رئيس مجلس القيادة يعزي وكيل وزارة المالية بوفاة نجله
اليمن يعرب عن تطلعه للسلام الحقيقي والمستدام القائم على المرجعيات المتفق عليها
تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري برئاسة ولي العهد السعودي و الرئيس المصري
سُقُطرى.. جوهرة المجرة: صور يمنية تتصدر ترشيحات مصور درب التبانة لعام 2025
الإرياني يبارك إحباط تهريب شحنة ضخمة من الحبوب المخدرة مرتبطة بالحوثيين
الرئيس العليمي يعزي في ضحايا تحطم الطائرة الهندية
الرئيس العليمي يهنئ بذكرى استقلال الفلبين
ناقش تطوير مدينة الخوخة.. طارق صالح يترأس اجتماعًا مشتركًا من هيئة الأراضي ومحافظة الحديده
اليمن يطالب إيران بالكف عن سلوكها المزعزع للأمن والاستقرار ويحذر من خطر الحوثيين على الملاحة
وكيل وزارة التربية يطلع على سير العمل في مشروع العودة للمدارس
- بدعة فارسية بأفكار سلالية مجوسية
عيد الغدير أو ما يسمى "يوم الولاية" من البدع المحدثة التي لم تعرف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن أصحابه ولا التابعين ولا أتباعهم، وأول من أحدثه هو معز الدولة بن بويه في الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 352 ه.
والمعروف عن البويهيين أنهم شيعة إمامية متعصبون لقوميتهم الفارسية وميلهم لِإحياء التُراث الفارسي القديم ومن ذلك أنَّ بعضهم نقش نُقُوشًا في أطلال (تخت جمشيد) العاصمة الروحيَّة لِلفُرس الأخمينيين، كما كانت عادة بعض مُلُوك السُّلالة، وقد استطاعوا السيطرة على زمام السلطنة في الدولة العباسية لأكثر من مائة وعشرين عامًا واستطاعوا خلال هذه الفترة احياء التشيع السلالي المتشبع بالأفكار المجوسية الفارسية وعملوا على نشره في بلاد المسلمين، كما ذكر ذلك المؤرخون الثقات، كابن الأثير وابن كثير والذهبي، والسيوطي، والمقريزي وغيرهم.
- حقيقة حديث غدير خم
وأما حديث يوم "غدير خم" فقد ثبت في كتب السنة، من طرق متعددة، في يوم الثامن عشر من ذي الحجة بعد حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة في موضع يقال له "غدير خم" بالقرب من الجحفة بين مكة والمدينة، وخلاصة ما جاء فيه هو تبرئة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بسبب الخلاف الذي وقع بينه وبين السرّية الذي كان أميرا عليهم لجمع صدقات بلاد اليمن، ومضمون الحديث إزالة نوازع الفرقة والاختلاف بين الصحابة الكرام، وتقوية مبدأ ولاية الإسلام بين المؤمنين القائم على الحب في الله والبغض في الله وهي من اوثق عرى الإيمان وليس فيه ما يدل على الوصاية كما يدعي غلاة الشيعة والقرامطة ومن سلك طريقهم من السلاليين.
وليس في حديث (غدير خم) ما يدل على اختصاص علي- رضي الله عنه- بالخلافة، باتفاق علماء الأمة سلفاً وخلفاً.
ولو كان هذا الحديث فيه نصًا صريحًا بالوصاية والولاية لعلي- رضي الله عنه- لما بايع الخلفاء الثلاثة من قبله، ولجعل هذا الحديث حجة قائمة على من خالفه من الصحابة والمسلمين في زمن خلافته، ولم يثبت عنه ذلك لا في كتب ومراجع السنة ولا في كتب الشيعة كما سنبينه لاحقا!، والمقصود بالولاية عند علماء الأمة قاطبة: ولاية الإيمان والمحبة، وليست ولاية الرّق والاستخلاف، وهذا ما فهمه علي نفسه، وفهمه الصحابة وأئمة الإسلام عبر العصور.
وغاية ما فيه: بيان فضل (علي) رضي الله عنه، والوصية بمراعاة حقه، والتنويه بفضله لمن جهلوا منزلته، كما دل عليه سبب ورود الحديث.
