حنتوس.. جذور الثورة
الساعة 03:42 مساءً

علوٌ في الحياة وفي الممات

‏لحقٌّ أنت إحدى المكرماتِ

‏في صولة الباطل يتلفت الناس بحثا عن بطل وقد وجدوك شامخا لم يكسر كبريائه كبر الغطرسة التي استعرضت بها قوتهم الهشة أمام صمودك الأسطوري الذي قزَّمَ هيلمانهم وكشف سوأتهم وأظهر سوئهم وعرى بالشائعات التي أطلقوها عليك حقيقتهم،

‏لقد كان الشيخ السبعيني شجاعا لدرجة أنه ظل يواجه الخرافة بالمنطق الواعي ورفض لالتزامه تدريس ملازمهم لأنه يعرف أن الماء العذب لايصلح للشرب إذا خالطه ماء الوحل، 

‏لم يكن شهيد القرآن يمتلك معسكرات ولا مقدرات تتيح له مواجهة الجماعة التي حشدت حشودا هائلة لمواجهته فردا،

‏ولكنه امتلك قلبا صادقا ومعه تلك التي أحبها قلبه زوجته التي استبسلت معه وسطرا معاً ملحمة حرية خالدة في سجل الوطن الذي لم يعد له إلا الاحتفاء برموزه مستلهما مسيرتهم لمواجهة مسيرة الشر والخراب، 

‏وامتلك عقلا حماه من الوقوع في شباك الغفلة التي يرسلها هواة الصيد في بحر استغفال الناس، 

‏لقد أحرجتهم حيا وميتا 

‏وقد هزمتهم في اللحظة التي أعلنوا فيها انتصارهم عليك، 

‏سجلت حديثك معهم فأصبح ماقلته حديث الناس! 

‏لقد صرخت في وجه أصحاب الصرخة 

‏بيننا وبينكم النيابة وقلت ماقلت بلسان القانون الذي لايلقون له بالا بل وانقلبوا عليه أصلا، 

‏لقد ناديت بنداء الأخوة والدين والشهامة والمروءة فارتقيت شهيدا برصاص غدرهم، وسقطوا مهانةً وسفالةً وهم يجترون الكذب ويلوكون الشائعات ليقتلوك مرتين ولكن هيهات فقد كانت وسائل التواصل شاهدة على مدى وعي الناس وتطلعهم للحرية وهم يحملونك على أعناق كلمات الفخر وقصائد الاعتزاز وأغاني الانبهار بما صنعت ،

‏لقد جددت في شعبنا روح الأمل وأوقدت شعلة الثورة وأشعلت جذوة الحرية 

‏ياشهيد القرآن والكرامة، 

‏لم يكن يعرفك إلا القليل وقد صار القليل الان من لايعرفك، 

‏فقد صرت أيقونة حربة وصورك تشير إلى الفخر وترمز للأمل القادم، 

‏تقول قصتك البطولية أن اليمن الكبير لن يكون صغيرا وسيذهب الصغار إلى حيث اختاروا لأنفسهم بعيدا عن الكبار،

‏قال البعض هذه مغامرة غير محسوبة وغابت من حساباتهم معاني الإقدام لإعاقة تقدم الأذى الذي تضرر منه الناس، 

‏وقال البعض الآخر كان بإمكانك تسليم نفسك ونسوا مصائر الذين سلموا أنفسهم قبلك فنكثت المليشيات عهودهاوضماناتها لهم وغيبتهم عن الدنيا أو عن أهليهم وذويهم، 

‏لقد سطرت مجدا في لحظة صادقة ليس فيها استعراضا ولا أفلاما ولا هوليود بل صدقا وأمنية بلقاء الله في ساحة الدفاع عن وطن استُحلت حرماته باسمه، 

‏أنت خطر لأنك فعلا عليهم كذلك 

‏فالقرآن الذي تعلمته وتُعلمه مخيف جدا لهم !

‏فهو يدعوا للمساواة بين البشر وهذا يسقط تسيدهم 

‏وهو يحرر العقل وهم يريدون للعقل أن يبقى خلف قضبان الخرافة ليخرفنوا ماتبقى من الناس، 

‏يرفعون شعارات قتل اليهود ولاتسيل إلادمائنا!  

‏ويزعمون أنهم ينصرون غزة وهم يقتلون أهل السبق في مناصرتها! 

‏الصراخ بالموت على إسرائيل

‏ والرصاص الحي على صدور اليمنيين!

‏لقدتوجهوا نحوك بالبلطجة ووجهتهم نحو الدولة التي انقلبوا عليها والمؤسسات التي يديرونها لدعم مواردهم وتحسين صورتهم ولكنهم لايريدونها فيما سيفضح فسادهم ويناقض مايمارسونه من ملشنة لاتمتمي للدولة، 

‏لقد قلت لهم على لسان إبراهيم أصلان 

‏أنا لا يعنيني ما تؤمن به

‏يعنيني ما الذي يمكن أن تفعله بهذا الإيمان ؟ 

‏تبني أم تهدم؟ تظلم أم تعدل؟ تسلب أم تمنح؟

‏تحب أم تكره؟ تحرر أم تستعبد؟

‏لقد هدموا دور القرآن باسم المسيرة القرآنية! وقتلوا حفاظ ومعلمي القرآن وسجنوهم باسم المسيرة القرآنية! 

‏وسيفعلون كثيرا مما لاينتمي للقرآن باسم المسيرة القرآنية،،، 

‏لقد كان قتلك ياشهيد القرآن توصيفا حقيقيا لهم بأنهم مَسِيرة ومُسَيَّرة إيرانية، 

‏لقد هُزموا وانتصرت..