2014/07/31
السياحة العيدية في اليمن:عامل إخاء وتصالح ووحده للقلوب

■ كتب/ صادق هزبر – تعد السياحة العيدية الداخلية من أهم النشاطات الحوارية الجمعية على مستوى الوطن وبإمكان هذا النشاط السياحي أن يشكل عامل إخاء ومحبه ووحده للقلوب وآمل لكل اليمنيين بالاتجاه صوب مستقبل تملأه إشراقه حب اليمن الكبير ولعل الجميع اليوم يشاهد حجم التدفق السياحي على محافظة عدن ثغر اليمن الباسم وزهرة المدائن اليمنية .. هذه المدينة التي تفتح ذراعها لكل أبناء الوطن. مدينة الوحدة. ومدينة الحوار تستقبل مئات الآلاف من الزائرين من مختلف أنحاء الوطن هي تعبير حقيقي عن الحوار الشامل ومخرجات الحوار الوطني حيث تنشط حركة السياحة الداخلية في مواسم الأعياد بشكل تقليدي متوارث

وتعد السياحة العيدية في اليمن حركة ثقافية عفويه لجميع أبناء اليمن وتبدأ حركتها موسميا في عيد الفطر المبارك وتحقق نجاحا كبيرا على كافة الأعمال والمهن المباشرة وغير المباشرة المستفيدة من السياحة العيدين التي تدار دون تخطيط مسبق لا من قبل وزارة السياحة العيدين ولا من خلال القطاع الخاص السياحي بل هي تظاهرة سياحية تمارس بفعل العادات والتقاليد اليمنية وبفعل أهمية صلة القربى والتراحم في المجتمع اليمني حيث ينتقل الناس من المدن للأرياف وكذا للمحافظات الساحلية حيث تكون محافظات عدن والحديدة و المكلا هي وجهات سياحية مفضلة للسياحة لقضاء إجازة العيد باعتبار أن المحافظات الساحلية لديها جزء من تعدد منتجها السياحي ووسائل التنزه على شواطئها الجميلة وبفعل هذه الحركة العيدية النشطة وانتقال المواطنين من مكان لآخر ومن محافظة لأخرى وكان لزاما على القطاع الخاص السياحي أن يتهيأ أكثر لتقديم خدمة أكثر جوده للزوار وواقع الحال يؤكد للجميع اليوم بأن حركة السياحة الداخلية اليمنية تنشط رغم بعض العوائق والمنغصات الاقتصادية وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من الشرائح الاجتماعية لم يتح لهم التعرف على اليمن بكافة محافظاته و ما تكتنزه من معالم أثرية وسياحية وطبيعية حيث تقتصر النشاطات السياحية على المدن الساحلية وعلى رأسها عدن والحديدة و المكلا وذلك في موسم الأعياد كما لا تخرج عن إطار الرحلات الفردية للعائلة أو لعدد من العائلات دون أن يكون هناك برامج واضحة أو مخطط لها بمفهوم السياحة الداخلية المتعارف عليه لأن الكثير من الأوساط السياحية اليمنية لم تركز على أهمية دور السياحة الداخلية لخلق سياحة مستدامة على مدار العام بل لا توجد جهود تذكر لا من القطاع الخاص السياحي أو من الدولة ولم يعرف الكثير من الناس أهمية مثل هذه السياحة في كونها þ توفر تشغيلاٍ مستمراٍ للمنشآت والفعاليات السياحية المحلية وهذا يعني إنعاش للأسواق الراكدة من خلال تشغيل يد عاملة إضافية في تلك المنشآت, وكذلك تنشيط عمل قطاعات أخرى تقدم خدمات للسياحة كالنقل والأسواق المحلية بمختلف منتجاتها ومن وجهة نظر اقتصادية فإن الاهتمام بهذا النوع من السياحة وتنشيطه ودفعه نحو الأمام ينطوي على رؤية ذات أبعاد تنموية تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني ورفد خزينة الدولة التي ترعى مثل هذا النشاط السياحي ولاشك بأن مثل هذه التظاهرات السياحية العيدية الموسمية غير المخطط لها تعمل على زيادة النشاط السياحي وتشغيل المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم ومتنزهات ووسائل النقل وتشغيل الأيدي العاملة ويقول خبراء السياحة أنه þلابد من تنشيط هذه السياحة وبأجور رمزية يستطيع أن يقصدها كل مواطن بعيداٍ عن النجومية الفندقية التي يقتصر دورها على استقبال شريحة معينة من السياح الأجانب أو الناس الميسورين مادياٍ, ولأن هذه السياحة ركن أساسي في الصناعة السياحية لأي دولة ترغب بتحقيق مستوى أعلى من النمو لاقتصادها فإنها بذلك تسرع الدورة الاقتصادية لأي نشاط تجاري أو صناعي أو خدمي , وتدفع باتجاه استقرار اجتماعي أكبر في المناطق التي تنشط فيها هذه السياحة المدن والأماكن المجاورة للمواقع الأثرية أو الأماكن السياحية البارزة وأنه لابد من تكريس هذه الثقافة السياحية الداخلية لما تكسبه من أهمية وجدوى اقتصادية تعود بالنفع والفائدة على المجتمع المحلي. وعن أهمية السياحة العيدية يقول الأخ محمد علي الحاج من إب أن عيد الفطر المبارك هو سلوك عملي التراحم وصلة القربى والزيارات العائلية والترويح عن النفس فضلا بأن مثل هذه المناسبات تعد تظاهره سياحية كبيره دأب اليمنيين على ممارستها بجهود ذاتيه ورغم تدهور الوضع المعيشي للناس إلا أن هناك إصرار من قبل الجميع على أن العيد مناسبة دينيه للأغنياء والفقراء في حين يرى الأخ عبد الله الصبري بأن العيد هو عيد العافية وأنه في هذه المناسبة لا يستطيع السفر إلى القرية نتيجة الظروف المادية ولكن سأذهب مع أطفالي إلى إحدى الحدائق أو التنزه خارج صنعاء لأن الحدائق تكتظ في موسم الأعياد بالزوار.

