الرئيسية - الأخبار - مركز صنعاء للدراسات: إطلاق الحوثيين سراح عناصر القاعدة صفعة للجهود الدولية في مكافحة الإرهاب
مركز صنعاء للدراسات: إطلاق الحوثيين سراح عناصر القاعدة صفعة للجهود الدولية في مكافحة الإرهاب
الساعة 07:44 مساءً الثورة نت/ تحرير خاص

 

كشف تقرير حديث أعدّه مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، عن قيام مليشيا الحوثي الإيرانية حررت معظم عناصر تنظيم القاعدة من السجون الخاضعة لسيطرتها خلال "أقل من 5 سنوات" عبر مقايضتهم بمقاتلين حوثيين أُسروا في محافظة البيضاء عام 2015. 
واعتبر مركز صنعاء للدراسات إطلاق الحوثيين سراح معتقلي القاعدة بمثابة "صفعة للجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، ويشكل تهديدًا لحياة الأفراد في المناطق التي ينشط فيها تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى، ويمثل عقبة أخرى أمام الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإيجاد تسوية سلمية دائمة". 
وقال إن التنظيم عزز "صفوفه بعشرات المعتقلين المفرج عنهم، ما ساعده في التغلب على أزمة التجنيد التي واجهها بسبب عجزه عن اجتذاب عناصر جديدة".
وأوضح أن "العزلة الدولية التي تواجهها جماعة الحوثيين شجعتها على التعامل مع المعتقلين كشأن يمني بحت، دون إيلاء اعتبار للتداعيات الواسعة النطاق التي تترتب على الإفراج عنهم على الأمن في المنطقة وخارجها".
صفقة القناديل
وذكر أنه "في أعقاب الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية في صنعاء بلغ عدد معتقلي تنظيم القاعدة في السجون الحوثية أكثر من (400) وأصبحت الأعداد المتزايدة مشكلة مساحة وأموال بالنسبة للحوثيين". 
وأوضح التقرير أن مليشيا الحوثي اعتبرت "مقايضة الأسرى وسيلة جيدة لضمان إطلاق سراح مقاتليها، بغض النظر عن المخاوف الدولية بشأن إبرام الصفقات مع الجهاديين". مؤكداً أنه لم يكن لديها "أي اعتراضات على أي من الأسماء المدرجة في قائمة تنظيم القاعدة للأشخاص الذين يريد التنظيم أن يُخلى سبيلهم، وبالتالي ركزت المفاوضات فقط على الأعداد وليس الأسماء". 
ولهذا، يشير التقرير إلى أن تنظيم القاعدة أدرك أنه "يستطيع استعادة عناصره عن طريق أسر مقاتلي الحوثيين".
وقال إن مليشيا الحوثي أفرجت عن "عشرات المعتقلين من تنظيم القاعدة عام 2016، من بينهم الحرازي ونجلا الزعيم القبلي النافذ طارق الفضلي (من آل فضل في أبين) في عملية كبيرة شملت مرحلتين. 
وأضاف أن "القاعدة طالبت بإخلاء سبيل العديد من عناصرها مقابل الإفراج عن أسير حوثي واحد ينتمي إلى أسرة هاشمية مرموقة، نظرًا لأهمية الهاشميين في الأيديولوجية الزيدية بوصفهم من نسل النبي محمد، حيث كان لتنظيم القاعدة القدرة على مقايضة معتقل واحد ينتمي للهاشميين بـ20 معتقلًا أو أكثر من عناصره".
كلمة السر.. خال البخيتي
وفي السياق، أفاد التقرير بأن تنظيم القاعدة اختطف معلمًا كان مقربًا من مليشيا الحوثي يُدعى عبدالسلام الضوراني، خال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للحوثيين؛ قبل وقت وجيز من استيلاء جماعة الحوثي على السلطة عام 2014، في محاولة للضغط من أجل إطلاق سراح بعض عناصره في محافظة صعدة.
وأضاف أنه "عام 2015، عرضت مليشيا الحوثي مبلغًا كبيرًا من المال مقابل الإفراج عن الضوراني، غير أن القاعدة رفضت العرض، ورفعت سقف مطالبها بعد سيطرة الحوثيين على مرافق السجون في صنعاء. 
وقال إن تنظيم القاعدة تفاجأ بموافقة مليشيا الحوثي "على إطلاق سراح عدد من عناصره، بينهم شخصيات بارزة، مقابل إطلاق سراح الضوراني، في صفقة قادها إسماعيل الجلعي (الأمين العام لحزب المستقبل) أواخر عام 2017 قبل وقت قصير من مقتل الرئيس السابق صالح بنيران الحوثيين.
وبعدها، أُبرم المزيد من صفقات تبادل الأسرى في 2017 و2018 و2019 و2021، حرر فيها تنظيم القاعدة عشرات الشخصيات، بما في ذلك علوي علي لحمر البركاني، نجل علوي البركاني (المعروف باسم أبو مالك اللودري)، وهو شخصية معروفة في تنظيم القاعدة في أفغانستان إبان حكم طالبان، وفقاً للتقرير.

