عضو مجلس القيادة طارق صالح يؤكد على الدور النضالي لأبناء محافظة إب اختتام برنامج تدريبي للعاملين الصحيين في المهرة الإرياني يحذر من التورط في بيع ممتلكات الحوثيين غير القانونية ويؤكد قرب سقوطهم قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بشأن تعيين أعضاء في المحكمة العليا عدن تحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة بن ماضي يطلع على أوضاع السلطة القضائية والصعوبات التي تواجهها اختتام اعمال ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المستدامة بمأرب مصر تعلن سداد 38.7 مليار دولار من الديون في 2024 منتخبنا الوطني يخسر امام نظيره السعودي بـ3 أهداف مقابل هدفين المنطقة العسكرية الثالثة تختتم دورة تدريبية لرؤساء عمليات القطاعات والمحاور والوحدات
أسهم في تأسيس نقابة الصحفيين اليمنيين, وشارك في توحيد اتحادي الأدباء والكتاب في شطري اليمن قبل إعلان الوحدة السياسية للبلد عام 1990م.
تقلد عدد من المناصب القيادية في دوائر رسمية وأخرى مستقلة, وهو الآن الناطق الرسمي لمنظمة "صحفيون لمناهضة الفساد".
انه المفكر والأديب والسياسي عبد الباري طاهر عميد الصحافيين اليمنيين ونقيبهم الأسبق, الذي أسهم بشكل مباشر في رفد الساحة الثقافية والأدبية في اليمن بالنتاج المعرفي والفكري الغزير.
مجلة "الشروق " الإماراتية التقته وأجرت معه حوار بدأ ثقافيا وانتهى سياسيا ..وبين البداية والنهاية تحدث طاهر بلغة الفيلسوف, وهموم المفكر العربي, ورؤى السياسي, وتطلعات الصحافي الباحث عن حرية الرأي والتعبير في الوطن العربي.
هو إذا حوار منوع لرجل استثنائي تكتشفونه من خلال السطور التالية:
كيف بدأت رحلتك مع الكتاب والكتابة؟
بدأت رحلتي مع الكتاب منذ الطفولة لأني من أسرة "فقهاء" ويمتلكون مكتبة عامرة بمختلف كتب الأدب والثقافة وعلوم الدين والفقه, فبدأت منذ سن مبكرة الارتباط بالكتاب, ثم جاءت مسألة التعليم التقليدي حيث كانت أسرتي تحترف علوم الدين وقضايا الفقه, وما إلى ذلك, فكانت النشأة في هذه البيئة ثم واصلت رحلة الارتباط بالكتاب ومن ثم الكتابة.
كنقيب سابق للصحفيين اليمنيين.. كيف تقيم واقع الحريات الصحافية في اليمن؟
الحريات الصحافية في اليمن ناشئة وهي لا تزال في مرحلة الحبو ومع أنها في بدايتها الأولى والمبكرة إلا أنها تتعرض لمكايد وصعوبات كبيرة جدا.
مدينة عدن عرفت أشكال عدة من حرية الرأي والتعبير والصحافة منذ ثلاثينات وأربعينات وخمسينات القرن الماضي ولكن بعد قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر في 62م و63م أعاقت الشرعية الثورية حرية الرأي والتعبير وألغت التعددية الفكرية والثقافية والسياسية, وبدأ لون جديد للحرية مع قيام الدولة اليمنية الحديثة دولة الوحدة في الـ 22 من مايو 1990م. ولكن عقب حرب صيف 94م قطع هذا السياق, والآن الهامش الديمقراطي الضيق لحرية الرأي والتعبير في اليمن يعاني مشاكل واختلالات كبيرة .. عشرات القضايا مرفوعة ضد الصحف في المحاكم, صحفيين يحاكمون أمام محاكم متخصصة بأمن الدولة بما يتعارض ويتصادم مع الدستور, صحافيون يتعرضون للفصل والاعتقال والخطف والتعذيب, فهناك متاعب يتعرض لها الصحفي اليوم في اليمن.
والمفارقة الفاجعة في اليمن أن تكتشف أن من يحاكمون بسبب حرية الرأي والتعبير أكثر ممن يحاكمون بتهم الإرهاب.
كيف ترى المشهد الثقافي اليمني في الوقت الحاضر؟ وماذا عن المشهد الثقافي العربي ككل؟
المشهد الثقافي اليمني جزء من المشهد الثقافي العربي الذي يعاني من عوائق خطيرة.