ضرورة الإحصائية الدقيقة أما المختصون بالشأن السياحي فيرون ضرورة عمل إحصائيات مبنية على معلومات دقيقة لحجم التدفق السياحي الداخلي في مثل هذه المناسبات أو شهرياٍ بهدف معرفة أكثر الأماكن التي تجذب سياحة داخلية وتنميتها وكذا الأماكن المهيأة للسياحة مستقبلا والاهتمام بها ووفقا لكل من يزور اليمن فإن الانطباع السائد هو أن اليمن تعد بلاد الفصول الأربعة وهي بشكل عام متحف متكامل حيث توجد فيها كافة مقومات العمل السياحي وكل محافظة يمنية تمتاز بخصائص ومنتج سياحي متعدد يحفز كل الزائرين والسياح فالبيئة الطبيعية في غاية الروعة والجمال ولكن ينقصها البنى التحتية المتكاملة بهدف توفير الخدمة للزائرين من رواد السياحة الداخلية وبأسعار مناسبة ويرى العديد من الزائرين أن على أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية دور إيجابي ومؤثر مع العاملين للتوعية بأهمية السياحة الداخلية وأن تكون خدمتهم ذات جودة مميزة بما يكون له أثر أكثرفي نفس السائح اليمني كي يعود مرات عديدة إلى جانب عدم المغالاة في أسعار الإقامة وأن لا يكون اصطياد الزبائن بشكل موسمي مما يؤثر على نفسيات الزبائن.

ابرز الأنشطة ويعد النشاط السياحي اليوم من ابرز النشاطات في مختلف البلدان ذات المنتج السياحي وذلك لكثافة الأعداد البشرية التي تطمح لقضاء إجازة سياحية مهما كانت قصيرة وهذا الاتساع الهائل لمجالات النشاط السياحي لم يكن على هذا المستوى أو قريبا منه قبل عشر سنوات مثلا لكن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية من جهة وازدحام المدن وعدم توفر الحدائق والمتنزهات الكافية من جهة أخرى كل ذلك ساهم في وجود الدواعي لزيارة الشواطئ لقضاء إجازة سياحية مهما كانت قصيرة. ولهذا فعلى وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي أن تعمل على وضع برامج وخطط للاهتمام بالسياحة الداخلية لأن النشاط السياحي أصبح واقعاٍ ملموساٍ والتعامل معه ودراسته والتخطيط له مهمة تعمل على الاهتمام به وتوجيهه وتوظيفه للمصالح العامة بل إن الكثير من دول العالم تعتمد على السياحة كمصدر أساسي لرفع دخلها الاقتصادي فضلا عن السياحة الداخلية تعمل على تعريف المجتمع بالثقافة الأخرى للمحافظات والأماكن السياحية التي يزورونها ويكتسبون من خلالها معارف أخرى ثم إن الأطفال الذين ينشأون داخل الأسرة وينتقلون معها في رحلاتهم السياحية الداخلية يصبح ذلك السلوك جزءاٍ من ثقافتهم العامة.

عوائق السياحة الداخلية أما مسالة معوقات السياحة فهي بالمقام الأول الجوانب الأمنية ورغم هذا إلا أن اليمنيين يصرون على ذلك في تحدي عجيب يظهر مدى حب اليمنيين لوطنهم وقراهم في حين يرى الأخ محمد نعمان أن هذا العام أضيف معوق آخر وهو عدم وجود بترول ولهذا أنا لا يمكن أن أزور أي محافظه ساحليه دون أن يكون لدي سيارة ولكن إن شاء الله ستفرج الأزمة وتحل كل المشاكل في الوقت ذاته يرى آخرون أن هناك معوقات أخرى مثل غلا أسعار الفنادق والمطاعم ووسائل النقل .

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news91178.html