2014/09/10
منظمة سياج: قوانين حماية الطفل لازالت مهمشة في الأدراج

علم النفس: إقحام الطفل في العنف يسبب له صراعات داخلية وأمراض عدة تظهر مستقبلاٍ

علم الاجتماع: حمل الطفل للسلاح يفتت المجتمع ويحوله إلى جماعات متناحرة

أطفال: أقنعونا بحمل السلاح بدعوى حماية البلاد

عندما يكبر الطفل في وسط ثقافي متطرف يغرس فيه العنف ويعلمه أساليب تعكس تماماٍ براءته وتقوده في المستقبل القريب إلى طريق العنف والاقتتال الطائفي والمذهبي فإن العواقب لا محالة ستكون وخيمة … وفي هذا الخضم المتلاطم يستقطب أطفال صغار إلى صفوف الجماعات المسلحة التي تشجعهم على حمل السلاح والتعامل بلغة العنف. وبناءٍ على مقدمات مرعبة ستكون النتائج حتماٍ .. أضراراٍ بالجملة تطال المجتمع أنتجتها مصانع التطرف التي تتكاثر كفيروسات فتاكة داخل المجتمع.. الصورة بتفاصيلها المؤلمة في التحقيق التالي:

عندما يكبر الطفل في وسط ثقافي متطرف يغرس فيه العنف ويعلمه أساليب تعكس تماماٍ براءته وتقوده في المستقبل القريب إلى طريق العنف والاقتتال الطائفي والمذهبي فإن العواقب لا محالة ستكون وخيمة … وفي هذا الخضم المتلاطم يستقطب أطفال صغار إلى صفوف الجماعات المسلحة التي تشجعهم على حمل السلاح والتعامل بلغة العنف. وبناءٍ على مقدمات مرعبة ستكون النتائج حتماٍ .. أضراراٍ بالجملة تطال المجتمع أنتجتها مصانع التطرف التي تتكاثر كفيروسات فتاكة داخل المجتمع.. الصورة بتفاصيلها المؤلمة في التحقيق التالي:

