مؤتمر حول إيران في برلين.. مواجهة شبكات المخابرات الإيرانية في ألمانيا
الشرطة تضبط 70 متهما على ذمة قضايا جنائية مختلفة
طارق صالح يبحث مع نائب الرئيس التركي الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية
الرئيس العليمي ينهي زيارة الى القاهرة بعد مشاركته في فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير
طارق صالح يلتقي رئيس الوفد القطري المشارك في قمة المناخ
السلطة المحلية بذمار تدين حملات الاختطافات الحوثية بحق أبناء المحافظة
عضو مجلس القيادة طارق صالح يلتقي وزير النفط الكويتي
اليمن يشارك في اجتماعات بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون
بلفقيه يقدم للرئيس الاندونيسي أوراق اعتماده سفيراً لليمن
رئيس الوزراء يختتم زيارته إلى قطر بعد مشاركته في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية وعقد عدد من اللقاءات
كتاب دين الله هو دستور ونظام وقوانين، الوجود الكوني والإنساني، به يمارس الإنسان المستخلف، السير على صراط الله المستقيم، ليقوم بدوره في العبادة، والاستخلاف، واستعمار الأرض، وفق موازين القسط، ولم يفرط الله فيه من شيء.
والسير في الأرض قانون من قوانين الوجود، فصَّله الله بكتابه، ليكتشف الإنسان به قوانين الخلق، والسيرورة، والصيرورة، وقوانين تطويع الأرض، لاكتشاف كنوزها وخيراتها المتاحة بالتساوي للسائلين، أي كل من يسأل عنها بغض النظر عن عقيدته مسلم بالله أم مجرم ملحد بالله، يقول سبحانه:
﴿وَجَعَلَ فِیهَا رَوَ ٰسِیَ مِن فَوۡقِهَا وَبَـٰرَكَ فِیهَا وَقَدَّرَ فِیهَاۤ أَقۡوَ ٰتَهَا فِیۤ أَرۡبَعَةِ أَیَّامࣲ سَوَاۤءࣰ لِّلسَّاۤىِٕلِینَ﴾ [فصلت ١٠]
فكل شعب أو أمة تعاملت مع قوانين الله في وجوده الأرضي والكوني، بإمكانها أن تستخرج كنوز الأرض وأقواتها، وكل خيراتها، فتوظفها لتسود حتى ولو كانت مجرمة أو كافرة.
أمتنا تمتلك ثروات الأرض من نفط وغاز ومعادن في برها وبحرها، ولكنها لم تكتشفها ولم تستخرجها لعدم سيرها في الأرض وكتاب ربها يأمرها بذلك، فجاء الاخر واكتشفها واستخرجها، ونشر الحروب والكراهية والحدود بيننا لنتقاتل لكي يستمر في استثمار خيرات أرضنا.
هذه الأمم المهيمنة عرفت من خلال السير في الأرض، كيف هلكت الأمم السابقة فاعتبرت وتجنبت الوقوع فيما وقع به غيرها.
فسارت في الأرض واكتشفت وسادت وحكمت، ونحن هجرنا القرآن، ولم نسر في الأرض كما أمرنا الله، ولم نعرف عِبَرَ من سبقونا، فكررنا الأخطاء وتخلفنا وتم استعبادنا من الأمم التي سارت في الارض.
يقول سبحانه:
١-قوانين الوجود تُسَيِّرُ الناس في البر والبحر
﴿هُوَ ٱلَّذِی یُسَیِّرُكُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا كُنتُمۡ فِی ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَیۡنَ بِهِم بِرِیحࣲ طَیِّبَةࣲ وَفَرِحُوا۟ بِهَا جَاۤءَتۡهَا رِیحٌ عَاصِفࣱ وَجَاۤءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانࣲ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ أُحِیطَ بِهِمۡ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ لَىِٕنۡ أَنجَیۡتَنَا مِنۡ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ﴾ [يونس ٢٢]
٢- قانون السير في الأرض لمعرفة عاقبة المكذبين بالله العابدين غيره.
﴿قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنࣱ فَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِینَ﴾ [آل عمران ١٣٧]
﴿قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ ٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِینَ﴾ [الأنعام ١١]
﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَیۡهِ ٱلضَّلَـٰلَةُۚ فَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِینَ﴾ [النحل ٣٦]
٣-قانون السير في الأرض لمعرفة عاقبة من قبلنا.
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالࣰا نُّوحِیۤ إِلَیۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰۤۗ أَفَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ خَیۡرࣱ لِّلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [يوسف ١٠٩]
﴿۞ أَفَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۖ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡثَـٰلُهَا﴾ [محمد ١٠]
٤- قانون السير في الأرض لنعقل الوجود ونسمع سير قوانينه.
