الرئيسية - الأخبار - إقرارات واعترافات موثقة تكشف أزمة حوثية في تجييش القبائل وتآكل مخزون مقاتليها (إنفوغرافيك)
رصدها (الثورة نت)
إقرارات واعترافات موثقة تكشف أزمة حوثية في تجييش القبائل وتآكل مخزون مقاتليها (إنفوغرافيك)
الساعة 07:13 مساءً الثورة نت/ تقرير - خاص

- القيادي الحوثي حسين العزي زج بإبن صديق له للقتال دون علم والده ليعود قتيلاً.

- القيادي الحوثي ضيف الله رسام هدد بتسيير القبائل للقتال "غصبا" كدروع بشرية.

- ثلاثة أسرى دعتهم المليشيا إلى صنعاء لاستلام رواتبهم فوجدوا أنفسهم في نهم.

- سلطان محمد الرجامي.. طفل بعمر 14 عام أخذته المليشيا "دورة ثقافية" ولم يعد.

- بطاقة أحد الأسرى كشفت لجوء المليشيا لفرض المشاركة الإجبارية في القتال.


رغم فقدانه لولده في سبيل حماية كرسي زعيم صديقه في وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب الحوثية حسين العزي، إلا أن ذلك لم يشفع للأب "المكلوم" في التعبير عن غضبه من فداحة الجريمة التي ارتكبها صديقه المخادع عندما ضلل ولده وزج به في محرقة الموت.
لقد أصبح حسين العزي بعد أن قدم إبن صديقه قربانا لحماية عرش سيده الحوثي، يشعر بالغثيان أمام توجع صديقه وتألمه لفراق ولده بلا ثمن.. وبدلاً من مواساته في مصابه وكتمان الامتعاض أمام الأب المفجوع في ولده، ذهب لاتهام صديقه (المخدوع) بالمبالغة، والحماس المسرحي، والتصنع والمزايدة الفارغة.
هذا ليس من نسج الخيال ولا من مزاعم الحكواتيين، بل واحدة من الإقرارات الحوثية التي رصدها "الثورة نت" وتكشف الأساليب الخادعة لمليشيا الحوثي في تجييش مقاتليها ، ومدى الأزمة الداخلية التي تمر جراء الرفض الشعبي المتصاعد للمشاركة معها في القتال، وتآكل مخزونها من المقاتلين في الجبهات.

يقول العزي في تغريدة نشرها في 23 فبراير الماضي إن أحدهم كان يصرخ في وجهه متسائلاً : "لماذا هدأت بنادق المجاهدين؟ وذات صباح جاء هذا المتحمس يحملني المسؤولية عن ذهاب إبنه إلى الجبهة".
وتابع العزي في تغريدته: "منذ ذلك الحين أصبحت أشعر بالغثيان كلما وجدت ملكياً أكثر من الملك". ناعتاً صديقه بالتصنع والمبالغة والمزايدة.
تظهر تغريدة القيادي العزي - وفق مراقبين - واحدة من الأزمات التي تمر بها مليشيا الحوثي داخليا في حشدها للمقاتلين دفعها لاتباع أساليب "قهرية وخادعة" في جمع المقاتلين، وثق "الثورة نت" سبعة منها عبر إقرارات لقيادات حوثية واعترافات لأسرى ووثائق.
ومن أبرز تلك الأساليب القهرية والخداع الزج بأبناء القبائل دون علم أسرهم، واستخدام الكمائن للعسكريين السابقين بعد دعوتهم للحضور لاستلام مرتباتهم ، وفرض المشاركة القتالية لمدة شهر على المواطنين، وإعادة العمل بقانون الخدمة العسكرية، وتحويل وثيقة الشرف القبلي إلى سوط للزج بالقبائل إلى الجبهات، واختطاف الأطفال وزجهم في المعارك، ورسم أحلام وردية للمخدوعين بالحصول على أماني العمر.

دروع بشرية

ويكشف تصريح تلفزيوني للقيادي الحوثي ضيف الله رسام رئيس مايسمى بمصلحة شؤون القبائل واحدة من تلك الأساليب القهرية التي تؤكد الرفض القبلي للمشاركة في القتال والأزمة التي تمر بها المليشيا ،من خلال تهديده العلني للقبائل بتجنيدهم بالقوة وجعلهم دروعا بشرية ليهلكوا على يد من يناصروهم - يقصد الشرعية - متهما القبائل بالتخاذل.
يقول رسام في اللقاء الذي أجرته معه قناة اللحظة الحوثية في فبراير الماضي: "عما قريب سننزل لتطبيق وثيقة الشرف القبيلة، ونجند هؤلاء المتخاذلين غصباً، بإسم الغرم القبلي، ومن لم يقدم غرمه إلى الآن سنجندهم غصبا، وسنسيرهم مالم يقاتلوا دروع بشرية، ونهلكم في مهلكة أسيادهم الذي هم مناصرين لهم".
وفضلا عن وثيقة الشرف القبلي التي باتت سيفا مسلطا على رقاب القبائل لإجبارهم على القتال، استدعت مليشيا الحوثي قانون الخدمة الإلزامية من الأدراج بعد أن تم تجميدة قبل 20 عام، وقامت بتشكيل لجنة برئاسة يحيى الحوثي شقيق زعيم المليشيا ، الذي عينته وزيراً للتربية والتعليم، لوضع معايير وإجراءات عملية التجنيد، لكل من بلغ عمره 18 عاما.

