
نسمع الكثير عن الظلم الكروي للكثير من الفرق والمنتخبات التي تقدم الأداء المميز والممتع للجماهير وخاصة في الأدوار الإقصائية من أي بطولة ولكنها تخرج ولا تواصل المشوار بسبب عجزها عن هز شباك الخصم والذين قد يوفقوا بتسجيل هدف خاطف ..أو تبتسم لهم ركلات الحظ الترجيحية ..وبالتالي تكون دموع الخروج أكثر مرارة وحرقة من غيرها ..
إلا أن كرة القدم قدمت لنا صورتها الأخرى والمتمثلة في الإنصاف العادل جدا جدا للطواحين الهولندية في آخر مباريات الدور ربع النهائي لمونديال البرازيل والذي قدم فيه الصاروخ الهولندي روبن والخبير شنايدر وزملاؤهم في الكتيبة البرتقالية واحدة من أجمل وأمتع اللقاءات الكروية استعرضوا فيها كل ما يتعلق بكرة القدم ..من حيث الأداء الجماعي الراقي والممتع ..والسيطرة المطلقة على معظم فترات اللقاء ..وصناعة الكثير والكثير من الفرص السانحة للتسجيل والتي تولت العارضة الكوستاريكية مهمة إنقاذ الفريق اللاتيني من استقبال هدفين بتوقيع الرائع شنايدر ..مع إظهار قدر خرافي جدا جدا من اللياقة البدنية وتقديم الكرة الشاملة في أرقى صورها عندما شاهدنا جل عناصر الفريق يشاركون في الهجوم ضد المرمى الكوستاريكي ..وشاهدناهم أيضا يقومون بالواجب الدفاعي عند أي هجمات مضادة ..
ولعل أبرز مالفت انتباهي ومعي الكثيرين من عشاق المستديرة هو حرص الأقدار على عدم إنهاء المباراة في وقتها الأصلي أو في الشوطين الإضافيين بهدف خاطف في هذه الشبكة أو تلك ..وكأنها كانت تبيت النية لمتابعي هذه القمة الكروية لمشاهدة ممتعة جدا جدا للأداء الرائع جدا جدا للطواحين الهولندية والتي أثبتت من جديد أنها أحد أبرز المرشحين وبقوة للتتويج باللقب العالمي الأول لها ..
ولعل أبرز الأدلة على ذلك شهادة عميد المعلقين العرب عصام الشوالي عندما قال إن الهولنديين أفضل من البرازيل ..وأحسن من الأرجنتين ..ولا يضاهيها في روعة الأداء غير الماكينات الألمانية ..والتي أتمنى أن تجمعهما الأقدار في النهائي الحلم هناك على الأراضي البرازيلية لنضرب حينها موعدا مع الإمتاع ..والسحر ..والجنون الكروي ..
وأتمنى أن يستمر الإنصاف الكروي وينال الصاروخ الهولندية آريين روبن – صاحب الرئات الأربع – لقب أفضل لاعب في المونديال عطفا على ما قدمه ويقدمه من أداء غير عاد مع الطواحين ومنافسته وبقوة على لقب الهداف ولعله ينجح في تحقيق الأحلام الهولندية بالتتويج باللقب الأغلى عالميا وزرع نجمة كأس العالم الأولى على القمصان البرتقالية والتي أعتبرها ومن وجهة نظري أنها الأحق ..والأجدر بالظفر به في الأراضي البرازيلية ..خاصة وأنها تعيش الآن أفضل مراحل وأزمنة التألق الكروي على الساحة العالمية ..