صفقة ثلاثية محورها إيران
وكشف التقرير عن صفقة أخرى ثلاثية بين الحوثيين والقاعدة وكانت إيران طرفاً فيها. وكانت إيران قد أعلنت في مارس 2015، أن القوات الخاصة نجحت في تحرير نور أحمد نيكبخت، وهو دبلوماسي إيراني اختطفه تنظيم القاعدة في اليمن واحتُجز هناك منذ عام 2012. 
ونقل التقرير عن مصادر مقربة من تنظيم القاعدة، إن "إطلاق سراح نيكبخت كان في الواقع جزءًا من صفقة ثلاثية شملت تنظيم القاعدة وسلطات الحوثيين وإيران جرى فيها إطلاق سراح العديد من قادة تنظيم القاعدة في صنعاء، إضافة إلى القيادي المصري في تنظيم القاعدة سيف العدل، المعتقل في إيران منذ عام 2003. 
ووفقًا لتقرير منشور استُشهد فيه بمسؤولين أمريكيين، ما يزال من غير الواضح ما آل إليه مصير سيف العدل في النهاية. كانت هناك تقارير مختلفة في السنوات الأخيرة حول مكان وجوده، في سوريا، أو باكستان، أو ما يزال في إيران، أو باليمن.
علاقة وطيدة
وكان تقرير صادر عن الجهاز المركزي للأمن السياسي وجهاز الأمن القومي، قد كشف عن قيام المليشيا الحوثية بإطلاق العشرات من عناصر القاعدة، مؤكداً وجود تعاون بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية (داعش والقاعدة) في مجالات مختلفة بينها التعاون الأمني والاستخباراتي.
وكشف التقرير أدلّة تثبت أن ميليشيا الحوثي وفّرت ملاذاً أمناً للعناصر الإرهابية من تنظيمي داعش والقاعدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في إطار التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين لاستهداف أمن ووحدة اليمن ومحيطه العربي والإقليمي. موضحاً أن محافظات (صنعاء- إب - ذمار) الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تعتبر من أهم المناطق التي تتلقى فيها عناصر القاعدة وأسرهم العلاج والخدمات الطبية اللازمة.
وأشار التقرير الذي نشرته وكالة سبأ في أبريل الماضي (2021) إلى أن "العلاقة الوطيدة بين الميليشيا الحوثية وكلاً من القاعدة وداعش هي امتداد لنفس العلاقة بين إيران وتلك التنظيمات الإرهابية".. مشيراً إلى أن هذه العلاقة "وصلت حد التنسيق لتبادل الأدوار الإجرامية المهددة لأمن واستقرار اليمن ومحيطه الإقليمي وخطوط الملاحة الدولية".
وأورد التقرير شهادات لعناصر من التنظيم الإرهابي وقعوا في الأسر لدى قوات الجيش الوطني وهم يقاتلون في صفوف مليشيا الحوثي ومنهم الإرهابي موسى ناصر الملحاني الذي كشف عن وجود مقاتلين من تنظيم القاعدة في صف مليشيا الحوثي.
كما استعرض أسماء لأبرز العناصر الإرهابية التي أقامت في مناطق الميليشيا ومواقع إقامتهم ومنهم الإرهابي عوض جاسم بارفعة المكنى بـ"أبي بكر" والذي أقام في صنعاء من العام 2017 وحتى العام 2020 في شقق مفروشة في شارع هائل والدائري وشارع الجزائر وحي مسبك وحي شعوب ويتردد بكل حرية على مناطق قيفة- رداع- يكلا تحت نظر الحوثيين.