2014/09/12
التعصب .. داء خبيث يهدد حاضر ومستقبل الأمة

أكد عدد من أصحاب الفضيلة و العلماء والدعاة بأن التعصب المذهبي خطر يهدد وحدة الأمة ويمزق أو اصل الأخوة الإسلامية ويزعزع أمن واستقرار البلاد , كما ينذر بكارثة دموية إن لم يقم العقلاء بإخمادها وردم الفجوة والانتصار لدعوة الأخوة الإسلامية .. أي خلاف وصراع في إطار تلك الدعوات الممقوتة .. نتابع ,,

البداية كانت مع العلامة مصطفى الغيلي والذي استهل حديثه بقوله تعالى : {وِاعúتِصمْواú بحِبúل الله جِميعاٍ وِلاِ تِفِرِقْواú} وقال : لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الفتن في قوله : {وِاتِقْوا فتúنِةٍ لِا تْصيبِنِ الِذينِ ظِلِمْوا منúكْمú خِاصِةٍ} وقوله تعالى: {فِلúيِحúذِر الِذينِ يْخِالفْونِ عِنú أِمúره أِنú تْصيبِهْمú فتúنِةَ أِوú يْصيبِهْمú عِذِابَ أِليمَ}. وأن الفتن تعرض على القلوب كالحصير عوداٍ عوداٍ فأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء , وإن السعيد لمن جنب الفتن وإن المتأمل في عصرنا الحاضر ليرى دون أدنى جهد ما يموج فيه من الفتن والبلايا التي تموج كموج البحر بعضها يرقق بعضاِ كما قال صلى الله عليه وسلم: ( وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنه فيرقق بعضها بعضاٍ وتجيء فتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ) كارثة دموية موضحا : بأن ما يدمر الأمة والبلاد ويشرخ جسد الأخوة الإسلامية ويزعزع أمن واستقرار المسلمين هي الدعوات والعصبيات الطائفية والمذهبية التي تهلك الحرث والنسل وتنذر بكارثة دموية إن لم يقم العقلاء والعلماء والدعاة بإخمادها وردم الفجوة والانتصار لدعوة الأخوة الإسلامية عما يشوبها من أي خلاف وصراع في إطار تلك الدعوات الممقوتة منحنى التطرف من جهته تحدث العلامة إبراهيم العلفي عن تداعيات العصبيات المذهبية والطائفية على الأمة والمجتمع والفرد قائلا : لقد بدأ التعصب المذهبي يأخذ منحى متطرفا وقد و صل إلى حد التناحر والاقتتال والصراع والحروب التي تتوارثها الأجيال وما لذلك من أثره العميق على مستقبل وحدة صف الأمة والبلاد والمجتمعات وإراقة الدماء بغير وجه حق , وقد أوضح العلماء حرمة التعصب المذهبي بقولهم أنه من الواجب على المسلم أن يطيع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم باتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله سلم ولا يجب على المسلم أن يقلد مذهباٍ معيناٍ ومذاهب الأئمة إنما هي مدارس في فهم نصوص الكتاب والسنة فليس في اتباع المذاهب الفقهية مخالفة للدين إن لم يحمله على التعصب المقيت فيخالف نصاٍ ثابتاٍ صريحاٍ تقليداٍ لإمامه وتعصباٍ له. والأولى أن يبدأ المتعلم بدراسة المذهب الذي يعمل به في قطره ويقضى به في محاكمه الشرعية حتى لا يشذ عن قومه التعصب الأعمي قال تعالى : (كِذِلكِ يِضúربْ اللِهْ الúحِقِ وِالúبِاطلِ فِأِمِا الزِبِدْ فِيِذúهِبْ جْفِاءٍ وِأِمِا مِا يِنúفِعْ النِاسِ فِيِمúكْثْ في الúأِرúض كِذِلكِ يِضúربْ اللِهْ الúأِمúثِالِ) وقال تعالى : (يِا أِهúلِ الúكتِاب لاِ تِغúلْواú في دينكْمú وِلاِ تِقْولْواú عِلِى الله إلاِ الúحِق إنِمِا الúمِسيحْ عيسِى ابúنْ مِرúيِمِ رِسْولْ الله