والمقصود بالولاية عند علماء الأمة قاطبة: ولاية الإيمان والمحبة، وليست ولاية الرّق والاستخلاف، وهذا ما فهمه علي نفسه، وفهمه الصحابة وأئمة الإسلام عبر العصور.
وأما حديث: «من كنتُ مولاه فعلي مولاه» .. فقد اختلف نقاد الحديث في صحته، فذهب إمام المحدثين البخاري رحمه الله، إلى عدم صحته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله،: وأما حديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فليس هو في الصحاح، لكن هو مما رواه أهل العلم وتنازع الناس في صحته، فَمِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ مَنْ طَعَنَ فِيهِ كَالْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ حَسَّنَهُ. وأما قوله: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؛ وانصر من نصره؛ واخذل من خذله) فهو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث».
وقال ابن حزم: وأما (من كنت مولاه فعلي مولاه) فلا يصح من طريق الثقات أصلاً.
- علي بن أبي طالب ينسف نظرية الولاية
كتاب (نهج البلاغة) جمعه الشريف الرضي، وهو أحد علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري، ويعد هذا الكتاب من أصح الكتب عند الشيعة ويعتبر مرجعًا رئيسيًا من مراجعهم المعتمدة في روايات آل البيت، ويضم هذا الكتاب مجموعة من خطب ومراسلات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- ومن ضمن هذه المراسلات المدونة في الكتاب رسالة منه لمعاوية بن أبي سفيان، قال فيها: "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه".
ومن خلال هذه الرسالة التاريخية المدونة في أهم مراجع الشيعة يتضح بطلان نظرية الولاية والوصاية، إذ لم يحتج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على من حاربه أو على من ناصره بأنه الوريث الشرعي بالنص والوصاية للحكم والخلافة السياسية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أقرَّ بصريح العبارة بإمامة الخلفاء الثلاثة، واعتمد مبدأ الشورى بين المسلمين في اختيار الخليفة وليس مبدأ الولاية والوصاية كما يدعي الشيعة والسلاليين وزنابيلهم.
- توظيف سياسي وتجريف طائفي
يستغل الحوثيون الاحتفال بهذه المناسبة لتعزيز سيطرتهم على المجتمع اليمني وإضفاء الشرعية على مشروعهم السلالي الطائفي.
ويعمل الحوثيون على توظيف هذه المناسبة بهدف تجريف الهوية اليمنية من خلال غرس خرافة (الولاية) في عقول اليمنيين وقلوبهم باعتبارها من المبادئ المقدسة التي تشكل الشخصية اليمنية التي تدين بالولاء المطلق للسلاليين ومشروعهم الإمامي الكهنوتي .
- الخطر القديم والمتجدد
الاحتفال بعيد الولاية يقتضي بالضرورةــ منطقيًاــ اتهام السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في دينهم وذمّتهم إلا ثلاثة أو تسعة منهم فقط كما قال علماء الشيعة.. ويتسلسل هذا الاتهام ليشمل عموم المسلمين الذين لا يؤمنون بهذه الخرافة المختلقة وهنا مكمن الخطر فهذه (الولاية) المزعومة عند الشيعة هي الفتنة الكبرى التي بسببها استحلوا تكفير الأمة جيلاً بعد جيل، واستحلوا بها دماء مخالفيهم من أهل الإسلام عبر التأريخ، ولم يسفك دم في الإسلام أعظم مما سفك فيها!!
الولاية ليست مجرد سردية تاريخية بل هي فكرة عنصرية متطرفة تغذيها الأحقاد الفارسية وتجر وراءها القتل والدمار أينما حلت قديما وحديثا.
المراجع:
- صحيح مسلم
- البداية والنهاية لابن كثير
- الكامل في التاريخ لابن الاثير
- تاريخ الخلفاء السيوطي
- الخطط والآثار المقريزي
- نهج البلاغة ج ٣ الشريف الرضي
- الفتاوى ج٤ ابن تيمية
- الفصل في الملل والأهواء والنحل ج١ ابن حزم