تقرير فريق الخبراء يكشف: الحوثي ينسّق مع تنظيم القاعدة ويهرّب السلاح إلى الصومال
تقرير أممي: "الزينبيات" ضمن أجهزة المخابرات الحوثية وتشاركن في التعذيب وتجنيد الأطفال
الأحوال المدنية تتلف أوراقاً ثبوتية ضبطت أثناء تهريبها من مناطق ميليشيا الحوثي
قائد المنطقة العسكرية الرابعة يتفقد اللواء ٨٣ في مريس
أمين العاصمة يؤكد أهمية دور المعلمات في مواصلة العملية التعليمية رغم التحديات
العرادة يثمن مواقف أمريكا الداعمة لمجلس القيادة والحكومة اليمنية
الارياني يدشن فعاليات مؤتمر الإعلام ويؤكد التزام الحكومة بحرية الصحافة والتعبير
تعز..اختتام ورشة عمل حول دور المحامين في حماية حقوق الانسان
اجتماع أمني بسيئون يشيد بجهود الشرطة في مكافحة الجريمة المنظمة والالكترونية
وزير الدفاع يطلع على جاهزية جبهات محور الضالع
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
-
حالي تعلمه يا إلهي
كلما ناجيتك في غيهب الغسق، يتراءى أمامي ابليس، ينزغني، فاستعيذ بك، ويدفعني اللعين لاستحضار صور مشوشة من الذاكرة، يحرص على جعلي تائهًا في حضرت جلالك العظيم ..
أتذكر ..
قدماي تركضان في الوادي الفسيح غرب المدينة، وحولي كلاب صديقة تنبح بتتابع، تهز ذيولها وتتقافز فرحًا بأكياس مملوءة بأمعاء الدجاج جلبها لهم فتى الحيّ الأسمر .
أجلس على مصطبة حجرية صغيرة وأبتسم بحنو لكلابي الصغيرات يلتهمن وجبة الغداء، وقد صارت رائحتي مثل مشرف خوثي نتن، إلا أني كنت سعيدًا بمسؤوليتي عن إطعام كومة من الصغار الجوعى .
بعد سنوات توقفت عن اطعامهن، تسللت بعض الكلاب الأخريات، وأزاحت من سبقهن. لم أكن أعي أن الحسد شر ينخر اصطفاف هذه الحيوانات الألفية، حسبته صفة لازمة لبني البشر
ذات يوم تعثرت سيارتي بكلب في منتصف طريق المدينة السريع، بكيت، شعرت أنه صديقي القديم، كان يريد ملاقاتي، فمات تحت إطارات سيارة كنت أقودها إلى حتفه .
مات دون جنازة، فهكذا كنت أشيع قتلاي من حيوانات وحيوات لطيفة وأليفة، صرت متوحشًا مثل ضبع ذو فك مريع، وقد حاولت أنسنة روحي، وضميري، والتزمت - ليس كثيرًا - بالتقوى، ظاهرًا في أغلب أوقاتي .
غير أني اليوم بعد الأربعين، وقد أشهرت قول : رب أوزعني، لم أنل نصيبي من راحة وسكينة، لم يغادرني الهم، ولم أنجُ من الغم، فما تزال غصة سقوط صنعاء باذلة تفاصيلها أمام عينيّ، كأنها روح مصلوبة في منتصف شارع فسيح، تلاحقني بقسوة تهز مشاعري المتضاربة، رغم طريق الدموع الذي ما يزال يحفر أخاديده المُرة على خدّي !
تلك التنهيدة الحرى، لازمة عشقت صدري، استوطنته، ومضت داخل أوردته الدقيقة، طفت على الجلد، كأنها دمامل غريبة، توغلت بين أضلعي، تزفر دون وعي طاقة حرارية تحيل برد الشتاء إلى لفحة من جحيم، غير أني رغم بُخل الحياة، ابتسم مثل موسى لمّا أدركه الطغيان قائلًا : لن يضيعني ربي .