وِكِلمِتْهْ أِلúقِاهِا إلِى مِرúيِمِ وِرْوحَ منúهْ فِآمنْواú بالله وِرْسْله وِلاِ تِقْولْواú ثِلاِثِةَ انتِهْواú خِيúرٍا لِكْمú إنِمِا اللهْ إلِهَ وِاحدَ سْبúحِانِهْ أِن يِكْونِ لِهْ وِلِدَ لِهْ مِا في السِمِاوِات وِمِا في الأِرúض وِكِفِى بالله وِكيلاٍ) و عن معاوية بن أبى سفيان أنه قام فينا فقال ألا إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام فينا فقال « ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون فى النار وواحدة فى الجنة وهى الجماعة ) بهذه الآيات والأحاديث النبوية الشريفة استهل العلامة صفوان شرهان حديثه معنا وأضاف : وقد أوضح لنا شيخ الإسلام ابن تيمية مبيناٍ الفساد الذي يسببه التقليد المذموم والتعصب الأعمى بقوله أن التفرق والاختلاف المخالف للاجتماع والائتلاف حتى يصير بعضهم يبغض بعضا ويعاديه ويحب بعضا ويواليه على غير ذات الله وحتى يفضي الأمر ببعضهم إلى الطعن والهمز واللمز. وببعضهم إلى الاقتتال بالأيدي والسلاح وببعضهم إلى المهاجرة والمقاطعة حتى لا يصلي بعضهم خلف بعض وهذا كله من أعظم الأمور التي حرمها الله ورسوله والاجتماع والائتلاف من أعظم الأمور التي أوجبها الله ورسوله. وكثير من هؤلاء يصير من أهل البدعة بخروجه عن السنة التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ومن أهل الفرقة بالفرقة المخالفة للجماعة التي أمر الله بها رسوله , وإن من تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فهو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة إنهم مذمومون خارجون عن الشريعة والمنهاج الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وآله سلم . معول هدم الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه تقول : ذهب العلماء إلى أن التعصب المذهبي داء ابتلي به بعض أبناء الأمة مما جعلهم لا يرون الحق إلا في المذهب المتبوع وان كان الحق عند غيرهم وتقديم قول مذهبهم على غيره وان كان باطلاٍ وإلزام الناس فيه فاشتد الأمر حتى تعصب الأتباع الجهال للأمة الكبار الذين هم أبرياء مما هم عليه من التعصب حتى منع منهم زواج الحنفي من شافعية ومن أجاز قال حكم الشافعية كالكتابية ومنهم من قال لو لي أمر لأخذت الجزية من الشافعية وجعلوا ما يخالفهم مؤل أو منسوخ وهذا باطل لأن الحق لا يقتصر على فئة معينة دون غيرها فتحاربوا ونهبوا بعضهم وتقاتلوا حتى بلغ بعضهم أن وضعوا أحاديث كذب على رسول الله في ذم مذهب بعضهم بعضا , الهذه الدرجة بلغ التعصب بأن يكفر المسلم المسلم ويقتله ويعمل ما لا يرضاه الله والحق كل يؤخذ كلامه ويرد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والواجب احترام كل الآراء ما دامت توافق الحق الكتاب والسنة والفهم . وختمت حديثها بقوله تعالى : (و إنِمِا الúمْؤúمنْونِ إخúوِةَ فِأِصúلحْوا بِيúنِ أِخِوِيúكْمú وِاتِقْوا اللِـهِ لِعِلِكْمú تْرúحِمْونِ ) داعية إلى تعزيز روح الأخوة الإسلامية وترك دعوات الجاهلية والعصبيات الممقوتة والتحلي بروح الجماعة والإعراض عن الدعوات الطائفية والمذهبية لكونها معول هدم في صدر الأمة والمجتمع الإسلامي.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news95420.html