الرئيسية - الأخبار - قال إن ماجرى تهجيرا وليس نزوحاً .. مسؤول يروي أساليب الحوثي الوحشية لتهجير سكان المديريات الجنوبية بمأرب ومآسي النزوح إلى المجهول
قال إن ماجرى تهجيرا وليس نزوحاً .. مسؤول يروي أساليب الحوثي الوحشية لتهجير سكان المديريات الجنوبية بمأرب ومآسي النزوح إلى المجهول
الساعة 05:59 مساءً الثورة نت/ خاص – قسم التقارير
  • المهجّرون يعيشون أوضاعاً لا يمكن تخيلها أو اختزالها في كلمات.
  • المهجرون قطعوا المسافات الطوال مشيا للنجاة بأنفسهم وأطفالهم من الموت.
  • مليشيا حوثي عمدت لإحراق مزارع العبدية لإجبار ملاكها على النزوح.
  • السلطة المحلية تعمل لسد الفراغ الذي تركه غياب الجهد الدولي الإنساني.


ليس نزوحا كما يردده الإعلام، بل تهجيرا قسريا ممنهجا مارسته مليشيا الحوثي الإيرانية لإرغام المواطنين في المديريات التي احتلتها بأطراف مأرب على ترك قراهم ومنازلهم، والرحيل جماعات وزرافات نحو المجهول، بحثا عن ملاذ آمن يحفظ حياة أطفالهم ونسائهم.نائب مدير الوحدة التنفيذية
أساليب ووسائل وممارسات إرهابية تفننت مليشيا الحوثي الإيرانية في استخدامها لإرغام السكان والنازحين في المخيمات على النزوح مجددا، غير عابئة بالحياة، أو مكترثة بالوجود، في إرهاب ليس له مثيل، ممهورا بغطاء أممي ودولي يثور أمام شائعة حوثية بإعدام أسرى، ويخور أمام إعدام علني لتسعة مدنيين من أبناء تهامة أمام مرأى ومسمع العالم.
وفق  نائب مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمأرب خالد الشجني فإن الوحدة سجلت وصول 14 ألف و 185 أسرة من المديريات الجنوبية وتحديداً رحبة حريب جبل مراد العبدية الجوبة صرواح خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2021، بمعدل 93 ألف و 378 مهجر.
وبحسب الشجني الذي التقاه لـ"الثورة نت" فإن هذه الأعداد المهولة من المهجرين من سكان مأرب والنازحين في المديريات الجنوبية يواجهون أوضاعاً غاية في الصعوبة في ضل استمرار العدوان الحوثي وضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن.. مشيرا إلى هؤلاء المهجرين توزعوا على مخيمات والمجتمع المضيف بمديريات المدينة والوادي بمارب.
ولفت الشجني إلى أن هذه الأعداد للمهجرين تضاف إلى العدد المهول للنازحين بمحافظة مارب والذي وصل قبل أحداث سبتمبر وأكتوبر الماضيين إلى 2 مليون و231 و460 نازح.
هدف المجرمين
أساليب وممارسات استخدمتها مليشيا الحوثي لتهجير المدنيين من قراهم ومنازلهم. وبحسب الشجني فإن تلك الأساليب تبدأ بقصف تشنه المليشيا إلى جوار المخيمات والمساكن لترويع المدنيين وإثارة الهلع في أوساطهم لإجبارهم على النزوح، وفي حال لم يتم ذلك تلجأ المليشيا الحوثية إلى القصف المدفعي المباشر على القرى والمخيمات متعمدة إحداث ضحايا من الأطفال والنساء وإجبارهم على النزوح.
ويؤكد الشجني أن هدف المليشيا من خلال هذه الأساليب الإرهابية في استهداف المدنيين إحداث حالة إرباك لدى المجتمع للتأثير على سير العمليات العسكرية لصالحها، من خلال ارتكاب جرائم التهجير القسري الجماعي، لإرغام قوات الجيش والمقاومة على التدخل لإنقاذ المدنيين وفتح ممرات آمنة لتأمين خروج المواطنين.
