الرئيسية - الأخبار - للتباكي على الوضع الإنساني.. ألف مقطورة وقود تفضح أساليب الحوثيين لافتعال الأزمات
للتباكي على الوضع الإنساني.. ألف مقطورة وقود تفضح أساليب الحوثيين لافتعال الأزمات
الساعة 10:04 مساءً الثورة نت/ قسم التقارير – خاص
  • الأمم المتحدة كشفت عن أموال ضخمة تجنيها القيادات الحوثية من السوق السوداء.
  • الحقوقي الزبيري تحدث عن سلسلة من الخطوات الحوثية لتجويع الشعب اليمني.
  • برنامج الغذاء العالمي قال إن الحوثيين يسرقون الطعام من أفواه الجياع.
  • اتساع السخط الشعبي ضد الحوثيين بعد إدراكهم أن الأزمات مفتعلة ومسيسة.

 

منذ قرابة شهرين تواصل مليشيا ما يسمّى بـ"الأمن الوقائي" التابعة للحوثيين احتجاز أكثر من (1000) مقطورة معبأة بالبنزين كانت في طريقها إلى صنعاء. يأتي ذلك رغم أزمة الوقود الخانقة التي مرت بها المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا والتي وصل معها سعر صفيحة البنزين 20 لترًا إلى نحو 80 ألف ريال (ما يزيد عن 65 دولار).
في الأيام الأولى للأزمة التي خفت حدّتها مؤخراً، حمّلت المليشيا الحوثية- كعادتها - ما تسميه "حصار العدوان" المسؤولية، إلا أن فضيحة احتجازها مقطورات الوقود في الجوف أخرجت القيادات الحوثية عن دائرة الصمت والتي حاولت تغطية الفضيحة بتحميل أطرافًا داخلها بالوقوف وراء منع دخول الوقود لإنهاء الأزمة التي يعانيها ملايين اليمنيين.
وفي حين برر الإرهابي محمد علي الحوثي، احتجاز مقطورات الوقود باشتراط شركة النفط الخاضعة لسيطرتهم توزيع كميات الوقود عن طريقها بما فيه الوقود التجاري، نفت شركة النفط ذاتها صلتها بالأمر أو اتخاذها أي اشتراطات، ملقية باللوم على داخلية الحوثيين التي قالت إن بيدها القوة والقدرة على إدخال المقطورات المحتجزة ومنع السوق السوداء.
ممارسات متعمّدة
ليست وحدها جريمة احتجاز الوقود في الجوف التي تفضح ممارسات مليشيا الحوثي وتثبت وقوفها وراء افتعال الأزمات للإضرار بالمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها والتي دفعت بهم إلى شفا المجاعة؛ فالتقارير الدولية ونشطاء حقوق الإنسان، يتحدثون أيضاً عن عشرات الأساليب تنتهجها المليشيا لإنتاج الأزمات الإنسانية منذ انقلابها على الحكومة الشرعية.
وتؤكّد التقارير الحقوقية أن الحوثيين يتعمّدون إنتاج الأزمات الإنسانية من أجل استغلالها في تغذية حربهم وكسب تعاطف ودعم المجتمع الدولي وللتغطية على جرائمهم بحق اليمنيين.
كما تهدف المليشيا الحوثية من خلال الحصار الذي تفرضه على الشعب اليمني إلى زيادة أرصدتها المالية وتمويل حربها التوسّعية في إطار المشروع الإيراني العابر للحدود، وفقاً للنشطاء.
وتحدثت تقارير خبراء الأمم المتحدة عن أموال ضخمة تجنيها القيادات الحوثية السوق السوداء لبيع الوقود. فيما كشف برنامج الأغذية العالمي عن ضلوع مليشيا الحوثي في نهب المساعدات الإغاثية وبيعها في السوق السوداء وتحويل عائداتها لتمويل حربها ضد اليمنيين.
مخطط إفقار
ويؤكد مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، أن مليشيا الحوثي انتهجت منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر 2014م سياسية التجويع والإفقار ضد اليمنيين. موضحاً أنها هدفت من ذلك لإفقاد الشعب القدرة على مواجهة مشروعها العنصري والذي تهدف من خلالها للانفراد بحكم اليمنيين والتفرّد بثرواتهم في إطار المشروع الإيراني التوسّعي في المنطقة.
وأوضح الزبيري، في تصريح خاص لـ"الثورة نت" أن أوّل خطوة المخطط المستورد من إيران وحزب الله الإيراني في لبنان هو تعطيل مؤسسات الدولة، وحرمان المواطنين من خدماتها. فيما خصخصت بعضها وحوّلتها إلى أدوات للتجويع والإفقار ومنها مثلاً: المؤسسة العامة للكهرباء.
وتابع: رافقها قطع مرتبات موظفي الدولة، قبل أن تقوم لاحقاً بعمليات فصل جماعي لكل من لا ينتمي لسلالتها أو يعتنق أفكارها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني. وبلغ بها الأمر إلى فصل أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء وإخراجهم من مساكنهم الجامعية، بحسب الزبيري.
ومن ضمن الخطوات، وفقاً للحقوقي الزبيري، إقدام الحوثيين على مصادرة وإغلاق المنظمات والمبادرات والجمعيات الخيرية، ومنعها من تقديم أي مساعدات للمواطنين من خارج الجماعة، بزعم أنها تتخابر مع "العدوان" وهي تهمة تلصقها بكل شخص أو كيان خارج سلطتها المطلقة.
