
لشدة واقعية هذه اللوحة ووضوح ودقة تفاصيلها قد يظنها الناظر لأول وهلة صورة فوتوغرافية.
وهذه النقطة ربما تثير بعض الإشكالات والتساؤلات. لكن لا بد أولا من قراءة اللوحة والمرور سريعا على بعض تفاصيلها.
في اللوحة نرى شقيقتين تجلسان في شرفة منزلهما المطل على منظر حضري.
الكبرى تمسك بنسخة من ديوان حافظ الشيرازي بينما راحت الصغرى تحدق فيها بانتظار ما ستقرؤه من شعر.
وباستثناء السماء الممتدة التي يختلط فيها الغبار بالغيم لا توجد في الخلفية الكثير من التفاصيل ما عدا بعض الأشجار والبنايات التي تلوح من بعيد.
وقد يكون الفنان أراد من وراء الاقتصاد في رسم الخلفية تركيز انتباه الناظر إلى الموضوع الأساسي أي الفتاتين والجو الذي يوحي به الحوار في ما بينهما بشأن الكتاب.
المشهد فيه إحساس حالم وقدر غير قليل من الرومانسية. والتعابير البادية على ملامح الفتاتين هي مزيج من الحزن والترقب.
بالنسبة للإيرانيين فإن حافظ الشيرازي ليس مجرد شاعر فحسب بل هو جزء لا يتجزأ من الروح الإيرانية نفسها. وربما لا يضاهيه شهرة وذيوعا سوى عمر الخيام.