أقولها صباحًا، حين تشرق الظلمات بنور الله، أنظر إلى السماء بشوق وصبر، وأناة، وفي شفتيّ توسل ورجاء، وعلى أطراف قلبي منشور مُبلل بالقلق، والعرق، مكتوب بخط سماوي يشير إلى الرجاء الذي لم ولن ينتهي
وعلى رفيف رمشي إغماض ساكن يدعو للفرحة الهادئة، وكأني أنصت لاستيحاء سماوي يقر بقلبي، يطمئنني، ويعبر مع انحدار الشمس في الأفق البعيد نحو دورتها الجديدة تحت الأرض التي أقف عليها مترقبًا فرجًا لمسائلي العجلى، ودعواتي الحرى، وأنين مساماتي المفرطة في استحلاب العرق !
أتعلق بجمال الله، حين أطوف وحيدًا حول جامع حيّنا الفخم، كأني أرى روحي تطوف سباقة لحظتي، تتضوع مثل عطر باذخ بين حبات مسبحتي السوداء اللامعة بنشيد مقطوعة صوفية على ترانيم مقام أندلسي يستثير نشيج الفؤاد وحواس الحياة .
أعيد نظري نحو السحاب، وأرى الودق يخرج من خلاله، تهتز الأرض وتربو، تنتج من كل زوج بهيج، والطير صافات حول برك الماء، وندى الصبح غابشًا يطلل نوافذ السيارات المتراكمة مثل طابور إلزامي لمتحصلي جمعية خيرية .
أنت يا الله، تعرف كم تؤلمني عبارات النذالة حين تتحرك من شفاه أناس زعموا صداقتي، روح الشماتة عند أي تراجع في مقدرتي، وعملي . أشعر بخيانة من الأعلى، مثل طقس ساخن هبط فجأة أوان الشتاء . طعنة من أصدقاء آخرين باتوا يتحاشون فتح رسائلي كي لا تضطرهم إلى الاعتذار .
جبناء مثل أي وغد ثري، يقتات المال الحرام طيلة عُمره، ولما بلغ أرذل العمر جبن عن قول الحقيقة، ومقارعة العنصرية، خشية على ما اكتنزه من نعيم زائل، فالموت الذي لن يتمناه قد لا يدركه لو أنه قاتل ميليشيا الخوثي الإرهابية بإخلاص وصدق وشجاعة .
نعم، هي الشجاعة التي فقدوها في خضم معركة مستحقة، تسللوا من وراءنا يومئذ كنا مصطفين بدهشة لرؤية الغزو البربري يجتاح مدننا الساكنة، استلوا سكاكينهم وذبحونا، فسقطت اليمن مع أول دم سُكب على أرضها مناديًا بالولاية العنصرية لأناس متطرفين لا يعترفون بيمنيتهم
تعامل معنا عبدالملك الخوثي مثل مندوب سامٍ لمملكة متحدة لعينة، يهرف عن نسبه بتفاخر منبوذ، وتكبر جاهلي، نسبه هو، يدعي وصل قرابة ببنوة الرجل الأعظم في تاريخنا الإسلامي "النبي محمد صلوات الله عليه" .
يا إلهي، لقد بغوا وأنت على عرشك ترى، وفسقوا وأنت ذو الجلال والإكرام، وسلخوا جلود أهلنا، واستصرخوا شيعهم من كل صوب، حتى بات الحشد الإعلامي لهم تعبيرا عن قذارة عنصرية وقحة .
حين أجوب الأحياء الساكنة في الليل، أدرك عظمة الله، قدرته على إماتة الناس، ثم إعادة حيواتهم في الصباح، غفرانه لكل من تضرع له، ودعاه قائمًا أو قاعدًا .
منذ سنوات، قررت تجاهل الناس، لن أطرق باب أحد، لن أتوسل إمرئ منهم مهما علا شأنه، فهناك باب سماوي ينتظرك، يسعد لسماع طرقات يدك، وخفقان قلبك، وسجود ناصيتك .