نسبة الأمية في الوطن العربي حسب تقرير اليونسكو تصل إلى 60% أمية أبجدية , أما الأمية المعرفية فممكن تتجاوز الـ 80% , فنحن نعيش في وطن عربي تحكمه الأمية الأبجدية والمعرفية. أنت لو لاحظت ما ترجم من كتب إلى البلاد العربية منذ الدولة الإسلامية في العصر الأموي أو العباسي حتى اليوم ستجد أنها بضع ألاف, بينما ما ترجم في دولة كاليونان, والبرتقال أو اسبانيا خلال سنة أو سنتين تفوق ما ترجم في البلاد العربية خلال مئات السنين.
كذلك الحال في التعامل مع قنوات العصر الحديثة تجد أنها هي الأخرى محدودة جدا بسبب الأمية بمعنيها الأبجدية والمعرفية. كما أن القيود على الحرية ومصادرتها وغياب الديمقراطية لها تأثير سلبي على انتشار الثقافة.
الثقافة اليوم ينظر لها في الوطن العربي كزائدة دودية, ولم تعد كما قال عنها عميد الأدب العربي طه حسين ضرورة كالماء والهواء في الحياة.
للأسف البلاد العربية حتى الآن لم تدخل دنيا الحداثة ولا يمكن الحديث عن ثقافة أو معرفة حقيقية بدون تحديث المجتمعات العربية وهي مجتمعات ينتمي غالبيتها إلى القرون الوسطى والى عالم القبيلة والعشيرة.
هل يعني ذلك أن مجتمعنا العربي صار يعيش على ما يصدره الغرب من منتج علمي وثقافي كما يقول ذلك بعض المهتمين؟
ليس الآن فقط .. منذ بداية عصر النهضة كانت أوروبا هي النموذج وهي المثل والقدوة لنا كعرب. يقول المفكر الإسلامي الكبير رشدي رضا: لا تقل أيها المسلم انك تعلمت الحرية من تراثك أو ثقافتك فوالله لولا اعتبارا بحال هؤلاء القوم - ويقصد هنا الأوروبيون - لما تعلمت معنى هذه الكلمة.. لقد وقف أفضل علماء المسلمين - التعبير لا يزال لرضا - في القيروان وفي الأستانة وفي الأزهر الشريف وفي بغداد ودمشق إلى جانب الاستبداد".
للأسف ثقافتنا العربية والإسلامية فقيرة من دلالات الديمقراطية ومن تجارب الحرية أيضا, ولذا يمكن القول أن الحرية والديمقراطية بالمفهوم المعاش اليوم هي وافدة من أوروبا.
ولكن أيضا ثقافتنا وتراثنا موجود ولكنه لم يكن هو السائد بسب الظلم والاستبداد والطغيان فظل مغيب,إلا أن له جذور في ثقافتنا العربية والإسلامية .
هل يمكن القول أن الهوية العربية والإسلامية قد تلاشت؟
لا . بالعكس, انا أراها في طريقها للازدياد. وفي ظل التبادل الثقافي لا ينبغي أن ننظر باستعلاء واستكبار إلى ما نتعلمه من الأخر, نحن في يوم من الأيام علمنا اليونان , فكتاب الجمهورية لأفلاطون دلالاته مأخوذة من الأهرامات, وفيتاغورس اخذ الرياضيات من بلاد الرافدين, الفلسفة اليونانية لها نسب وجذور عربية عميقة, كما أن القران الكريم علم العالم, فلا ينبغي أن نستكبر الآن في أن نتعلم من الآخر , الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" اطلبوا العلم ولو في الصين" "الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها الطقتها", فلا ننظر باستغراب إذا ما تعلمنا من أوروبا قيم الديمقراطية والحرية وقوة تأثير الرأي العام على الأنظمة والحكومات. نحن بحاجة لتعلم كل ما ينفع أيمنا وجد ولا ينبغي التنكر له.
