الرئيسية - الأخبار - في حوار مع الثورة نت.. وكيل محافظة حجة الجبلي يتحدث عن أهمية المحافظة في حسم المعركة، ومعاناة الناس تحت المليشيا، ووضع المديريات المحررة
في حوار مع الثورة نت.. وكيل محافظة حجة الجبلي يتحدث عن أهمية المحافظة في حسم المعركة، ومعاناة الناس تحت المليشيا، ووضع المديريات المحررة
الساعة 05:06 مساءً الثورة نت - لقاء/ عبدالواسع راجح:
  • المليشيات تسببت بنزوح وتهجير أكثر من نصف مليون نسمة بالمحافظة.
  • السعودية جسدت التلاحم العربي بقيادتها للتحالف ومساندتها لليمن.
  • الحوثي يستمد قوته من تفرقنا وحان الوقت لتسجيل موقف تاريخي مسؤول.

 

أكد وكيل محافظة حجة الشيخ أحمد الجبلي، بأنه حان الوقت لكافة القوى الوطنية السياسية والمجتمعية الفاعلة بأن توحد جهودها نحو العدو الحقيقي لكل اليمنيين المتمثل في مليشيا الحوثي الايرانية، التي حملت ولاتزال مشروع الدمار لليمن أرضا وانسانا.

وقال الوكيل الجبلي في لقاء مع "الثورة نت" بأن الإسراع في إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وبسط نفوذها بات ضرورة ملحة لإنهاء معاناة التي تعمل المليشيات على إطالتها.. مؤكدا في الوقت ذاته بأن هذا الوضع لن يدوم وأن أيام الحوثي ومليشياته باتت معدودة.

وتحدث وكيل حجة عن آثار الانقلاب الحوثي على المحافظة وأبنائها وكيف دمرت الحياة فيها وتسببت في تهجير ونزوح أكثر من نصف مليون مواطن.. مشيراً إلى الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى المناطق المحررة شمال المحافظة، مثمناً الجهود الإنسانية للملكة العربية السعودية، وتجسيد التلاحم العربي في معركة المصير الواحد لدول التحالف العربي بقيادة المملكة.

 

تفاصيل اللقاء:

  • صف لنا وضع محافظة حجة وحال سكانها بعد سبع سنوات من انقلاب مليشيا الحوثي؟

للأسف الشديد حالها لا يسر، مثلها كباقي المحافظات التي تقبع تحت وطأة التسلط الحوثي وإرهاب مليشياته، لاخدمات لا دولة، نهب واسع لمقدراتها ، تسلط وبطش وظلم وقمع للحريات. منجز المليشيات الأوحد طيلة السنوات الماضية المقابر الجماعية التي شيدها في كل المديريات.

هناك ارتفاع لنسب الأمية والبطالة والفقر، تسببت مليشيا الحوثي في نزوح وتشريد أكثر من نصف مليون . مارست أبشع الجرائم في مختلف المديريات، وعملت ولاتزال على تمزيق النسيج الاجتماعي ، وتسعى جاهدة لبث ثقافة العنف والارهاب والتطرف . ماذا أقول عن جماعة همجية فاقت كل جماعات الإرهاب في العالم.

 

  • حجم النزوح الذي ذكرته لأكثر من نصف مليون نسمة، ما دلالته برأيك؟

فيه دلالة واضحة للرفض المجتمعي والجماعي من أبناء المحافظة للحوثي وفكره العنصري، الذي لا يقبل التعايش مع الآخر ويستبيح كل شيء في حياة الناس وتسخيرها لحروبها العبثية ومصالح عناصرها وفقط.

