن الخوف والحذر واليافطات الدفاعية التي تخسرنا ولاتجعلنا نعرف الفوز ..ولكن من قال ان الجزائر والجزائريين يعرفون الخوف .. لوكان الخوف جزائريا لوددت ان اكون جزائريا ..وكفى