﴿أَفَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبࣱ یَعۡقِلُونَ بِهَاۤ أَوۡ ءَاذَانࣱ یَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِی فِی ٱلصُّدُورِ﴾ [الحج ٤٦]
٥-قانون السير في الأرض لمعرفة عاقبة المجرمين.
﴿قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ﴾ [النمل ٦٩]
٦-قانون السير في الأرض لمعرفة كيف بدأ الخلق.
﴿قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ یُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡـَٔاخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [العنكبوت ٢٠]
٧- قانون السير في الأرض لمعرفة من كانوا أشد منا قوة ومعرفة وتعمير للأرض وتمكين، ولكنهم ظلموا أنفسهم بمخالفة منهج الله ورسله فسرى عليهم قانون هلاك القرى.
﴿أَوَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوۤا۟ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰ وَأَثَارُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَاۤ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاۤءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ﴾ [الروم ٩]
﴿۞ أَوَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ كَانُوا۟ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوا۟ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰ وَءَاثَارࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقࣲ﴾ [غافر ٢١]
﴿أَفَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوۤا۟ أَكۡثَرَ مِنۡهُمۡ وَأَشَدَّ قُوَّةࣰ وَءَاثَارࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ فَمَاۤ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ﴾ [غافر ٨٢]
هذه قوانين السير في الأرض لم نسر عليها لأننا هجرنا التنزيل الحكيم الحاوي قول الله الحق، ومنهجه الحق، وسرنا بعد قول الناس، فوصلنا إلى حالنا اليوم أوطاننا يتم تمزيقها، وتنهب ثرواتها، ومن سادونا حولونا لمذاهب وأحزاب تقتل بعضها وتكره، فكيف الخلاص؟
لا خلاص لنا غير اتباع منهج الله الذي ألف بين قلوب المؤمنين وجعل منهم بقيادة الرسول والنبي محمد عليه الصلاة والتسليم، أمة رحمانية، جعلها المنهج القرآني أمة تسود الدنيا في ٢٣ عام، وتؤسس دولة المدينة، أول دولة مدنية، تقوم على المواطنة الواحدة، والوطن الواحد، الناس فيها تجمعهم الأخوة الإنسانية والإيمانيّة، وتأليف القلوب.
وطننا اليوم تحول باتباع المذهبية والمناطقية والقبلية والحزبية، لأوطان عدة بجيوش عدة، تتربص ببعضها، أكثر من تربصها بعدوها الذي شردها وأسقط جمهوريتها.
أغفلنا قوانين السير في الأرض، لنعرف مصير من سبقونا، الذين فرقوا دينهم وأوطانهم وشعوبهم، وظلموا أنفسهم فكان مصيرهم الهلاك.
إني لأعجب من قيادات واعضاء المؤتمر والإصلاح، عدم السير في الأرض اليمنية ليعتبروا، فهما بخلافهما أدخلوا الإمامة صنعاء وبهذا شاركوا في إسقاط الجمهورية، وما زالوا بخلافتهم وعدم توحيد صفهم خلف شرعيتهم، يمدون ميليشيا الإمامة بالبقاء، وأقول للمؤتمر والإصلاح بصدق- ولا أنتمي لهما ولا لغيرهما- أنتما قاطرة استعادة مؤسسات الدولة وبتوحيد صفوفكم خلف شرعية الدولة ومجلسها الرئاسي بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، وخلف تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة والإمارات، سيتم استعادة الدولة واليمن.
ألا يكفي قيادات المؤتمر ومنتسبيه عِبْرَة مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح رحمه الله بتلك الصورة وهو مقتول مشجوج الرأس وفي مسقط رأسه وبين قبيلته وجيشه، أي عبرة توقظ ضمائركم وعقولكم أقوى من هذه، وأي عبرة أشد من تشردكم في الأمصار ومصادرة أملاككم والحكم بالإعدام على قياداتكم، الا تكفيكم هذه العبر لتوحدوا صفكم خلق شرعيتكم وتحالفها لتستعيدوا اليمن.
ألا يكفي قيادات الإصلاح ومنتسبيه عبرة موقف زعيمهم القبلي الشيخ صادق الأحمر رحمه الله بتلك الصورة، وهو يطلب وجه السيد وهو شيخ مشايخ اليمن وحاشد، وهو في منزله ولا أحد معه من الرجال، أي عبرة توقظ ضمائركم وعقولكم أقوى من هذه، وأي عبرة أشد من تشردكم في الأمصار ومصادرة أملاككم والحكم بالإعدام على قياداتكم، الا تكفيكم هذه العبر لتوحدوا صفكم خلق شرعيتكم وتحالفها لتستعيدوا اليمن.
لهذا نبهنا الله للسير في الأرض لنعتبر حتى لا يكون مصيرنا الهلاك مثل من سبقونا.
جمعتكم سير في الأرض وعبر وتوحيد للصف خلف الشرعية وتحالفها لنستعيد اليمن وننقذ وطننا وأنفسنا من الهلاك.





