الأحوال المدنية تتلف أوراقاً ثبوتية ضبطت أثناء تهريبها من مناطق ميليشيا الحوثي
قائد المنطقة العسكرية الرابعة يتفقد اللواء ٨٣ في مريس
أمين العاصمة يؤكد أهمية دور المعلمات في مواصلة العملية التعليمية رغم التحديات
العرادة يثمن مواقف أمريكا الداعمة لمجلس القيادة والحكومة اليمنية
الارياني يدشن فعاليات مؤتمر الإعلام ويؤكد التزام الحكومة بحرية الصحافة والتعبير
تعز..اختتام ورشة عمل حول دور المحامين في حماية حقوق الانسان
اجتماع أمني بسيئون يشيد بجهود الشرطة في مكافحة الجريمة المنظمة والالكترونية
وزير الدفاع يطلع على جاهزية جبهات محور الضالع
طائرة اليمنية "مأرب" تهبط في مطار المخا الدولي في أول رحلة رسمية
الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بتكثيف الجهود لإعادة إعمار غزة
على مدى أكثر من عقد من الزمن، أدت الأمم المتحدة في اليمن دورًا واحدًا متكررًا بصورة مريبة: كلما أوشكت ميليشيا الحوثي على الانهيار، تدخلت المنظمة بقوة تحت يافطات إنسانية لإنقاذها، مما أسهم في إطالة أمد الحرب وتعميق معاناة اليمنيين. ذلك التدخل، الذي لطالما اتخذ غطاء العمل الإنساني، لم يكن يومًا بريئًا، بل شكّل أداة وظيفية لتثبيت توازن الصراع في اليمن، وضمان بقاء الأطراف الفاعلة ضمن معادلة تخدم مصالح الفاعلين الدوليين.
ومع عودة المبعوث الأممي مؤخرًا حاملاً شعارات السلام، قد يبدو للبعض أن المشهد يعيد نفسه. غير أن القراءة الدقيقة للسياق الإقليمي والدولي تشير إلى أن هذه المرحلة ستكون مختلفة جذريًا. فالأمم المتحدة، بوصفها أداة ضمن أدوات المخرج الأمريكي، لم تكن تتحرك يومًا بحرية خارج النص المرسوم لها. لقد كانت على مدار السنوات الماضية تنفذ سيناريو يهدف إلى إبقاء الحوثيين وفصائل مسلحة أخرى سلطات أمر واقع، فاقدة للشرعية، لكنها ضرورية لمنع حسم الصراع لصالح الدولة اليمنية، مقابل منح الحكومة الشرعية اعترافًا سياسيًا دوليًا منزوعًا من الأرض والسيادة.
غير أن تغير المصالح الأمريكية في الإقليم اليوم ألقى بظلاله على هذا النص القديم. لقد انتهى دور الميليشيات المرتبطة بإيران، ومن ضمنها الحوثيون، كأوراق ضغط في مسرح الإقليم، وتحول وجودهم من أداة رابحة إلى عبء ثقيل على صانع القرار الدولي. على غرار ما حدث مع تنظيمي القاعدة وداعش، حيث تُستخدم الأدوات حين تقتضي الحاجة، ثم يتم التخلص منها عندما تنتهي أدوارها.
في هذا السياق الجديد، لن تكون الأمم المتحدة هذه المرة وسيلة لإنقاذ الحوثيين، بل قد تتحول إلى شريك موضوعي في إدارة مشهد نهايتهم. التدخل الأممي، الذي كان يُوظف سابقًا لإدامة الصراع، قد يصبح اليوم جزءًا من عملية تفكيك البنية السياسية والعسكرية للحوثيين، تمهيدًا لإعادة ترتيب الساحة اليمنية بما يتلاءم مع خريطة المصالح الأمريكية الجديدة وحلفائها الإقليميين.
إننا أمام لحظة تحول حقيقية. فبينما كانت الأمم المتحدة خلال العقد الماضي تمد حبل النجاة للحوثي في كل مرة يترنح فيها، تبدو اليوم وكأنها تستعد لقصّ ذلك الحبل، وإن كان ذلك مغلفًا بشعارات "السلام" و"العملية السياسية الشاملة".
ويبقى على اليمنيين أن يقرأوا هذا التحول بدقة، وأن يحسنوا استثماره لصالح مشروعهم الوطني، بدلاً من السماح للقوى الدولية بفرض تسوية جديدة تعيد إنتاج الأزمات بصورة أخرى.





