الوحدة التنفيذية بمأرب تحذّر من سيول جارفة خلال الساعات القادمة
عبدالله العليمي يتابع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن عقب السيول
منتخب الناشئين للكاراتيه يحقق أربع ميداليات في البطولة العربية بالأردن
النظام الإيراني يستغل الشبكة المصرفية العراقية لتمويل ذراعه الحوثية
إحباط محاولة تهريب شحنة كوكايين إلى ميليشيا الحوثي
الإرياني: تصريحات نصير زاده تؤكد أن الحوثيين مجرد واجهة لتمرير أجندة طهران
انعقاد اللقاء الموسع الأول لوكالات السياحة والسفر بحضرموت
ورشة عمل حول تطوير برنامج طارئ للإيرادات في مصلحتي الجمارك والضرائب
ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة إلى 62.622 شهيدا
علماء يبتكرون رقعة قلبية ثلاثية الأبعاد لترميم أنسجة القلب
أعجبتني كثيرًا لغة الرسالة الصادرة عن القائم بعمل مرشد جماعة الإخوان المسلمين المصرية والتي بعثها إلى مرشد النظام الايراني علي خامنئي التي حملت جوار التضامن معهم عبارات فخمة ومتقدمة في الحديث عن المشتركات والتعاون مع الاخر في إطار الأمة.
رغم موقفي الواضح تجاه النظام الإيراني المارق لكنني رغبت في تسجيل إشادتي بما تضمنته رسالة الجماعة المصرية من معاني تؤكد أهمية ردم فجوات الخلاف (وبذل كل جهد من أجل وحدة الصف ونبذ الخلافات وتكامل الجهود) كقواعد ناظمة للعلاقة المثلى في إطار الأمة الواحدة.
توقفت كثيرًا عند هذه العبارات، وتمنيت بشدة لو أن مثلها وأرقى منها لغة ومبادرة ومسؤولية يتكرر عن الجماعة ذاتها تجاه الحالة المصرية، والعلاقة مع مكونات المجتمع المصري الذي كانت ولا زالت الجماعة من أبرز اللاعبين فيه، ولكونها أساسًا مسؤولة بشكل أو بآخر عن مصر قبل غيرها من الحالات الأممية والإنسانية خارج القطر المصري الشقيق.
ماذا لو أن رسالة كهذه وجهتها الجماعة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر والمنطقة والأمة، للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، توضح من خلالها استيعاب مخاطر المرحلة وضروراتها ورغبتها في طي الخلاف واستعدادها لتقديم التنازلات وابداء المراجعات من موقع الوعي لا الضعف؛ والحرص لا سواه.
إذا كنا نشيد للجماعة بلغتها الإيجابية هذه تجاه النظام الإيراني، فالمنطق يلزمنا تذكيرها "بواجبها" تجاه قطرها وشعبها ومجتمعها ونظامها الحاكم وان كانت على عير وفاق معه.
لاشك ان المشتركات الوطنية والدينية والانسانية بين الجماعة وشعبها وحكومة بلادها وقيادة القطر المصري، هي أكثر بكثير من المشتركات الجامعة لها مع النظام الايراني.
حتى من زاوية التفاعل مع القضية الفلسطينية ذاتها التي كانت مدخل الجماعة المصرية لتبعث خطابها إلى طهران، فإن ما لا يمكن تجاهله بالقفز عليه أو إنكاره هو أن مصر حكومة وشعبًا ونظامًا، هي أبرز الشعوب والأنظمة التي ظلت حاضرة أكثر من كل الآخرين في الشأن الفلسطيني وفاعلًا رئيسيًا في الحفاظ على الحق الفلسطيني منذ نشوء الاحتلال الصهيوني.
إن مصر هي حجر الزاوية في ملف الصراع العربي الفلسطيني، كانت وستظل باعتراف العدو والصديق، ولم يختلف أو يتبدل الموقف المصري الرسمي تجاه واجبه في فلسطين باختلاف اسم الرئيس، فالثوابت هي ذاتها مع جمال عبدالناصر ثم أنور السادات ثم حسني مبارك ثم محمد مرسي رحمهم الله جميعا ويتكرر الحال ذاته اليوم في عهد الرئيس السيسي، ويمكن لتأكيد دعوانا هذه الاستشهاد بتصريحات قادة حركات المقاومة الفلسطينية منذ أحداث 7 أكتوبر التي تؤكد الثقة التامة بالدور المصري وسيطًا وضامنًا وراعيًا وشريكًا في المصير والإنقاذ والمبادرة، ويجمع كل العقلاء أنه لولا وجود مصر بعد الله بجوار غزة الجريحة لكان الألم مضاعفًا والجرح أكثر اتساعًا ونزفًا.
إذا كان من الشهامة إبداء التضامن وشكر الجميل لموقف قام به البعيد المختلف عنك، فليس من العدل ولا الحق أن يختلف الحال تجاه القريب المرتبط بك لاختلافك الزائل معه.
هذا إن كانت مضامين هذه الرسالة في نظر كاتبيها مبادئ وقيم ثابتة وليست تكتيكا يتبدل بحسب الهوى والمزاج.
وكذلك هو الحال المفترض من جماعة لها تاريخها واسمها الذي يقترب عمره من تمام القرن، تجاه الانظمة العربية والتيارات النظيرة في البلدان والشعوب الاسلامية.
على سبيل المثال، أنا كمواطن يمني تواجه بلادي منذ عشرة أعوام حربا مفتوحة ورعناء شنتها ميلشيات اجرامية ضد كل مقومات التعايش المشترك، كنت سأشعر بالاطمئنان لو أن تيارًا عربيًا أو إسلاميًا كجماعة الإخوان المصرية أو غيرها صدر عنهم ما يوحي بإحساسهم بمعاناة ووجع شعب عربي ومسلم عريق لطالما كان حاضرًا بقلبه ووجدانه وماله ودمه أيضًا تجاه كل نازلة شهدتها شعوب وبلدان أمتنا الحبيبة، وهو اليوم يمر وقد بلغ أعداد الضحايا فيه عشرات الآلاف وملايين المهجرين دون أن نسمع من جماعة كجماعتكم رسالة مواساة أو عزاء.
إن برر أحد لنفسه أو لكم الصمت عن ما يجري في بلادنا من ذبح للشعب وسلب للحقوق واعتداء على الحريات أنه يتم بخناجر تزعم أنها مسلمة وهذا بظنكم مانعا مقبولا عن نصرة الحق وادانة البغي وردع الطغيان فهو وهم لا أخلاق، وإلا لكان الأولى انطباق الحال على أزمتكم مع نظام بلادكم.