ومؤخراً كشفت بطاقة مشاركة لأحد الأسرى الحوثيين الذين وقعوا في قبضة الجيش الوطني في صرواح ويدعى محمد المالكي أن مليشيا الحوثي لجأت لإلزام القبائل على المشاركة الإجبارية لمدة شهر على كل مشارك، تحت مسمى "بطاقة مشاركة" في عملية لمدة شهر تبدأ من تاريخ 15 رجب.

وعود خادعة
وكشفت اعترافات مسجلة لأسرى حوثيين خلال فبراير الماضي بجبهة نهم طريقة خداع مليشيا الحوثي لمقاتليها واستغلال الأوضاع المعيشية الصعبة بعد قيامها بإيقاف رواتب موظفي المؤسستين المدنية والعسكرية في مناطقها منذ سبتمبر 2016.
ووفق أحد الأسرى ويدعى "صدام المهدي" فإن مليشيا الحوثي أغرته بالمرتب وطلبت منه الذهاب إلى الجبهة لاستلامه، وعندما ذهب إلى هناك اتضح أنه مجرد كمين لاستدراجه للقتال معهم. متهما جماعته بالدجل والكذب، وأن ادعاءاتها بالمسيرة قرآنية ليس سوى للخداع.
وذات الحال مع الأسير كمال النهاري الذي أسر أيضا في جبهة صلب بنهم الذي أكد أنهم طلبوا منه الذهاب إلى صنعاء لاستلام مرتبه من لجنة رئاسية، وعندما وصل صنعاء قاموا بأخذه إلى نهم وقالوا لهم إن اللجنة هناك، وعندما وصلوا نهم، بعدها أنزلوهم إلى حريب نهم على أساس أن اللجنة هناك - كما يقول.
وأضاف: "بعدما وصلنا إلى حريب نهم قالوا لنا مافيش شيء السوائل أمامكم والمجاهدين، واللجنة عادت صنعاء تكمل المعاملة".
أسير ثالث يدعى عبدالغني ناصر صالح الأخرم، هو الآخر قال "سرنا إلى الجبهة على أساس مرتباتنا، لكننا والشاهد الله ماخرجنا من أجل القتال.. مابش قناعة الصدق إلا لأجل الراتب".
وأكد أنهم بعد وصولهم إلى الجبهة أوهموهم أنهم سيواجهون قوات أجنبية، واتضح أنهم يواجهون يمنيين. ناصحاً من يسمعه أن يلزموا منازلهم لأنهم لايقاتلون سوى إخوانهم اليمنيين.
وأشار إلى أنه يتم خداعهم من خلال أيهامهم أنهم سيكنونون في الصفوف الخلفية للجبهة، وعندما يأتون إلى مكان القتال يتم الزج بهم في مقدمة الصفوف.

وأخرى وردية
وتكشف اعترافات لأسير آخر يدعى "سعد صالح مقبل العريجي" من أبناء مديرية الجميمة من محافظة حجة نشرها إعلام المنطقة العسكرية الخامسة في 26 أكتوبر 2019 استخدام المليشيا الحوثية إغراءات كاذبة أثناء مرحلة إقناع المغرر به، من ضمنها الحصول على سلاح وغنائم يتمكن بعدها من تحقيق حلمه في الزواج.
الأسير العريجي وبعد أن ذهب معهم وحضر دورتهم اكتشف كذب ما وعدوه به، وعدم حصوله على أي من تلك الوعود، بل ووفق اعترافاته تم الدفع به مع أبناء القبائل في الصفوف الأولى ، فيما المقاتلين من صعدة عبارة عن تأمينات في الخلف، ليقع أسيرا بيد الجيش الوطني بعد معارك قتل فيها العشرات.

اختطاف للقتال

وتأكيدا للتقارير الحقوقية الدولية والمحلية عن قيام مليشيا الحوثي باختطاف الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، نشرت شابة تدعى "آية الرجامي" في ٢٢ فبراير ٢٠٢٠ منشورا على صفحتها في فيسبوك وجهت فيه نداءً إلى من وصفتهم "العقلاء من أنصار الحوثي"، بإعادة أخيها الوحيد "سلطان محمد حسين الرجامي" (14 عاماً) الذي أُخذته المليشيا للمشاركة في دورة تدريبية ولم يعد.
وقالت الرجامي، إنه تم أخذ أخيها "سلطان" في دورة تدريبية، لمدة 11 يوم، كما وعدهم المشرف الحوثي بمديرية بني الحارث شمال صنعاء، إلا أنهم لا يعرفون عنه شيئاً رغم مرور شهر حتى ذلك الحين منذ أخذه.
وأضافت الرجامي في منشورها أن شقيق المشرف الحوثي جاء لمنزلهم في اليوم التالي لاختطاف شقيقها وعرض عليهم يعطيهم 20 ألف ريال "صرفة". مشيرة إلى الوضع المأساوي الذي وصلت إليها حياتها وأمها بعد غياب عائلهم الوحيد.
وأظهرت إحصاءات نشرها المركز الإعلامي للقوات المسلحة بالإسم عن قتلى الحوثيين في جبهة نهم خلال 25 يوما ، مقتل 808 عنصر حوثي فضلا عن مئات الجرحى، بينما لقي مالايقل عن 340 حوثيا مصرعه في محافظة الجوف، في حين سجلت جبهات صرواح والبيضاء والضالع والحديدة مئات القتلى والجرحى.