الرئيسية - الأخبار - قال إنها فاقت الحركات الإرهابية.. السفير الفرنسي يؤكد أن الصراع في اليمن بين مشروعين شمولي قمعي ومشروع دولة جمهورية تعلي مصالح شعبها 
قال إنها فاقت الحركات الإرهابية.. السفير الفرنسي يؤكد أن الصراع في اليمن بين مشروعين شمولي قمعي ومشروع دولة جمهورية تعلي مصالح شعبها 
الساعة 07:17 مساءً الثورة نت/ الأخبار

 

أكد السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا أن الصراع القائم في اليمن هو بين مشروعين، مشروع قمعي شمولي، ومشروع دولة جمهورية تعددية تحترم المجتمع اليمني وتضع مصالحه فوق كل اعتبار.
وقال في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط في اليمن يتصادم مشروعين "مشروع الحوثيين، وهو فرض سلطتهم الكاملة وسيطرتهم على جميع اليمنيين. وفي مواجهة هذا المشروع الذي يتّخذ طابعاً شمولياً بشكل متزايد، والذي يسعى إلى خنق المجتمع، وقمع النساء وغسل أدمغة الشباب، يأتي مشروع الحكومة اليمنية الذي يمثّل مشروع دولة جمهورية تعددية تحترم تنوع المجتمع اليمني. يضع هذا المشروع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار". 
واصفاً رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بأنه "رجل حكيم ووطني ورجل توافقي يدافع عن المصالح العليا لليمن واليمنيين".
ولفت إلى أن الحكومة الشرعية تواجه العديد من المشاكل إلا أنه "على عكس الحوثيين، تتصرف الحكومة بحسّ من المسؤولية أمام شعبها وأمام المجتمع الدولي. هي تعمل على تجاوز انقساماتها من أجل المصلحة العامة. كما تسعى إلى تصحيح أخطائها ومحاربة الفساد. 
وقال السفير الفرنسي لدى اليمن إن الشعب اليمني بأكمله في خطر بسبب أيديولوجية الحوثي. مؤكداً أن "المخيمات الصيفية" وتلقين الشباب للعقيدة الطائفية هي مصادر قلق رئيسية.
وأضاف: "مليشيا الحوثي تحاول لعب دور المظلومية أمام المجتمع الدولي، إلا أن هذه الأسطوانة المكسورة لم تعد كافية لإخفاء الحقيقة ولا تقنع أحداً".
وقال إن الحوثيين "قَمعيون ويزداد قمعهم للنساء والشباب والقبائل واليمنيين بشكل عام، كلّ يوم". مضيفاً أنهم "أقاموا نظاماً من الرّعب والمراقبة على السكان ويدمرون المجتمع اليمني من الداخل. ويدمرون الهياكل القبلية والقيم القبلية التي تحمي النساء والأطفال.
وأكد أن هذه التجاوزات "تثير قلق المجتمع الدولي بأسره". لافتاً إلى أنه في كل مرّة يُقارَن الحوثيّون بحركة أخرى، تكون المقارنة دائماً أسوأ مما تعتقد.
وأشار السفير الفرنسي إلى أن الحوثيين لا يدمّرون حاضر اليمن فحسب، ولكن أيضاً مستقبل الشباب اليمني، واصفاً مستويات التجنيد الحوثي للأطفال بالمرعبة مستدلاً بتقارير أممية.
وعن الدور الإيراني، قال إن إيران تؤدي "دوراً سلبياً في مختلف الأزمات التي تهز المنطقة. في اليمن، للإيرانيين تأثير على الحوثيين وبشكل واضح، لا سيما على الجناح المتشدد. مضيفاً: نتمنى أن نرى هذا التأثير يُستخدم لمصلحة السلام واليمن. أعتقد أيضاً أن الحوثيين يراقبون عن كثب ما يحدث في إيران الآن.
وحول الهدنة، قال السفير الفرنسي، إنها كانت "بمثابة نفحة هواء نقي للشعب اليمني الذي أنهكته ثماني سنوات من الحرب". محمّلاً الحوثيين وحدهم مسؤولية عدم تجديدها. 
وأضاف أن إنهاء معاناة الشعب اليمني مرهونة بانتهاء الحرب. ويجب على الحوثيين التفاوض على السلام مع الحكومة تحت رعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الذي تُجدِّدُ فرنسا دعمها الكامل له.
وقال إن الحوثيين "يريدون إسقاط الحكومة بكل الوسائل ليحلوا محلها، ولهذا السبب لا يرفضون التفاوض مع الحكومة وحسب، بل يلجأون إلى العنف لتدمير الحكومة، لا سيّما عن طريق خنقها اقتصادياً من خلال الهجمات على محطات النفط. والشعب اليمني يدفع الثمن. 
ولفت إلى موقف فرنسا الواضح الذي أدان بشدّة الهجمات الحوثية على موانئ النفط اليمنية. وقال إنها "غير مقبولة". لافتاً إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفرنسا عضو (دائم) فيه، الذي صنّف هذه الهجمات على أنها "أعمال إرهابية".
وأضاف: نشعر بالقلق من التهديد الذي يشكله الحوثيون على التجارة البحرية الدولية. الحوثيون يتجاوزون خطوطاً حمراء غير مقبولة.
وجدد السفير الفرنسي دعم بلاده القوي لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ. مثنياً على جهود مجلس دول التعاون الخليجي والسعودية، "اللذان اختارا بوضوح السلام، واللذان يعملان على جمع كلّ الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات نفسها تحت رعاية الأمم المتحدة".