رئيس مجلس الوزراء يهنئ نظيره الهندي بذكرى الاستقلال
وكيل وزارة الأوقاف يُكرّم دفعة الشهيد "حنتوس" من حفاظ وحافظات كتاب الله
اجتماع يناقش خطط تطوير الإدارات الصحية وتعزيز الاستجابة للطوارئ بالحديدة
بريطانيا تسجن يمنيًا لاختراقه مواقع حكومية ودولية
وزير الدفاع يتفقد المواقع الأمامية في جبهات كتاف والبقع
31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بشأن ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى"
الأمم المتحدة: 11 هجوما قوات الاحتلال الإسرائيلي على حراس المساعدات بغزة
تقرير حقوقي يوثق 123 جريمة قتل أقارب ارتكبتها عناصر تابعة للميليشيا الحوثية
الزُبيدي يستقبل السفير الليبي
تسجيل 14 مشروعاً صناعياً وخدمياً وسكنياً وسياحياً في لحج
رئيس مجلس الإدارة - رئيس التحرير
على ضفاف ضاحية نوفل لو شاتو الباريسية، كان المطر يذوب في تراتيل النفاق، والنسّاجون يحيكون أسطورة رجل جاء من العدم. وعجوز هناك اسمه "روح الله خميني" لم يكن أكثر من رجل دين منسي، نُفي إلى النجف وظل فيها بلا ذكر، حتى تبنته باريس، بكل ما فيها من أنفاس الثورة الفرنسية وازدواجية المصالح، وزفّته بطائرتها العسكرية إلى عرش طهران.
في تلك الضاحية الباريسية المعتمة انطلقت أسطورة صعود "الإمام" روحيًا وسياسيًا. ويقول كتاب "الخميني في فرنسا الأكاذيب الكبرى والحقائق الموثقة حول قصة حياته وحادثة الثَّورة"، لهوشنك نهاوندي، أحد المساهمين في السياسة والإدارة الإيرانيتين في عهد الشاه، إن الأمر لم يكن صدفة؛ فقد جرى التخطيط له منذ منتصف السبعينات، حين استشعرت النخب السياسية هناك تيار تغييرًا عالميًا. فاحتضنه تيار يساري أوروبي وغدا رمزًا ثوريًا يجلّه الإعلام الغربي، فرُفع باسمه لواء التحرر في لندن وباريس، حتى تحول من رجل دين عادي إلى "الإمام والمنقذ"، رغم عدم أهلّيته الفقهية لذلك.
رافقه في باريس صناع الثورة؛ فقد بات إبراهيم يزدي (أمريكي–إيراني) ناطقًا رسميًا باسمه، في حين أدّى صادق قطبزادَه وحسن بني صدر دور الوسيطين اللغويين مع الفرنسيين. وحتى سُوِّغ ماضيه الخاص في الرواية: صار والده "شهيدًا ثوريًا" أعدمته قوات الشاه ، فازدادت هيبته في أعين الأنصار. وفي جوّ التفخيم هذا وظّف الإعلام الغربي كل الوسائل: بثّت "بي بي سي فارسية" كلمات الخميني يوميًا، وتنافست الصحف الفرنسية على تكريسه في صفحاتها. ثم اكتمل المشهد: في أول فبراير/شباط 1979 هبطت الطائرة الفرنسية بطهران، وكأن جنودًا إيرانيين متنكرين بزِيات عسكرية حقيقية استقبلوه، فسقط العهد الملكي إلى الأبد.
لكن اليوم تبدو باريس معكوسة الحال، فقد كانت الراعي الأول للخميني حين وفّرت له طائرتها الخاصة عام 1979 ، إلا أن المصالح تبدّلت. فقد رفضت إيران التوقف عن التخصيب فأيدت فرنسا إحالة قضيتها النووية إلى مجلس الأمن ، وصارت الجبهة الأوروبية ترصد موقف طهران بقسوة. ورُفعت الستائر عن سياسة أوروبية موحّدة.
انتهجت باريس الحضور الأقوى في مواجهة طهران، ومثّلت مع أهلها الديمقراطية والحقوق فاستضافت منشقين، كقادة "مجاهدي خلق" المعارضين. هكذا تبدّلت الرؤية الجيوسياسية؛ فقد صارت فرنسا اليوم تكافح طموحات إيران النووية وتدين سياساتها الحقوقية، بعدما كانت شاهدة على ولادتها الثورية.