2014/09/18
(الدين النصيحة)

الشيخ الباز الدمبري وردت النصيحة في القرآن الكريم على ألسنة أنبياء الله ورسله صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين قال تعالى”على لسان نوح عليه السلام :” وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون”وعلى لسان هود عليه السلام :”وأنا لكم ناصح أمين” وعلى لسان صالح عليه السلام” ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين” وعلى لسان شعيب عليه السلام ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين” وقد ورد أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم- قال يوم عرفة:” أشهدكم أني قد بلغت وأديت ونصحت”. وقد روى البخاري ومسلم عن أبي رقية ليتم بن أوس الداري – رضى الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:” الدين النصيحة “ثلاثا” قلنا لمن¿ قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة” المسلمين وعامتهم¿ كم روى البخاري عن جرير بن عبدالله- رضى الله عنه قال:” بايعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم”. وقد عرف الإمام النوري النصيحة في شرحه لصحيح مسلم بقوله: هي إرادة الخير للغير والقيام بجميع وجوه الخير للمنصوح بالنية وباللسان وبالجوارح. فهناك نصيحة بالقلب وفي ذلك يقول تعالى:” ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا الله ورسوله” أي:إذا أخلصوا النية وهذا عمل قلبي ونصيحة باللسان وهي كلمة فيها دعوة إلى صلاح أو نهى عن فساد ونصيحة بالجوارح وهي القيام بتحقيق وجوه الخير للمنصوح قدر الاستطاعة. وضد النصيحة الخداع والغش والتغرير والتضليل كما حدث من إخوة يوسف عليه السلام حين قالوا لأبيهم :”مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون” وهم لا يريدون له خيرا. يدل على ذلك ما رواه الطبراني في الأوسط أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:”أرأيتم لو كان لأحدكم عبدان فكان أحدهما يطيعه إذا أمره ويؤدي إليه إذا ائتمنه وينصح له إذا غاب وكان الآخر يعصيه إذا أمره ويخونه إذا ائتمنه ويغشه إذا غاب أكانا عند الله سواء¿ قالوا: لا يا رسول الله قال:فكذلك أنتم عند الله عز وجل” فجعل الغش في مقابل النصح. وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم – الدين النصيحة كقوله:” الحج عرفة” فكما أن الحج لا يصح دون الوقوف بعرفة لا يصح الدين بدون نصح فالدين النصيحة أي: أساسه ومعظمه وقوامه وعماده . وللنصيحة ثمرات متعددة سواء استجاب المنصوح أو لم يستجب تتمثل فيما يلي: 1- أن الهداية بيد الله وفي الحديث :” لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من الدنيا وما فيها. 2- إذا لم يستجب المنصوح فقد أعذرت نفسك أمام الله تعالى فيما فرض عليك من واجب النصح والبلاغ قال تعالى ما على الرسول إلا البلاغ. 3- إقامة الحجة على من ننصحه أمام الله تعالى- فالله أرسل موسى وهارون عليهما السلام- إلى فرعون وقال لهما:” فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى” وهو سبحانه وتعالى- يعلم أن فرعون لن يتذكر ولن يخشى. 4- أن وجود المصلحين الناصحين بين أبناء المجتمع هو الذي يدفع عنا غضب الله تعالى ويدرأ عنا الهلاك قال تعالى:” وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون” فوجود المصلحين وليس مجرد وجود الصالحين هو الذي يدفع الهلاك وغضب الله تعالى- عنا- وصلى الله عليه وعلى آله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمدلله رب العالمين.

تم طباعة هذه الخبر من موقع الثورة نت www.althawra-news.net - رابط الخبر: https://althawra-news.net/news96152.html