لم يكن والد الطفل محمد الذي يقطن حي نقم يدرك أن حال ابنه سيتحول إلى تلك الحالة التراجيدية حين بدأ يلاحظ أن محمداٍ الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة قد تغيرت أفكاره وتحولت كلياٍ بعد أن كانت مساحة حلمه تتسع فقط لشراء دراجة هوائية لتصبح رغبة جامحة من أجل تحرير الأقصى وبناء دولة إسلامية قوية تعيد أمجاد المسلمين طبقاٍ لتفكيره الجديد هذا ما قاله والد الطفل محمد الذي أغوت التنظيمات الإرهابية بصيرة صغيره ودفعته للفرار من البيت ويضيف إلى هذه اللحظة لا أعلم ما هو مصير ولدي الصغير منذ أن اختفى فجأة من البيت ولم أعلم إلى أين ذهب إلا بعد أسابيع حين اتصل بأمه يطمئنها أنه بخير وأنه قد اختار طريق الشهادة والجنة ويبشرها بأنه سيشفع لها يوم القيامة لتدخل الجنة معه وأنه يعيش على مبادئ إسلامية مع أخوته في تلك الجماعة المتطرفة كما يقول وطلب منها أن تدعو له بالتوفيق وأغلق بعدها سماعة الهاتف رغم بكاء الأم ورجاءها لطفلها أن يعود إلى المنزل. ( استغلال الفقر ) إبراهيم أحمد ابن السادسة عشرة يحكى قصته مع تلك الجماعات التي اختارت العنف طريقا لتحقيق مآربها ويقول أنا من أسرة فقيرة ووالدي لا يملك عملاٍ ثابتاٍ ينفق فيه على الأسرة لذا فكرت أن أساعده بعمل مشروع صغير يعمل به ولكني لم أجد طريقاٍ لذلك وحسب إبراهيم فإنه ذات يوم أتى أحد أصدقائه فأخبره بأنه قادر على مساعدته وأقنعه بالذهاب معه إلى محافظة بعينها والعمل في إحدى النقاط الخاصة بتلك الجماعة المتطرفة لمراقبة من يقوم بإدخال المخدرات وتدمير الشباب وأنه سيعطيه في اليوم 2000 ريال كما أنه سيوفر له الطعام والشراب ومكاناٍ نظيفاٍ للنوم وأنه بمقدوره لو عمل عدة أشهر أن يوفر مبلغاٍ مالياٍ يكفي لمساعدة والده وافق إبراهيم على هذه الفكرة ويضيف كان العمل مريحاٍ ولكني بدأت الحظ تصرفات لم تعجبن فقد كان الجميع يحثني على الدخول في تلك الجماعة محاولين مراراٍ إقناعي بأني على ضلالة خفت حينها وطلبت من المسئول هناك أن يعطيني إجازة لزيارة أبي وأمي فعدت إلى المنزل وأخبرتهم بما حدث وأمرني والدي بأن لا أفعل ذلك مجدداٍ وأقنعني بعدم العودة ومن يومها لم أذهب إلى هناك على الرغم من محاولة صديقي المتكررة لإقناعي بالعودة مجدداٍ. ( خطر إنساني ) تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة وإقحامهم في مسلسلات العنف التي تحدث حالياٍ خطر إنساني ووجودي هذا ما أكده الدكتور علي باعلوي رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء ويرى أنه لا بد أن يعيش الطفل حياة طبيعية يهتم فيها بالدراسة وغيرها من الطقوس الطبيعية التي يعيشها كل طفل وقال: لا بد أن تعمل الجهات المختصة كالمدرسة والبيت والمجتمع المحيط به على توعيته والحفاظ عليه من كل ما يؤهله صوب الانخراط في تلك الجماعات وذلك عبر وسائل الإعلام والمدرسة والأسرة التي يجب أن تحذرا أطفالها من تصديق أي أعمال لا مسئولة هدفها استقطاب الطفل صوب مثل هذه الأعمال التي لم تنتج في الأخير سوى مجتمعاٍ مفتتاٍ ومقسماٍ إلى عدة أقسام وهذا ما يرمي إليه من يقوم بدعم مثل هذه الجماعات سواء من الداخل أو الخارج والتي لن تكون نتيجتها حتماٍ مجتمعاٍ ضعيفاٍ لا يقوى على النهوض. (دعوة للتعقل) من ناحيته يرى الداعية محمد صالح أن تجنيد الأطفال لا يجوز خاصة في تعاليم ديننا الحنيف الداعي للسلام والعطف على الصغير ويضيف قائلاٍ: فكرة تجنيد أفراد المجتمع بشكل عام خاطئة لأن هذا الأمر يؤهلهم لحروب أهلية ويستبيح قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وهذا ما يحدث حالياٍ من قبل المليشيات المسلحة التي تنتمي لدين واحد ولكنها تسعى لتحقيق أهدافها الشخصية بطرق مخالفة للشرع وهذا حد قول صالح يفتت المجتمع ووحدة الصف التي أمرنا وحثنا الإسلام على الحفاظ عليها لذا فأنا ضد تجنيد الأطفال وغرس أفكار تكفيرية تحرض وتستبيح قتل الإخوة في الدين لتحقيق أهداف سياسية وتابع صالح حديثة بالقول: على كل الجماعات التي ترتكب جريمة القتل بدم بارد أن تعود إلى صوابها وإلى تعاليم دين السلام وأن تكثف الجهات المعنية دورها بالتوعية من أجل التصدي لمثل هذا الخطاب المتطرف عبر الحملات الإعلام وخطباء المساجد وبث روح الوحدة ونبذ العنف والتطرف والتذكير بأننا جميعاٍ مسلمون وأن سفك الدماء محرم. (خطر التجنيد المبكر) الطفل الذي يعيش في أجواء مليئة بالعنف والحقد والكراهية يصبح لديه أمن ذهني مزعزع طبقاٍ لدكتورة علم النفس جميلة الحيفي وتضيف: إن الطفل إذا ما تم إقحامه في أجواء العنف فإنه سيميل لا محالة للعدوانية تجاه الآخرين وأنه سيعيش في حالة صراع داخلي قد لا يلاحظه البعض وقد يسبب له اضطراباٍ نفسياٍ وتبولاٍ لا إرادياٍ وفزعاٍ ليلياٍ وخوفاٍ وقد يتحول الأمر إلى ما نسميه في علم النفس بصدمات داخلية متكررة تؤثر عليه بالسلب وتؤكد على خطورة هذا الأمر خاصة في مجتمعنا الذي يمجد حمل السلاح والقوة وهذا ما تربى عليه الطفل اليمني الذي لا بد له أن يكون قوي “وأحمر عين” كما يحثه والده عليه منذ نعومة أظافره وهذا ما يحاول الطفل إظهاره خاصة في سن 13 14 15 وفي هذه المرحلة من العمر يكون فيها الطفل عدوانياٍ ويحاول استغلال هذه المرحلة لكي يثبت شخصيته القوية وهذا ما يجعل عمليه استغلالهم من قبل الجماعات المسلحة أمراٍ سهلاٍ. ( غياب الجدية ) تجنيد الأطفال مفهومه أوسع من مجرد طفل يحمل السلاح فالأمر يتجاوز ذلك هذا ما قاله أحمد القرشي رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة ويعلل ذلك إلى ما هو أشد وأنكى بالقول إن من يقوم باستقطاب الأطفال لا يكتفي بإعطائهم قطعة سلاح فقط بل يقوم باستغلاله في أمور أخرى فعلى سبيل المثال من يقوم بالطبخ من الأطفال يعتبر مجنداٍ وكذلك من يقوم بأعمال الغسيل وقيادة السيارة وغيرها من الأعمال التي يتكبدها الطفل لخدمة الجماعة التي قامت باستقطابه يعتبر مجنداٍ أيضاٍ ويضيف نحن كمنظمة مجتمع مدني نرفض قطعاٍ تجنيد الأطفال من قبل أي جهة كانت لذا نعمل على تقديم الدعم والحماية الاستباقية والبعدية للمتضررين من هذه العملية خاصة في ظل وجود الصراعات المسلحة ووجود مجتمع قبلي ما زال غير متقبل للقوانين الدولية التي تحرم منع حمل السلاح من قبل المشايخ والجماعات المسلحة وأحياناٍ ضمن القوات النظامية ويعيد تنامي الظاهرة إلى تهميش تطبيق هذه القوانين ووضعها داخل أدراج المعنيين بتطبيقها. (الحماية الدستورية) نستطيع القول أن كل الحقوق التي تضمنتها الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة ومن أبرزها اتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1989م والتي صادقت عليها اليمن عام 1991م شملتها الحماية الدستورية في القانون اليمني وذلك بنص المادة السادسة من الدستور التي أكدت على العمل بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي وبهذا النص تكون الإعلانات والعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية صفة إلزامية كجزء من القانون الداخلي والذي يتحول إلى تشريعات وطنية وداخلية بعد التصديق عليها.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news95218.html