2014/09/05
من ثمرات الإخلاص في العمل

ذكر أهل العلم كثيراٍ من ثمرات الإخلاص في العمل نورد بعضا منها كما يلي: 1ـ التقوى وقبول الأعمال إنما يتقبل الله من المتقين 2ـ النصر والتمكين . قال صلى الله عليه وسلم ( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعواتهم و صلاتهم وإخلاصهم ) [18] 3ـ نقاء القلب من الحقد والغل والخيانة . ( ثلاثة لا يغل عليهم قلب امرئ مؤمن : إخلاص العمل والمناصحة للأمة المسلمين , ولزوم جماعتهم فإن دعاءهم يحيط من ولائهم ) [19] 4ـ مغفرة الذنوب , غفر لرجل لأنه أخلص في سقاية كلب. 5- قلب المباحات إلى طاعات. وفي بضع أحدكم صدقه 6ـ الفوز بالنعيم المقيم في الجنة . ( إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في وجنات النعيم) (43)الصافات 7ـمحبة الله ( إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي) [20]. 8ـ العافية في البدن وبركة العمر 9ـ اليسر في الأمور كلها ـ حب الله له وتحبيبه لأهل سماواته ويجعله القبول في الأرض, والثمرات أكثر من أن تحصى. 10 ـ تنفيس الكروب وإجابة الدعاء, يدل على ذلك حديث الثلاثة الذين حجزتهم الصخرة في الغار . ونقف عند هذا الحديث الفياض بالعبر لعظمته . فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – قال سمعت رسول الله r يقول : ( انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم . قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاٍ ولا مالاٍ فنأى لي طلب الشجر يوماٍ فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاٍ أو مالاٍ فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما . اللهم إن كنتْ فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة !. فانفرجت شيئاٍ لا يستطيعون الخروج منه . قال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عمُ وكانت أحبِ الناس إلي _ وفي رواية كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء – فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى أتت سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قعدت عليها – وفي رواية فلما قعدت بين رجليها – قالت : اتق الله ولا تفض ِالخاتم إلا بحقه . فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها ! اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ! فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها . وقال الثالث : اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمِرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله أعطني أجري . فقلت : كلْ ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق . فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي . فقلت : لا أستهزئ بك !. فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاٍ ! اللهم أن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ! فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ) صحيح مسلم – (ج 4 / ص 2099) 100 – ( 2743 ). هؤلاء هم الرجال المخلصون الذين تنتظر الأمة أمثالهم º ليمحوا عنها غبار انحطاطها فنحن لا نقول كما قال الشاعر: حلفِ الزمانْ ليأتينِ بمثلهم حنثتú يمينْكِ يا زمانْ فكفر. تعليقات حول الحديث فالحديث يلفت انتباهنا إلى أن التقوى التي حدثت من الثلاثة كانت هي الإخلاص فليس الإخلاص محصوراٍ كما يظنه البعض في قوالب محددة بل هو هذا الدين العظيم بكل ما فيه .وفي هذه الإشارات درسَ بليغَ للمتنطعين الذين يتركون العمل º لعدم ظهور النية لديهم أو يتركون العمل º خشيةِ أن يتسلل الرياء إليهم .وهو درسَ أيضاٍ للمرائين الذي يبتغون غير الله في أعمالهم ويراءون في أقوالهم ويرجون ويخافون مِن لا يملك ضرهم ونفعهم. ينبغي عليهم أن يعلموا سبيل ربهم ويستقيموا عليه. إن النية ليست مادة محسوسة توجدها وتحركها الأيدي كما تتحرك الأعضاء الإرادية أنها عمل قلبي يقذفه الله في قلوب أحبابه ليرفعهم وينفعهم والقلوب محل نظر الله . إن النية الحسنة تخلقها جملة تعاليم الإسلام وتشريعاته إنها شعور المؤمن وأحاسيسه ودوافعه ورغباته وعواطفه وعقلانيته إنها خوفه ورجاؤه وغرائزه وطباعه º لأنه يحتسب حياته لله. فمن وجد نفسه يدور مع الإسلام حيث دار فهو المخلص. ولا داعي للتوقف المثبط عند كل حركة حتى يصبح خللاٍ يعطل الطاقات والقدرات . أي: التشدد الزائد المرهق الذي يؤدي إلى ترك العمل . فالخوف يكمن في ترك العمل كما يكمن في عدم خلوصه لله .والموفق من عمل وأخلص أما التوقف الذي لا يؤثر على العمل فلا بأس فيه. إن البحث عن الشرك الخفي شاق على كثير من الناس وعجزهم عن ذلك يولد إحباطاٍ وشعوراٍ بالفشل وبسبب هذا يتولد اعتقاد بعدم قبول العمل ومن ثم يؤدي إلى التكاسل عنه . والعمل الذي لا تشعر معه بالقبول ولا تشعر بالأجر فيه , يْترك غالباٍ. فينبغي أمام الأعمال الصالحة استحضار قوله عز شأنه : ] قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون [ . ونخشى أن يفهم القارئ الكريم أننا نتساهل في الإخلاص أو ندعو إلى الرياء . كلا بل نريد أن نوجد حراكاٍ وعملاٍ للخير ابتداءٍ º لأن الأمة في ركود وسنصل إلى الذروة من الإخلاص بإذن الله فقد دخل كثير من الناس في الإسلام بدوافع شتى ومنهم المؤلفة قلوبهم ثم أصبحوا قامات عظيمة, نفع الله بهم الإسلام والمسلمين .والله نسأل الإخلاص والقبول. هل تدخل النية في التوبة التي يبدل الله معها السيئات إلى حسنات¿ نعم. وهناك معنيان في ذلك :المعنى الأول : ـ أن الله ما جعل السيئة التي ارتكبها العبد التائب تتحول إلى حسنة إلا جزاءٍ لتوبته التي تمثلت بالندم بحيث لو رجع إلى الوراء لما فعل ذلك . فندمه هو الذي يحولها إلى حسنة º لأن الأعمال بالنيات . فالله ينظر إلى حسن الخاتمة وليس لما سبق. فمن خْتم له بخير نجا وإن أساء طوال عمره º لأنه لو عاد بتلك النية لما أساء !. وكذلك التوبة

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news94724.html