 

صورة مصغرة

  • مدينة ومديرية حرض ومنفذها الدولي.. كيف سعت وعملت المليشيات على تدميرها بشكل عام بعد أن كانت الشريان البري الرئيسي لليمنيين؟ ولماذا برأيك أصرت على تدمير الحياة فيها؟

هذا المنفذ الحيوي والشريان الأساسي لكل اليمنيين وكذلك مدينة ومديرية حريب، للأسف الشديد أحالتها مليشيا الحوثي الإرهابية إلى دمار .. لسان حال هذه المديرية المنكوبة يقول "من هنا مرت مليشيا الحوثي وهذا الأثر"، لم تجد كافة التوسلات والمحاولات مع الحوثيين عقب انقلابها المشؤوم في تجنيب المنطقة ويلات الحروب التي فتحتها مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وظلت عناصر المليشيات تتخذ من مدينة حرض وكافة مناطق المديرية ، بل وتتعمد الاحتماء بالسكان المدنيين وتتخذهم دروعا بشرية ، ظنا منها أنها تحقق غرضها في إيذاء المملكة، إلا أنها للأسف ودون أدنى مسؤولية إنسانية استمرت في تعريض المديرية للقصف حتى حولتها إلى دمار بكل ما تعنيه الكلمة .

وهذا الفعل الإجرامي ليس له دلالة سوى أنه يعكس مستوى الحقد الذي تحمله هذه المليشيات على أبناء المحافظة والشعب عموما، إلى جانب أنها جسدت بذلك شعار الموت الذي تحمله، وتمثلت معاني الإرهاب بكل أشكاله.

 

استكمال التحرير

  • تمكنت قوات الشرعية في السنوات الأخيرة من تحرير مديريتي ميدي وحيران وأجزاء واسعة من حرض وبعض مناطق عبس، ما أهمية هذه المديريات خاصة وأنها ذات حدود دولية برية وبحرية؟ وما تأثير تحريرها على المليشيات؟

بلا شك تكتسب هذه المديريات والمناطق أهمية بالغة سواء للشرعية التي شكل تحريرها مكسباً كبيراً، أو الحوثيين الذين خسروا مناطق استراتيجية، وذات أهمية بالغة في عدة اتجاهات، فقد شكل تحريرها ضربة قاصمة للمليشيات التي كانت تستخدم المنفذ البحري في ميدي كموقع تهريب رئيسي للسلاح والخبراء الإيرانيين وغيرها، إلى جانب وقوع هذه المديريات على الحدود الدولية البرية والبحرية.

وقد أدركت القيادة السياسية للشرعية ومعها قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ذلك وسارعت لتحريرها، وإعادة الحياة اليها.

 

  •  وما أهمية استكمال تحرير محافظة حجة بالنسبة للمعركة الوطنية وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي؟

كانت وماتزال محافظة حجة وتحريرها من مليشيا الحوثي هماً لدى قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر، ولدى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ عبدالكريم السنيني، ونسعى جميعا لاستكمال تحريرها، انقاذا لسكانها من تسلط وعبث المليشيات.

وأود الإشارة هنا إلى أن موقع حجة الجغرافي يشكل أهمية في التسريع بإنهاء الانقلاب إذا ما تم استكمال تحريرها، كونها تربط بين معقل الحوثي في صعدة وشريانه الاقتصادي في الحديدة وقربها من الخط الرابط بين صعدة وصنعاء، وهو ما يشكل ضربة قاصمة للانقلاب، إلى جانب ما تمتلكه المحافظة من مخزون بشري يحاول الحوثي الاستفادة منه في تزويد جبهاته بالمقاتلين من أبنائها، مستغلا كافة الظروف التي تم وضع السكان تحت وطأتها لاستنزاف هذا المخزون البشري في حربها العبثية.

وأؤكد لكم ولكل أبناء المحافظة بأن هذا الوضع لن يدوم وأن أيام الحوثي ومليشياته باتت معدودة.

 

عودة الحياة

  • ما الذي قدمتموه كسلطة محلية للمديريات المحررة؟ وكيف تنظرون للحصار الذي تفرضه المليشيات على سكانها الذين لا يستطيعون الحصول على متطلباتهم الأساسية أو التواصل مع باقي مديريات المحافظة؟

الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على سكان المناطق المحررة صورة أخرى من صور المليشيات الارهابية، ومشهد ضمن مسلسل الإرهاب الذي تمارسه بحق أبناء المحافظة، حيث تمنع سكان هذه المديريات من تبادل المنافع مع باقي المديريات كما ذكرت ، بل عمدت على عزل سكانها عن العالم كليا من خلال قطع خدمات الاتصالات لمختلف الشبكات ما جعلها معزولة تماماً، وهذا وغيره انعكس سلبا على حياة المواطنين فيها.