هناك، خلف الباب، إله كريم عظيم، له أسماء حُسنى، وصفات عُلا، أناديه قائلًا: افتح لي أبواب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والنجاة من النار، والفوز بالجنة، والرضا منك يا الله يتبعه دهشة العطاء، وغزير الرزق، وبركة الروح، وصلاح الذرية
ثم، لمّا أستشعر تجاهلًا، يستبدني لوع، وتضنيني حرقة، اغالب دموعًا تكاد تنفلت من حدقاتها، أتوسل إلهي بصوت يغلبه نشيج ويغلفه قلق: إن لم تفتح لي بابك يا الله، فمن يفتح لي؟ إن لم ترض عني فلن أجد غيرك يسامحني، وإن لم تعطف بي، ستقسو القلوب في مواجهتي، ويهجرني كل خير، وتعبس في وجهي الوجوه .
أغوص بجبيني على سجادة الصلاة، فلا أكاد أرفعه حتى أضطجع إلى يميني تعبًا، وأعاود الكرة مرارًا، ابقى على حالتي كل ليلة انتظر نتائج الدعاء، فهو كل شيء، كل فلاح، ونجاح وتوفيق ورزق وسعادة
يهزمني ابليس، فاخجل من العودة لطلب المغفرة، لكني علمت أن الله يحب العبد إن جاءه مستغفرًا وجُعِلت أرنو نفسًا لا تُذنب، أنشد كمالًا لا يتحقق، فأسخر من ذاتي، مدركًا أن الحياة صراع دائم مع الشهوات بمختلف مفاسدها
الكذب شهوة، والاحتيال شهوة، والنميمة شهوة، وانحسار الاخلاق شهوة، والتمتع بالسباب شهوة، وترك الصلاة شهوة، كل ما في الدنيا سراب ضخم من الشهوات، وأنا ضعيف، مخلوق يكذب على ذاته حين يرتكب إثمًا، فيعود نادمًا، وأسأل نفسي: ألا يضجر الله من تكرار عودتنا إليه طلبًا للمغفرة ؟، وأكاد أصاب بالفزع، لو أنه ضجر منا، وتحاشانا، أغلق أبوابه، فويل لنا، ولي، أنا الكائن الجالس على متكئ ينقر هاتفه بحثًا عن رجاء إلهي يرمم كيانه المتصدع من الوساوس، والملذات
في نهاية كل هذا، سأظل على سجادتي ما استطعت، أتبع خطى ابراهيم عليه السلام، لما اعتزل قوم الشرك وذهب الى ربه يدعوه، قائلًا : عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا .
فيا رب الأرباب، وخالق السماوات بغير عمد، ومنبت الأزواج البهيجة في الأرض الجدباء العقور، يا الله : إزهر قلبي بالفرح، وابسط لي الرزق من حيث لا احتسب، واصلح لي ذريتي، واحفظ أولادي، وارحم امي، واستر عوراتي، واغفر خطيئاتي، وانصرنا على الأعداء العنصريين، ورمم روحي بالثبات والقوة والتمكين، واشفني مما أعاني، فلا شفاء إلا شفائك، ألوذ إليك فلا ملاذ غيرك، ولا نجاة إلا معك، ولا فلاح دون السير على صراطك المستقيم
إلهي:
امنحني القوة والبأس والاصرار والشجاعة على قول الحق، وأجعلني حليمًا، وأرزقني الحكمة، والعِلم، واجعلني وجيهًا في الدنيا والآخرة
يا الله :
أنت تسمعني، وأقرب إلي من حبل الوريد، آمنت بك، واسلمت لك، توكلت عليك، فوضتك أمري، فافعل بي ما شئت . أنا راض تمام الرضا، بيقين لا يغالبه شك، ولا يخالطه نكران
أنا عبدك وابن عبدك، وابن امتك، فاغفر لي، واستجب دعائي، فأنت تعلم حاجاتي، تلك التي أبوح بها اليك في مساءات العوز والهمّ والنداء، أنت قريب تجيب دعوة الداعي إذا دعاك
وأنا أدعوك .. وحتمًا ستستجيب
لأنك الله الرحيم الحبيب ♥️