ومن الأساليب يتحدث الشجني أن المليشيا الحوثية لم تكتف بالاعتداء على المدنيين إلى مناطقهم ومنازلهم، بل تجاوزت ذلك إلى استهدافهم بالقصف الصاروخي إلى مخيمات النزوح داخل المدينة، والتي تبعد عن مناطق الاشتباك عشرات الكيلوهات، وآخرها استهداف مخيم الرحمة بمفرق حريب جنوب مدينة مأرب والذي تسكن فيه 298 أسرة، مؤكداً أن الصواريخ سقطت على مقربة من المخيم وكادت تودي بالمئات من الأطفال والنساء.
أوضاع كارثية
وتطرق إلى شرح مشاهد وصور لحالات التهجير الأخيرة جنوب مأرب.. موضحاً أن "الأهالي كانوا يضطرون للمشي على الأقدام لمسافات طويلة تاركين كل ما لديهم ناجين بأنفسهم وأطفالهم من الموت.. مضيفاً أن الكثير من المواطنين لم يستطيعون حتى نقل مستلزماتهم الشخصية من ملابس وبطائق وغيرها، فيما اضطرت آلاف إلى الهروب إلى المجهول. 
ووصف الشجني، أوضاع المهجّرين والنازحين بـ "الكارثية". وقال إن معاناة هذه الأسر مستمرة ومتجددة بعد أن "تركت كل ما لديها ولا يجدون المأوى والإيواء والغذاء والصحة والمياه وغيرها". مؤكداً أن التدخلات الإنسانية "غير كافية".
وأضاف أن البعض من المهجّرين يستمرون لأيام بدون أي تدخلات إنسانية، ويعيشون أوضاعاً لا يمكن تخيلها أو اختزالها في كلمات.
وحول الأماكن الجديدة التي نزحت إليها، قال الشجني، إن المئات من الأسر ما تزال في العراء والبعض منها لجأت إلى المجتمع المضيف والبعض اضطر للسكن لدى نازحين سابقين من أهاليهم أو أقاربهم في المخيمات، في حين اضطرت أسر أخرى لأن تسكن في الفنادق وبيع كل ما تملك من ذهب أو مواشي أو مصادر رزق من أجل توفير إيجار السكن. وهي الأخرى تعاني أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة.
الانحياز الأممي
وتحدث الشجني عن التهجير من مديرية العبدية، والتي حاصرتها المليشيا لأكثر من شهر .. مؤكدا أن الكثير من الأسر ما تزال إلى تهرب يوميا من مديرية العبدية مشياً على الأقدام، بعد أن اجتاحتها المليشيا الحوثية وارتكبت فيها جرائم وانتهاكات فظيعة بحق المدنيين من أبناء المديرية.
وأكد أن المليشيا الحوثية عمدت بعد اجتياحها لمديرية العبدية على إحراق العديد من المزارع ومصادر رزق الأسر مختلف أنواع الجرائم بحق من تبقى من الأهالي، لإجبارهم على النزح.. مضيفا بأن الصمت الدولي هو من شجع المليشيا الحوثية على هذا الإجرام، وفرض الحصار على العبدية وقصف منازلها والمستشفى الوحيد فيها،  والأعيان المدنية واستهداف حياة المدنيين وتهجيرهم بشكل متعمد، وكذا الإضرار بمن تبقى منهم بعد أن اجتاحتها بالقوة. 
وأكد أن جرائم الحوثيين في العبدية والمناطق الأخرى جنوب مأرب كشفت بشكل واضح "انحياز" الأمم المتحدة والمجتمع إلى جانب مليشيا الحوثي الإرهابية.. لافتا إلى أن اللجنة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمارب، أرسلت إيميلات رسمية إلى المنظمات الدولية وإلى المنسق الإنساني تحديداً منذ بداية العدوان الحوثي على العبدية، وأطلقت عدة مناشدات للمساعدة في فك الحصار وإدخال المساعدات الإغاثية وفتح ممرات آمنة لإدخال الأدوية وإسعاف المدنيين. 