ونعمل في السلطة المحلية بالمحافظة بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والبرنامج السعودي لإعمار اليمن، نعمل جميعا منذ تحريرها على إعادة الحياة إليها تدريجيا، ووفق الإمكانات المتاحة، وقد كانت قبل دحر المليشيات خالية من السكان نتيجة تحويل المليشيات لها إلى ساحة حرب.

 

توفير الحد الأدنى

  • كيف تقيمون مستوى التعاون معكم والدعم الإنساني والتنموي من قبل التحالف وقيادته ممثلاً بالمملكة العربية السعودية لتوفير احتياجات المناطق المحررة؟

حقيقة نتوجه بالشكر الكبير للأشقاء في المملكة العربية السعودية ، وما تقدمه من دعم إنساني واسع لمختلف المديريات المحررة بالمحافظة، خاصة في مجالات المياه والصحة والغذاء والكهرباء والتربية والتعليم، والتي في مجملها وإن كانت محدودة حتى اليوم ، إلا أنها أعادت الحياة وتعيدها إليها ولو بشكل تدريجي، ولدينا هناك خطط ومشاريع جاري تنفيذها وأخرى سيتم تنفيذها خلال الأيام القادمة للتخفيف من معاناة السكان.

ولن ينسى اليمنيون الوقفة الأخوية الصادقة للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة التي جسدها التلاحم العربي في الفترة العصيبة التي يشهدها اليمن.

 

  • تواصل مليشيا الحوثي حتى اليوم حملات التغرير بأبناء المحافظة خاصة الشباب والأطفال، ما رسالتكم لأولياء الأمور بهذا الشأن؟

نجدد دعوتنا عبركم لأولياء الأمور في مناطق سيطرة المليشيا، لحماية أبنائهم من محارق الموث الحوثية، والتوقف عن الدفع بهم إلى حروبها العبثية، وندرك ونشعر بحجم المعاناة التي يتكبدونها في ظل سلطة المليشيات، كما أننا واثقون من تنامي الوعي المجتمعي لدى أبناء المحافظة، إزاء حملات التحشيد الحوثية، والتي لاقت تراجع مستوى التفاعل معها، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية والخدماتية السيئة التي أغرقتهم فيها هذه المليشيات التي لا تكترث لمعاناة أبناء الشعب.

 

رفض مجتمعي

  • ملف الانتهاكات .. هل لديكم إحصائيات عن حجم الانتهاكات التي تعرض لها ولازال أبناء المحافظة وأنت أحد من تعرض للتهجير القسري وممتلكاتك للنهب؟ ولماذا برأيك يلجأ الحوثيون للتنكيل والبطش بالسكان؟

نعم لدينا رصد حقوقي من خلال مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة الذي يصدر تقاريره بهذا الشأن بشكل دوري، وبلغت عشرات الآلاف من الجرائم والانتهاكات والتي بمجملها تشكل جرائم حرب وتجسد الارهاب، بكل أشكاله، وكما ذكرت لم يكن ذنبي وغيري من أحرار المحافظة عندما صودرت عمارتين لي في عبس بما فيها من أثاث وممتلكات، وما تعرضنا له من ملاحقات وتهجير قسري، لم يكن ذنبنا سوى رفضنا لمشروع الدمار الذي جاءت به هذه المليشيات، وندرك بأن الحرية ثمنها غالي.

وهذه الممارسات تشير أيضا إلى الرفض الشعبي لهذه الجماعة العنصرية التي ارتهنت لأجندة إيران ومشروعها الذي يهدد اليمن والمنطقة والعالم.

