وكيل حقوق الإنسان: تعنت مليشيا الحوثي يعرقل جهود حل ملف الأسرى والمختطفين تأهيل كوادر جمركية في واشنطن حول أمن الحدود ومكافجة التهريب مانشستر سيتي يتوج بلقب البريميرليغ للمرة الرابعة على التوالي رئيس هيئة العمليات يدشن دورة تدريبية للفريق المركزي بدائرة المشاة رئيس مجلس النواب يعزي البرلماني عبدالرزاق الهجري بوفاة والده رئيس مجلس الشورى: السياسي محمد قحطان في مقدمة المختطفين ولن نتخلى عن مطلبنا بإطلاق سراح الكل مقابل الكل اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد 34 لقيام الوحدة اليمنية اتفاقية لنقل 12 ألف حاج يمني عبر 5 مطارات بينها "صنعاء" وزير المياه يبحث مع المدير القطري لـ (اليونبس) التنسيق المشترك ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا
الحديث عن المصالحة الوطنية ينبغي تناوله من الرؤية الدينية الداعية إليه والمرغبة فيه في مضامينها ومدلولاتها الشرعية وفي ذلك إشارة واضحة إلى أهمية تكريس هذا المبدأ الإسلامي في واقع الحياة العامة للمسلمين ونظرا لأهمية الموضوع في الحياة العامة للمجتمع فقد خصص لهذه القضية مساحة واسعة من النصوص القرآنية والنبوية التي تدعو إلى تبني المصالحة والإخاء والألفة والمحبة والصفاء والنقاء سواء جاءت هذه النصوص بالتصريح في تبني المصالحة أو ما قد يفهم منها ويستنبط من معان وإشارات تشير إلى المقصد السامي وحتى يدرك الناس أهمية التصالح فيما بينهم فقد جاءت الشريعة بما يمكن وصفه بالمبشرات في صورة حصول الحسنات والخيرات لمن امتثل لهذه التوجيهات وسار بسلوكه وممارساته في أخلاقياتها وبالمقابل كانت هناك عقوبة ربانية لمن ينقلب على هذا المفهوم الإسلامي بجنوحه إلى المقاطعة والتناحر مع إخوانه أو مع من يختلف معهم في النظرية أو الفكر.. ولعل هذا النوع من الناس يمكن وصفه بحال من استسلم إلى نزواته وأحقاده وثاراته ولم يكن أهلا للتسامي عن الأحقاد والترفع عن حب الانتقام ولعل جهله بأحكام دينه ومقاصد شرعة من أهم الأسباب التي تجعل صاحبها محروما من مكامن الفضل التي يقول في بعضها رسولنا عليه الصلاة والسلام (خيركم من يبدأ صاحبه بالسلام) والخيرية هنا هي لمن يغلق الماضي بكل ما فيه حتى وإن كان مظلوما ويمد يديه لخصمه معلنا فتح صفحة جديدة للتعاون والعيش بسلام. وعندما ننجح في غرس قيم المصالحة الوطنية في النفوس بالتركيز علي المضمون الديني لها.. بإمكاننا أن نتحدث عن المرحلة الثانية للمصالحة الوطنية والتي تتلخص في أهميتها من زاوية كونها (ضرورة حياتية) تطلبتها ضرورة الواقع المعاش الذي تأججت فيه الصراعات وتنامت فيه الاختلافات بين أبناء البلد الواحد الأمر الذي أدى إلى قتل بعضنا بسبب اختلاف سياسي أو مذهبي وطائفي واستمرأ القتل فينا ودام بسبب مقاطعتنا لبعضنا وتناسينا أو بالأخص تناسى من يقدم على رفع السلاح في وجيه أخيه المسلم إنهم جميعا يصلون إلى قبلة واحدة ويعيشون على أرضا واحدة ناهيك عن مختلف القواسم المشتركة التي تجمعنا والتي كادت أن تتلاشى بسبب إصرار البعض على المقاطعة تمهيدا للتناحر واستحلال الدم والمال بدعوى التعصب المذموم وغياب تام لمبادرات المصالحة والتقريب بين المتباعدين في حين أن الوصف النبوي يحكم بالنجاة والفلاح لفئة محددة من الناس أطلق عليهم بالغرباء الذين عايشوا الفتن والصراعات وعندما سئل النبي عن صفة هؤلاء الغرباء قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس) ولعلي هنا أستشف حكمة القول النبوي في نقطة بعينها وهي توضح أن المؤمن ينطبق عليه مصطلح الغربة حتى وإن كان في وطنه وبين أهله ومجتمعه حينما تنتشر الفتن ويعم البلاء وتتلاطم صور الاختلافات والصراعات والاقتتالات.. لأن كل هذه المظاهر غريبة عن أخلاق المؤمن وليست من أخلاقه ولا مبادئه ولهذا نجد أنفسنا أمام هذه الحقيقة النبوية مسلöمين لها عندما نرى تعنت أرباب الفتن في أعمالهم وإصرارهم على مقاطعة إخوانهم وعدم الاكتراث بويلات ما يقترفه عنادهم في حق من يتقاسمون معهم المصير الواحد. إن الحديث عن المصالحة ينبغي أن يخترق القلوب المتحجرة بل يجب أن يلج إلى عقول المتقاطعين والمتدابرين حتى يدركوا أن المصالحة الوطنية هي منطلق ديني وواجب شرعي وضرورة حياتية ومعيشية يجب أن يسعى إليها ها كل من يقف على مفصل سياسي أو حزبي وديني طائفي وقبلي مناطقي ولا ينبغي أن نجعل من المصالحة صورة تلفزيونية بين المتصارعين والمتخاصمين تصافحت فيه الأيدي وتعانقت فيه الأكتاف دون أن تقتنع قلوبهم ودون أن تتأثر قلوبهم وسلوكياتهم إلى واقع عملي يحكي فعلا نجاح مصالحتهم. فهل يمكن لكل من يدعو إلى المصالحة أن يفهمها أولا كما هي وألا يتصور منها مشهدا إعلاميا أو صفقة سياسية.