برأيك هل نفتقر اليوم لنهضة أدبية؟ وكيف يمكن تحقيقها؟
نحن اليوم لا نفتقر لنهضة أدبية وحسب, نحن نفتقر للحرية والعدالة والحداثة ونفتقر أساسا للدولة المدنية. معظم البلاد العربية غابت عنها الدولة المدنية وأصبحت دولة العسكر أو العشيرة هي التي تحكم, هذا الشكل هو نفي للدولة الحقيقية التي تقوم على أساس العدل والمساواة والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والتعبير ومؤسسات المجتمع المدني, لذا فإننا بحاجة إلى دولة مدنية تستطيع النهوض بالثقافة والأدب , وقبل ذلك نحن بحاجة إلى توفر وسائل العيش الكريم, فهناك ما نسبته 50% من سكان كثير من البلدان العربية يعيشون دون خط الفقر إلى جانب نسب الأمية المفجعة. وإجمالا يمكن القول أن الأمة العربية بحاجة إلى أن تخطو باتجاه العقل.
هذا الطرح يعني أننا في الوطن العربي بحاجة إلى التغيير.. فما دور الثقافة في ذلك باعتبارها منظومة ديناميكية متفاعلة مع واقع متغير, أو هكذا يجب أن تكون؟
بالفعل.. الثقافة الآن وسيلة مهمة من وسائل الإنتاج, بمعنى انك لا تستطيع أن تحدث أي شيء في الحياة بدون ثقافة.
المعرفة قوة وهي الآن وسيلة العصر لإحداث تغيير ايجابي وإنتاج الخبرات والثمرات المادية والروحية.
ما الدور الحقيقي للمثقف تجاه المجتمع وهل مثقفي اليوم ملتزمون بهذا الدور؟
المثقف في الأصل مسؤول تجاه مجتمعه , ولا يمكن أن يسمى مثقفا دون أن يكون مرتبط بالحياة ويؤدي دوره في عملية الإنتاج كما يسميها" غرانشي" المثقف العضوي , وهو الذي ينتمي من خلال الحزب أو النقابة ودورة الإنتاج, فهذا هو المثقف الحقيقي , أما المثقف الذي يضع نفسه في برج عاجي والمعزول عن الحياة فلا يسمى مثقف على الإطلاق.
برأيك من الذي يعبر عن طموحات الشارع العربي في الوقت الراهن .. المثقف أم السياسي؟
لا نفصل بين المثقف والسياسي .. السياسة بتعريفها الحقيقي هي إحدى ثمار شجرة الثقافة ولا يمكن أن نتحدث عن السياسة بمعزل عن الثقافة والعكس, فالثقافة والسياسة والصحافة والإعلام كلها أدوات للتعبير وشكل من أشكال الثقافة بالمعنى الشامل.
وللثقافة معنيين, احدهما روحي أو معنوي والآخر مادي , والمعنى المادي للثقافة هي الانجازات المادية, كالحضارة والتراث, أما الثقافة بمعناها الروحي فهي المعرفة بكل أشكالها بما في ذلك الصحافة والإعلام وممارسة السياسة التي ينبغي ألا تعزل عن الثقافة.
هل هناك فكر عربي ومفكرون عرب في الوقت الراهن؟
ما لا شك فيه أن هناك مفكرين ومثقفين مهمين جدا في الوطن العربي.
الزهرة الواحدة أو الزهرات المتفرقة لا تصنع باقة ورد؟
كلامك صحيح , لكن في وطننا العربي هناك الكثير من المفكرين والمثقفين العرب لكنهم معزولين عن الأثر والتأثير , هم ليسوا في مركز القرار أو حتى التأثير في صناعته ويعانون من التهميش ولذلك تجد الدولة في واد ومثقفيها وأدباءها ومفكريها في واد آخر.
ما تأثير غياب النقد الحقيقي على الحياة الثقافية والإبداعية؟
الأثر فادح, فغياب هذا النقد الذي يثري الوجدان ويجدد الحياة والضمير ويخلق رؤية واعية وبصيرة للمستقبل يسهم في وجود مزيد من التخلف والظلام والجهل.
غياب النقد بمعناه الشامل(النقد الأدبي والسياسي والمجتمعي) له تأثير كبير جدا.
لا بد أن تكون النظرة ناقدة لمجمل تيارات الحياة وفروع المعرفة.
وماذا عن العولمة .. هل خدمت الثقافة العربية أم صبت في الاتجاه الآخر؟
العولمة التي يشهدها الوطن العربي هي العولمة المدمرة التي تضيع فلسطين وتدمر العراق وتمزق السودان وهي العولمة التي تنصر الاستبداد والفساد في البلاد العربية كلها وتؤدي إلى مزيد من الاختلال والاستباحة ونهب الثروات.
لكن هناك جانب آخر للعولمة هو الذي يجب أن نتعاطى معه وهو تطور المعرفة الثقافية والعلوم الإنسانية بكل فروعها.