 

تمسك حوثي بالإرهاب

  • يسعى المجتمع الدولي ومعه التحالف العربي والشرعية اليمنية للدفع بالحوثيين إلى الحلول السلمية والعودة إلى الحوار والشراكة في إدارة الدولة اليمنية منذ بداية الحرب تقريبا.. ما جدوى الاستمرار في مثل هذه المساعي؟ وهل ترى أن مليشيا الحوثي يمكن التعايش معها؟

من المؤسف عدم انصياع مليشيا الحوثي للحوار وجهود السلام التي حاول العالم وسعت إليه الشرعية من منطلق مسؤولية وطنية وانسانية، وهذا الرفض الحوثي للسلام إصرار منها على التمسك بالعنف والحرب والارهاب، ولم يعد أمام اليمنيين والعالم سوى تصنيف مليشيا الحوثي (جماعة إرهابية) ولم يعد هناك جدوى من الاستمرار في جهود السلام، وبات من الضرورة إنهاء معاناة اليمنيين بالحسم العسكري، وحماية المنطقة والعالم من التهديدات الخطيرة التي باتت تشكلها هذه المليشيات على السلم العالمي، والشواهد بهذا الشأن كثيرة.

 

قوة الحوثي في انقسامنا

  • يشهد الصف الوطني الجمهوري تباينات وخلافات بين الحين والاخر ..ما تأثيرها على سير المعركة المصيرية مع مليشيا الحوثي الايرانية؟ ومن المستفيد من استمرار هذا الانقسام؟

للأسف الشديد مليشيا الحوثي هي المستفيد الوحيد من استمرار الانقسامات والمكايدات السياسية في صفوف التيارات المناهضة لها، والداعمة للشرعية، ولذا يجب أن يدرك اليمنيون بأن الحوثي هو من يزرع ويوسع هذه الانقسامات، وعلى الجميع أن يعي خصوصية المرحلة الراهنة والخطر الحوثي الذي يحدق بالجميع، وحان الوقت أن تسجل النخب السياسية اليمنية موقفاً تاريخيا في إعادة الاستقرار والتنمية للشعب اليمني الذي دفع ثمنا باهضا من حاضره وبات لزاما الحفاظ على مستقبل الأجيال والإسراع في إنهاء هذا الوباء الذي أصاب الجسد اليمني وتوحيد كافة الجهود لإنهاء الانقلاب وتبعاته واستعادة الدولة ومؤسساتها التي يستظل تحتها الجميع بأمان واستقرار.

 

  • كيف تنظرون لمستوى مساندة التحالف العربي لمعركة اليمنيين مع مليشيا الحوثي ومشروع إيران الطائفي؟

أولا المعركة في اليمن مصيرية سواء لليمن أو الأشقاء في المملكة ، وهذا ما تدركه القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين، التي تدرك الخطر الايراني الذي يحاول التمدد عبر مرتزقته في اليمن مليشيا الحوثي، وسجل ولازال الأشقاء في التحالف العربي خاصة المملكة والإمارات مواقف صادقة في مواجهة المشروع التخريبي الإيراني في اليمن طيلة السنوات الماضية، وندرك جميعا حجم الجهود التي بذلت في كافة الاتجاهات وفي مقدمتها الحرب العسكرية والمساندة جنبا إلى جنب للجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

 

  • كلمة أخيرة؟

يجب على الحوثي أن يدرك بأن استمرار الشرعية والمجتمع الدولي في جهود السلام ليس ضعفا، وإنما حرصاً على اليمن وشعبها، ومحاولة للدفع بالجماعة لترك العمل المسلح والاتجاه للعمل السياسي مع مختلف القوى السياسية، لبناء شراكة بين أبناء اليمن بمن فيهم الحوثيين لبناء الوطن وأمنه واستقراره، إلا أن رفضهم للسلام سيغير التعاطي معها، وعلى المليشيات إدراك أن صبر العالم واليمنيين سينفد.

ونؤكد مضينا مع القيادة الشرعية والتحالف العربية والمجتمع الدولي، لإنهاء معاناة اليمنيين سواء عبر الجهود السلمية، وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها والقرارات الدولية ذات الصلة، أو بالحسم العسكري، مهما كلفنا من ثمن، حماية لليمنيين والمنطقة والعالم من خطر هذه المليشيات.

كما لا ننس في نهاية هذا الحوار أن نشكركم في موقع الثورة نت لإتاحة هذه الفرصة.