الرئيسية - الأخبار - مشاركة ناجحة لـ"يهود صنعاء" في معرض مأرب الأول للكتاب 
مشاركة ناجحة لـ"يهود صنعاء" في معرض مأرب الأول للكتاب 
الساعة 09:22 مساءً الثورة نت/ عارف الواقدي


كان يهود اليمن طيلة قرون من الزمن، يشكلون جزءًا لا يتجزأ من السكان اليمنيين، إذ امتزجوا في المجتمع، وامتزج معهم المجتمع، ومارسوا عاداته وتقاليده، وطرق حياته الاقتصادية والاجتماعية وأيضًا السياسية.
عن تلك المرحلة التاريخية، وفي معرض الكتاب الأول الذي تحتضنه مأرب، كان كتاب "يهود صنعاء" للدكتورة "جميلة هادي الرجوي" أحد أهم الكتب المشاركة في المعرض، التي لاقت إقبالاً كبيرًا، ولفتت أنظار الكثيرين من زائري المعرض الأهم في تاريخ المحافظة.
ومن ضمن قرابة 20 ألف عنوان في مختلف المجالات والتخصصات العلمية والثقافية والاجتماعية والتاريخية كان كتاب "يهود صنعاء" الذي يتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لليهود خلال نصف قرن من حكم النظام الامامي، من أكثر الكتب مبيعا في المعرض، بحسب عبدالعليم الحزمي، مندوب مكتبة خالد بن الوليد، إحدى 20 دار نشر مشاركة في المعرض.
وأشار الحزمي، الذي يمثل العديد من دور النشر في المعرض منها 4 دور نشر مصرية عبر التوكيلات، إلى إن بيع عشرات النسخ من الكتاب الذي يتحدث عن الحقبة اليهودية في اليمن خلال الفترة بين 1904 – 1984 تم بيعها خلال الأيام الثلاثة الأولى من المعرض.
ويتناول الكتاب الذي صدرت الطبعة الأولى منه في العام 2021 حياة يهود اليمن في أربعة فصول، هي: علاقة اليهود بنظام الحكم اليمني إداريًا وقضائيًا من جانبي القضاء، وضريبة الجزية، وكيفية جبايتها طوال فترة حكم الإمامة، وكذا الحياة الاقتصادية من جوانب الزراعة، التجارة، والحرف والمهن، إضافة إلى حياتهم الاجتماعية، وطبيعة العلاقة بينهم وبين أبناء المجتمع من جهة، وبينهم وبين الدولة من جهة ثانية، من حيث العادات والتقاليد والطقوس الدينية والمناسبات الاجتماعية، وهجرتهم إلى فلسطين عبر مرحلتين، موضحة ذلك بعدد من الوثائق..
ويتحدث الكتاب في مضمونه عن تاريخ الطائفة اليهودية كتاريخ مستقل عن اليمن، وذلك يعود - بحسب ما تقول الكاتبة في مقدمتها عن الكتاب - إلى كون المؤلفات اليمنية على الرغم من وفرتها لم تتعرض لتاريخ الطائفة اليهودية إلا لمامًا، إضافة إلى كون المؤرخين اليمنيين في مؤلفاتهم اعتبروا يهود اليمن جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع اليمني.
وفيما اعتبرت الكاتبة العديد من الأبحاث والدراسات عن أوضاع الطائفة اليهودية في اليمن وظروف تهجيرها إلى فلسطين، أبحاث موجزة لم تتبع كامل شروط البحث العلمي المطلوبة في أي دراسة علمية وموضوعية، استثنت دراسة عن يهود اليمن للكاتبة الدكتورة "كاميليا أبو جبل" حملت عنوان "يهود اليمن" وكذا دراسة للدكتور "محمد عبدالكريم عكاشة" فصلت ظروف التهجير، وهما - وفق ما قالت - بحثان اعتمدت عليهما في كتابها وشكلا مراجع مهمة لها.
وتطرقت الكاتبة في دراستها التي حملت "يهود صنعاء" إلى جانبٍ مهمٍ من جوانب حياة هذه الطائفة في اليمن، وهو الجانب الاجتماعي والاقتصادي، مركزةً بدرجةٍ أساسيةٍ على يهود صنعاء، خلال فترة حكم الإمام يحيى حميد الدين (190‪4-1945م) وذلك بحكم تواجد اليهود فيها بأعداد كبيرة يفوق وجودهم في أي مدينة أخرى. طبقاً لما أوضحت في مقدمتها.
وأرجعت تركيز الدراسة على يهود صنعاء، أيضًا لكونها عاصمة الدولة ومركز حكمها، علاوة على كثرة النشاط الاقتصادي وتنوعه فيها حينذاك، موضحة أن اختيار فترة الدراسة تأتي لكون صنعاء حينها شهدت تطورًا إيجابيًا في علاقة اليهود بالدولة من حيث - بحسب ما أوضحت - التنظيم الشامل لجوانب الحياة السياسية والاجتماعية.
وأعطت الدراسة صورة واضحة عن ظروف الطائفة اليهودية التي هُجر أغلبها إلى فلسطين في ظل حكم الإمامة التي هجرتهم باتفاقية أبرمها الإمام يحيى في أواخر حكمه عام 194‪8م، وهي الاتفاقية التي عُرفت باسم "البساط السحري.". واعتمدت الكاتبة في دراستها عن يهود صنعاء، على عرض العديد من الوثائق، قالت إنها حصلت عليها من أرشيف المركز الوطني للوثائق، وأخرى للحاخام اليهودي "سالم سعيد الجمل" وهو يهودي يمني تسلم زعامة الطائفة اليهودية في اليمن عام 193‪5م، نشرتها دراسة "يهود اليمن" توضح هذه الوثائق الكثير من التعاملات والقضايا التي كانت تحدث بين الإمام واليهود، إضافة إلى مخطوطة "حاييم بن يحيى حبشوش" بعنوان "رؤيا اليمن" التي قام بكتابتها بأحرف عبرية، ومن ثم نقلت إلى العربية، حيث تتحدث المخطوطة عن التوزيع الجغرافي ليهود اليمن، والمهن الرئيسية التي مارسوها،  وكذلك علاقات يهود الريف مع القبائل اليمنية.