وتمثّلت الخطوة الرابعة وفق الزبيري بتنفيذ حملات أمنية لجباية أموال باهظة من البيوت التجارية ورؤوس الأموال المعتبرة والشركات والمؤسسات والمحال التجارية الخاصة وشملت حتى صغار الباعة ومحدودي الدخل، إضافة إلى حملات الجبايات غير القانونية على المواطنين العاديين الذين  تفرض عليهم جبايات متكررة على مدار العام بطرق ترهيب مباشرة وغير مباشرة. 
ووفق الزبيري، فإن هذه الخطوة هي الأوسع والأعمق وتهدف لسلب ما تبقّى من أموال ومدّخرات بحوزة السكان تحت شعارات دينية وقومية لا حصر لها.
حصار مميت
مصدر أكاديمي في صنعاء، قال لـ"الثورة نت" مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن الحوثيين يفرضون حصاراً مميتاً على السكّان بمناطق سيطرتهم كالحصار الذي يفرضونه على سكّان بمدينة تعز منذ سبع سنوات.
وأضاف أن الحوثيين أقدموا على إنشاء منافذ جمركية في مداخل المدن الخاضعة لسيطرتهم لفرض جبايات غير قانونية على التجّار والذين يعكسونها على المواطنين الذين يعانون أصلاً ضائقة مالية متفاوتة. وإضافة إلى ذلك، يقرر الحوثيون جرعات متوالية في أسعار المحروقات ويمارسون العنف والاختطاف والابتزاز والتهديد ونهب الممتلكات ضد كل من ينتقد سياستهم.
وقال في حديثه مع "الثورة نت" إن الحوثيين عسكروا المناخ العام وفرضوا قيودًا أمنية ومخابراتية مشددة لتضييق ما تبقى من هامش الرأي والتعبير على مواقع التواصل الاجتماعي  وهي "ممارسات مليشاوية تتنافى مع الدستور اليمني والقوانين النافذة في البلاد".
وأشار إلى أنه مع قدوم شهر رمضان تضاعفت معاناة المواطنين إلى مستويات لا تطاق. موضحاً أن المعاناة لا تتوقف عند التصاعد الجنوني للأسعار. بل مع إصرار الحوثيين على منع دخول قاطرات الوقود وإطلاق العنان للجرعات السعرية والأسواق السوداء، ومصادرة المساعدات الإغاثية ومنع الجمعيات الخيرية من مساعدة آلاف الأسر الفقيرة والمعدمة. 
تجويع ممنهج
وفي هذا السياق، أكد الحقوقي الزبيري، أن احتجاز الحوثيين للقوافل الإغاثية ومصادرتها، واستحداث منافذ جمركية لنهب التجّار وإرهابهم وتعطيل القطاع الخاص، وتشجيع السوق السوداء، ومصادرة الحريات، أدى لتردي الوضع الإنساني للسكّان وينذر بهلاك آلاف الأسر.
وأوضح أن آلاف الأسر عزفت عن شراء احتياجات رمضان بسبب موجات الغلاء التي ضاعفتها الجبايات الحوثية التي تفرضها التجّار سواء على مداخل المدن أو في المحلات والشركات داخلها.
ومن جانبه، قال الصحفي والناشط الحقوقي همدان العليي، إن "عصابة الحوثي هي الجماعة الإرهابية الوحيدة في هذا العصر التي ثبت بأنها "تسرق الرغيف من أفواه الجياع"؟. مضيفاً في تغريدة بصفحته على تويتر، أن هذا ليس كلامه وإنما "كلام أهم وأكبر منظمة عالمية" في إشارة إلى بيان برنامج الغذاء العالمي الذي كشف عن نهب الحوثيين للمساعدات الإغاثية واصفاً ذلك بأنه بمثابة "سرقة الطعام من أفواه الجياع".
وقال العليي، إن "الجماعات الإرهابية الأخرى تمارس الإرهاب، لكنها على الأقل لا تسرق الفقراء وتجوعهم بشكل ممنهج".
ومؤخراً، قال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، إن الحرب الحوثية ضد اليمنيين منذ 7 سنوات أدت إلى آثار اقتصادية وانسانية خطيرة. موضحاً أنها تسببت بانكماش الاقتصاد الوطني بأكثر من ٥٠٪ وجعلت أكثر من ٨٠٪ من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر.
مقاومة شعبية
ومع تزايد حالة الجوع والحرمان والمعاناة، تتزايد حالة التململ والتذمّر في أوساط السكّان في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية الذين يعبّرون عنها بشتّى الطرق.
ورغم القبضة الحديدة وحالة الرقابة الأمنية المشددة التي تفرضها المليشيا الحوثية على سكّان تلك المناطق إلا أن صنعاء ومناطق أخرى شهدت أكثر من ثورة شعبية رفضاً لسياسة التجويع.
ومؤخراَ شهدت بوادر حالة تمرّد جديدة على شكل شعارات كتبها مواطنون على الجدران وتدوينات ناقدة على مواقع التواصل، ورفض لحملات التحشيد الحوثية للقتال في صفوفها.
ومما كتبه المواطنون على جدران الشوارع والمباني في صنعاء عبارة "ارحل يا حوثي". وشهدت تلك الصور تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار خوف الميليشيا ودفعها لنشر المزيد من عناصرها الأمنية في صنعاء وإب؛ تحسبًا لأي ثورة شعبية غاضبة.
ووفقاً للزبيري، فإن حالة الرفض الشعبي لسياسات التجويع والافقار الحوثية ستتوسّع خصوصاً مع انتشار فساد القيادات الحوثية وافتضاح مشروعها العنصري التابع لنظام الملالي في طهران.