الرئيسية - الأخبار - يمنيون: مأرب تستعيد جذورها الحضارية من بوابة العلم والمعرفة
يمنيون: مأرب تستعيد جذورها الحضارية من بوابة العلم والمعرفة
الساعة 10:24 مساءً الثورة نت../ خاص

تحتفي محافظة مأرب بإقامة معرض مارب الأول للكتاب 2021م الذي يشارك فيه أكثر من 20 دار نشر محلية وعربية، ويضم نحو مليون كتاب في مختلف المجالات والتخصصات العلمية والمعرفية، ويستمر لمدّة 10 أيام.
وشهد المعرض الذي يعد الأول من نوعه في المحافظة، حضورًا جماهيريًا كبيرًا منذ اللحظات الأولى لانطلاقه يوم أمس الأربعاء، ويتخلل المعرض العديد من الفعاليات الفنية والترفيهية والثقافية، الذي شكّلت رافداً ثقافياً مهماً للزوار والمهتمين.
واعتبر مثقفون وشعراء وإعلاميون يمنيون أن إقامة هذا المعرض في محافظة مأرب، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها، واليمن عموماً، بمثابة رسالة تأكيد على المقومات الحضارية التي تتميّز بها المحافظة والتي تمتد لآلاف السنين، فهي في الوقت الذي تخوض فيه معركة الدفاع عن الدولة والجمهورية لا تنسى أهمية العلم والمعرفة وقيم الثقافة والمحبّة والسلام.

بين مشروعين

ونشر مستشار وزارة الثقافة محمد المهدي، في صفحته على تويتر صورة لمعرض مأرب الأول للكتاب 2021م وأخرى لمعرض قتلى مليشيا الحوثي في صنعاء، معلقاً عليهما بالقول: "‏بين الدولة والمليشيا يتجلى الفرق مأرب تفتتح معرض مأرب الأول للكتاب والحوثي يفتتح صور معرض القتلى هنا يتجلى الفرق.
وتعليقاً على صور تدشين معرض مارب للكتاب، قال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، إن اليمن افتقدت ‎"مثل هذه المشاهد منذ انقلاب الحوثي المشئوم ولا زالت محاولاته مستمرة لسلب هذا البهاء والقضاء على كل مظاهر الحياة.
وأكد القاعدي، أن ‏افتتاح المعرض الأول للكتاب في محافظة مارب، يعتبر "أحد أوجه مقاومة ‎مارب لمشروع المد الفارسي الذي تنفذه مليشيا ‎الحوثي الارهابية المدعومة من ‎ايران". مختتماً بهاشتاج #الحوثي_عدو الحياة.

اليمن الكبير

ومن جانبه، أشاد وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، بإقامة المعرض الأول للكتاب في محافظة مأرب، وقال متعجباً بصفحته على الفيس بوك، "في مأرب وليس في فرانكفورت! معرض ضخم للكتاب اليوم في مأرب وفي هذه الظروف! 
واختتم الرويشان، تدوينته التي أرفقها بصور للمعرض: "اليمن الكبير هنا.. والعرب هنا..والعالم!".
وفي السياق ذاته، قال الشاعر عامر السعيدي، إن مارب "احتفلت اليوم بأول معرض كتاب في تاريخها منذ 7 ألف سنة".. مضيفاً أن "تفاعل وحضور الناس كان كبيرًا وكثيرًا".
وأضاف: "كانت رسالة مأرب واضحة كالشمس في معبد الشمس، وكالبطولة في ملامح المحاربين الذين يدفعون عن مأرب الخرافة والألغام والنار المجوسية و الاستعباد السلالي..
واختتم السعيدي تعليقه بالقول: "مأرب خلقت عظيمة وستبقى عظيمة للأبد".

مواجهة الخرافة

ومن جهته، علّق الكاتب والباحث نبيل البكيري، على احتفاء مارب بالكتاب "في زمن الحرب". وقال: "هذه المدينة التي خطت المسند وأهدته للبشرية قبل تسعة الف سنة وها هي تفعل اليوم وتواجه الخرافة والجهل بالمعرفة والتنوير". 
ووافقه الرأي، الإعلامي هائل البكالي، حيث قال في تغريدة بصفحته على تويتر، "‏إنها معركة القلم والسلاح، فمن فوهة القلم والبندق تخرج رصاص الحرب، فالأولى ضد الفكرة لتحاربها بالفكرة، والثانية ضد الفعل أو التصرف، لتحاربها بالفعل والتصرف أيضاً".‎

ميلاد جديد

ومن جانبها، علقت صبا آل عفيف، وهي ناشطة ورسامه، بالقول "يخبرنا الهدهد بنبأ عظيم من مأرب.. فهي تحتضن أول معرض للكتاب ولمدة 10 أيام عليكم انتهازها!. معبّرة عن شكرها لكل من "سعى لجعل بلقيس تبتسم هذه الليلة".
وأشارت صبا، في تغريدة بصفحتها على تويتر، إلى أن "هذا ليس حدثًا عاديًا بل إيذانٌ بميلاد جديد في مدينة تأبى أن تُقهر". مؤكدة أن إقامة معرض الكتاب في مارب "لا يخص سكان مأرب وحدها.. بل كل إنسان حر".
وفي ذات السياق، أشار الناشط الإعلامي منير الردوه، إلى أن "‏إقامة معرض الكتاب الأول في محافظة مأرب سيعزز مسار الفكر والثقافة والانفتاح على عقول الرواد في مختلف المجالات، وخطوة ترسم ملامح الغد المنشود، القائم على الفكر والتنمية وحرية والتعبير، والتجاوب مع روح العصر".

من يقرأ يبقى
وفي السياق، اعتبر الكاتب الصحفي فهد سلطان، أن "افتتاح معرض الكتاب الأول في مأرب في هذا الظرف بالذات، هو تأكيد واضح بأن هذه المدينة ماضية في مشروعها التنويري والتوعوي حتى النهاية.. مشيراً إلى أن "الإنسان القادر على الإبداع في هذه الحياة وصناعة المستقبل الواعد للناس يأتي من بوابة العلم والمعرفة".
وأضاف سلطان، أن "مأرب تستعيد جذورها الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ، وهي تعيد تشكيل وهندسة العقل اليمني في استعادة ذاته والاعتزاز بهذه الأرض بأن هناك ما يستحق الحياة".
وأجمعت تعليقات النشطاء والمثقفون والمهتمون أن إقامة معرض الكتاب بمأرب هو "أهم حدث علمي وثقافي في آخر ست سنوات في اليمن" جراء الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي الانقلابية على اليمنيين.. متطلعين إلى إقامة معارض مماثلة في صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية بعد تحريرها من المليشيات الحوثية.. مؤكدين أن "الشعوب التي تقرأ تبقى، ويصعب خداعها من قبل المليشيا الكهنوتية".