وقال: رفعنا تقارير لجميع المنظمات الدولية ذات العلاقة بشكل يومي "لكن للأسف لم يحدث أي استجابة حتى أقدمت المليشيا الحوثية على اجتياح مديرية العبدية عسكرياً وتهجير السكان وارتكاب أفظع الجرائم بحقهم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وشاهدنا جميعاً مرافقة بعض المسؤولين الأمميين للمليشيا الحوثية إلى مسرح الجريمة في العبدية بعد اجتياحها.
غياب الدور الإنساني
وفيما يخص دور المنظمات الدولية والمحلية تجاه النازحين، وصف الشجني ذلك بالضئيل ولايلبي جزءً يسيرا من الاحتياج المطلوب". والسبب في ذلك وفقاً لـ"الشجني"، يعود لمركزية عمل هذه المنظمات التي ما تزال مكاتبها الرئيسية في صنعاء وهذا يؤدي إلى ضعف الاستجابة بسبب ضغوط مليشيا الحوثي عليها.
وأكد أن "غياب الدور الإنساني سبب فجوة كبيرة وشجّع المليشيا الحوثية على ارتكاب المزيد من جرائم التهجير".. مضيفا بأن المليشيا الحوثية لم تتجرأ على تهجير آلاف الأسر إلا وهي تعلم أنه لا يوجد من يلاحقها من المنظمات الإنسانية الأممية والدولية.
وقال: المليشيا الحوثية ارتكبت مجازر بحق المدنيين وجرائم تتقاطع تماماً مع القانون الدولي الإنساني ومع ذلك لم تقم المنظمات الدولية بدورها ، سواء في حماية حياة النازحين أو في تلبية احتياجاتهم من القطاعات الإنسانية من الصحة والتعليم والمياه وغيرها.صورة من مخيم حديث للنازحين بمأرب
وجدد التأكيد على أن التدخلات الإنسانية ضئيلة ولا تكاد تردم الفجوة الحاصلة والاحتياجات المطلوبة.
وحول تدخلات السلطة المحلية، قال إنها تعمل بكل جهدها لمواجهة موجات النزوح العالية والتي تتدفق بشكل كبير جداً، من خلال فتح مخيمات جديدة وتوفير بعض مقومات الحياة الأساسية بالتنسيق مع المنظمات والتجار.
وأضاف أن السلطة المحلية نجحت في سد الفراغ الذي تركه غياب الجهد الدولي الإنساني المطلوب من قبل المنظمات الأممية والدولية.
احتياجات ملحّة
واستعرض الشجني، في حديثه لـ"الثورة نت" أبرز الاحتياجات الملحّة لتدارك الوضع الإنساني بمأرب، وفي مقدمتها الإيقاف الفوري للحرب ضد المدنيين واحترام حقوق الإنسان.. داعيا الحكومة للضغط على المجتمع الدولي بإيقاف الانتهاكات الحوثية.
وشدد الشجني على ضرورة الإسراع في إغاثة النازحين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية الماسة والأساسية التي تحفظ لهم كرامتهم وديمومتهم، وكذا توفير مشاريع التعافي للكثير من الأسر التي فقدت المعيل.. داعيا المجتمع الدولية والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى القيام بدورها في توثيق الانتهاكات الحوثية التي يتعرض لها أبناء الشعب اليمني الذي يستحق العيش بحرية وكرامة.
وأكد الشجني أن اليمنيين يراقبون المواقف الدولية بانتباه شديد، وبخيبة أمل كبيرة، وفقد الثقة في الشعارات البراقة التي ظلت ترفعها الدول الكبرى، والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان، والتي فشلت في حماية الإنسان اليمني من إرهاب فاق إرهاب كل التنظيمات الإرهابية في العالم.