
د. جلال أحمد الدميني – التنمية الإنسانية مفهوم يجمع بين البعدين النظري والتطبيقي وبين الجانبين المادي والروحي للإنسان وتعود جذوره وتطبيقاته الفكرية والميدانية إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واجتهادات وإبداعات المسلمين والتي شملت مختلف جوانب الإنسان الظاهرة والباطنة وانعكست إيجابا على إبداعات الحضارة الإسلامية . وفي دراسة حديثة هي الأولى من نوعها على المستوى المحلي والإقليمي للتعرف على واقع التنمية الإنسانية في مؤسسات التدريب المستهدفة في كل من صنعاء وعدن وتعز بالجمهورية اليمنية أظهرت النتائج أن لدى هذه المؤسسات صعوبات عدة تحول دون تطبيقها للتنمية الإنسانية بفلسفتها وأهدافها ومجالاتها الشاملة في إطار الفكر التربوي الإسلامي والذي يمثل أساسا مرجعيا للفرد والمجتمع حسب مقتضيات وتطورات العصر وهو ما استدعى تقديم رؤية مقترحة لتطبيق التنمية الإنسانية في تلك المؤسسات بحيث تشكل خطوطا عريضة للتطوير الحالي والمستقبلي لها وفق مرجعية علمية ومنهجية عمل واضحة تبدأ أولا بالتركيز على فلسفة عملها والتي تمثل الرؤية الفكرية والتطويرية لها وتستند إليها أهدافها ومجالات نشاطها التطبيقي وينبغي أن تقوم على عقيدة الأمة وتراثها الإسلامي وثقافة المجتمع وقيمه ودستوره الوطني لتنمية جميع جوانب الإنسان الروحية والعقلية والخلقية والجسمية باعتباره عماد المجتمع والدولة وبما يتفق مع متطلبات العصر وتطوراته ويحقق له الحرية والعدالة والمساواة ويلبي حاجاته المختلفة في تناسق وتناغم.