2014/07/29
فضل الإحسان إلى الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل في أيام العيد

إننا حينما ننظر في كتاب الله وتدقق ونتدبر تدبرا عميقا في آياته نجد أن الله قد أعطى هؤلاء الفقراء والمساكين والضعفاء من أرامل وأيتام عظيم العناية وشديد الاهتمام حينما نجد ذكر هؤلاء الضعفاء والفقراء والمساكين في كثير من سور القرآن الكريم تتثنى وتتكرر مرة بعد مرة وذلك لرفع مقامهم وعلو منزلتهم عنده سبحانه وتعالى.

وليلفت أنظار المسلمين إليهم رغم ما نلمس ونعرف من بعض المسلمين اليوم التساهل في أمورهم وبخس الكثير من حقوقهم وخصوصا قاصر الجناح ومن لم يجد له مطالب منهم. لذا أحببت أن انبه جميع المسلمين الأحباء في كل مكان في هذا البلد الطيب إلى الاهتمام بالاحسان إلى هؤلاء الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل في أيام العيد المبارك على وجه الخصوص فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اهتم بهم وأظهر مكانتهم فقال صلى الله عليه وسلم: ” إنما تنصرو وترزقوا بالضعفاء والمساكين” إذا مطلوب من كل مسلم أن يدخل السرور والفرح على هؤلاء في أيام العيد حتى تقيهم المذلة والمهانة ولنعلم أن من قدم إليهم إحسانا في هذا اليوم وأدخل سرورا وأعانهم كان الجزاء من الله تعالى فقد قال صلى الله عليه وسلم: ” من كان في عون أخيه كان الله في عونه” وهذا عام يشمل كل مسلم وخصوصا الضعفاء والمساكين والأرامل واليتامى. فكم دفع الله عن المحسنين والراحمين للفقراء والضعفاء واليتامى والأرامل من بليله ووقاهم شر كوارث وحوادث ورزية! فالله تعالى يحسن إلى من أحس إلى عباده ولا يضيع لديه عمل عامل فمن عامل عباده باللطف والإحسان وبذل المعروف عامله الله كذلك بل أحسن وأبقى وأفضل الحسنة بعشر أمثالها. ومن ثم أناشد جميع المسلمين في هذه الأيام المباركة أيام عيد الفطر المبارك بسرعة الإحسان إلى هؤلاء فمن أراد النجاة من النار وعلو المنزلة في الدار الآخرة فليدخل على الله من باب الشفقة والإحسان على الفقراء والمساكين والأرملة والأيتام وذوي الحاجات وليحسن إليهم بما يستطيعه فإنه تعالى قريب من المنكسرة قلوبهم رحيم بمن يرحم عباده لا يحقرن من المعروف شيئا ولو كلمة طيبة قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”. وقد قال صلى الله عليه وسلم ” من ضم يتيما إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر” رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. كذلك المساكين الذين أسكنتهم الحاجة وأذلهم الفقر فلهم حق على الأغنياء بما يرفع مسكنهم أو يخففها بما يقدرون عليه وبما تيسر. في الوقت نفسه الأرملة التي مات زوجها وترك لها أولادا صغارا أو لم يترك هي في أمس الحاجة إلى من يقوم بسداد حالها من نفقة ومن قضاء حاجة مسكنها وما ينوبها فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحبه قال وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر” متفق عليه. وفي رواية أخرى قال: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل”. فيا أيها المسلم الكريم بادر في هذه الأيام أن تكون من أهل الشفقة والرحمة والرأفة على خلق الله خصوصا ضعفاء المسلمين وفقرائهم من يتيم ومسكين وأرملة لأن هذا له أثر عظيم وله موقع في الحسنات ودفع السيئات وتنزل الرحمة ودفع النقمة وله أثر كبير في حسن الخاتمة عند الموت وتنزل الملائكة بالبشرى بالأمن من المخاوف ودفع الحزن عما خلق قال تعالى: “إنالا نضيع أجر من أحسن عملا” سورة الكهف 30 وقال تعالى: “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” الرحمن 60. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتفقد ضعفاء المسلمين من الفقراء والمساكين والأرامل ويجالسهم ويدنيهم إليه ويحادثهم ويسأل عنهم ويصلهم بما يستطيعه من الإطعام وجميع النفقات فاحرص أيها المسلم في أيام العيد أن يكون لك نصيب من الإحسان إلى الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل حتى تكون ممن أثنى الله عليهم في كتابه حين قال: “وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين” البقرة 77 وقوله تعالى: “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا” الإنسان8. هذا والله الموفق عضو البعثة الأزهرية في اليمن

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news91062.html